السبت ٢٨ حزيران (يونيو) ٢٠٢٥
بقلم حسن سامي العبد الله

سُقوطُ الهَيْكَلِ الثّالِث

إلى الفلسطيني سادن حتمية التاريخ التي تجري بمستقر لها..

كُنْ في فِلسْطينَ
وامْسَحْ وحْشَةَ الطُّرُقِ
وقُلْ لَها إِنَّ وَعْدَ الحُرِّ في عُنُقي

خُذْها إِلَيكَ برِفْقٍ
يابْنَ دَمّعَتِها
واصْرخْ أَتَيْتُ أَنا
مِنْ دَهْشَةِ الحَبَقِ

دَعْها تَرى فيكَ ما فيها،
بِلَهْجَتِها قُلْ للهَواء العَليلِ البارِدِ الطَّلِقِ

داعِبْ نَوافِذَها..
وامْنَحْ حَدائِقَها
سِرَّ اخْضِرارِكَ
لا تَأبَهْ لمُرْتَزِقِ

وَرَقِّها
أَيُّها المَنْهوبُ مِنْ فَمِهِ
مُجَوِّداً - بخُشوعٍ - سورَةَ الفَلَقِ

بِها مَواجِعُ أُمٍّ،
خُذْ بخاطِرِها
فَأَنْتَ تُتْقِنُ طَيَّ الأَرْضِ بالعَبَقِ

وَقُلْ لِرَشْقاتِكَ النَّجْلاءِ
لا تَذَري مَعاقِلَ الشَّرِ..
باسْمِ العِزَّةِ انْطَلِقي

كوني سَلاماً وَبَرْدَاً يا بِلادُ
على أَهْلِ البِلادِ،
وبالمُسْتَعْمِرِ احْتَرِقي

هُنا حِكاياتُكَ البِكْرُ
الّتي كَبُرَتْ مَعَ السِّنينِ ..
سِوى الآهاتِ لَمْ تَذُقِ

هَدِّيءْ بِحاراتِها الليْلَ القَديمَ
عَسى أَنْ يأْذَنَ الصُّبْحُ
بالإِشراقِ والأَلَقِ

صارِحْ شواطِئها ..
غازِلْ شَوارِعَها..
وَاقْرَأْ عَلَيْها الذي في الذِّكْرَياتِ بَقي

أَشْلاءُ أَطْفالِها تُبْكي الحِجارَ،
فَقَدْ عَرّى الجَّميعَ
سُقوطُ الْعالَمِ الخُلُقي

بِغَزَّةَ الآنَ أَرْواحٌ
مُبَذَّرَةٌ على الرُّكامِ
وأَجْسادٌ بِلا رَمَقِ

إِنَّ الصَّلاةَ عَلَيها
في تَجَشُّمِها عِبْءَ النِّضالاتِ
قُربانٌ لكُلِّ تَقي

فَاذْهَبْ لِفِرْعَونَ،
هذا البَربَرِيُّ طَغى
قُلْ للسَّماءِ على أَنْفاسِهِ انطَبِقي

لا تَخْذِلِ الأَرْضَ،
لا تَتْرُكْ ضَفائِرَها بعهدَة ِالشَّرِّ
بَيْنَ اليَأسِ والقَلَقِ

يا أوَّلَ الغَيْثِ
يا ميقاتَ ثَوْرَتِها على السُّكوتِ ..
تَقَدَّمْ خارِجَ النَّسَقِ

سَيولَدُ النَّصْرُ
مِنْ أَطْباقِ زَعْتَرِها
قَدِّمْهُ للنّاسِ يا ذا البَأْسِ في طَبَقِ

واكْتُبْ أنا عُدْتُ
مِنْ تاريخِها قَدَراً
لأَحْمِلَ القُدْسَ
(بَيْنَ الجَفْنِ والحَدَقِ)

لبابَ حِطَّةَ يا حُلْو اللِثامِ
سِوى عُبورِكَ الفَذِّ ذي الأَسْرارِ لَمْ يَرُقِ

فَالهَيْكَلُ الثَّالثُ المَزْعومُ مُنْحَطِمٌ
وليْسَ يَعْصِمُهُ الإيغالُ بالحَمَقِ

خالِفْ خُفوتَ الأَغاني
وابْتَكِرْ وَطَناً يُعَلِّمُ البَحْرَ
أَنْ يَنْجو مِنَ الغَرَقِ

وارْسمْ لأَطْفالِهِ
أُرجوحَةً ويَدَاً
تُصافِحُ الأَحْمَرَ الثَّوريَّ في الشَّفَقِ

خُذِ الأَناشيدَ
مِنْ أَفْواهِ كَوْكَبَةٍ
تُعَوِّدُ السُّحُبَ العُلْيا عَلى الغَدَقِ

لا بَأْسَ بالنّارِ إِنْ كانَتْ موافِقَةً
عَلى الخُروجِ إلى المَعْنى مِنَ النَّفَقِ

طالَ الطَّريقُ إلى الجَّدْوى
وَما تَعِبَتْ بَنادِقُ الذَّوْدِ
مِنْ يَحْمومٍها اللَبِقِ

تَحَدَّثَتْ عَنْ فُصولٍ
لا يُؤَخِّرُها قَحْطْ الضَّمائِرِ
عِنْ زَيْتونِها الوَرِقِ

هذا أَوانُ التَّجَلّي
دَوْلةً،
عَلَماً،
كَرامَةً،
رِفْعَةً،
مَجْداً بِلا رَهَقِ

مَداخِلُ المَسْجِدِ الأَقْصى بِها شَغَفٌ
لَمَنْ يَلِمُّ شَتاتَ الأَهْلِ
مِنْ فَرَقِ

فَقُلْ أَعوذُ بِرَبِّ الفاتِحينَ
مِنَ النَّومِ العَميقِ
عَلى المَكْتوبِ في الوَرَقِ

ثِقْ بالمَدافِعِ
 إِنَّ الصُّلْحَ تَهْلُكَةُ المُحَرِرينَ -
وبالميثاقِ لا تَثِقِ

سِوى إِزالَةِ عِجْلِ السّامِريِّ
عَنِ المَسْرى المُبارَكِ
ليْسَ الحَلُّ في الأُفُقِ

فَارْكَبْ رِياحَكْ
طوفاناً وعاصِفَةً
خُذْهُمْ كَما شِئْتَ
حَوِّلْهُمْ إلى مِزَقِ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى