الأربعاء ١٦ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٨
بقلم
شفرة سيد القلوب
القصيدة الفائزة بالمرتبة الثانية في مسابقة الشعر الحر لعام 2007
يَا سَيِّدِي يَا دُرَّةَ المِشْكَاةِ يَا قَمَرِي الجَلِيلْ ..مُتَشَظِّيًا آتِيكَ مِنْ خَلْفِ النَّوَافِذِ لابسًا دُثُرَ اللُّبَابِلَعَلَّنِي أَلْقَاكَ مُؤْتَلِقًا بأَمْجَادِ انْعِتَاقِكَ مِنْ سَمَائِكَكَيْ تَرَى شَعْبَ الثَّرَى ..فَاليَوْمَ عِيدْ ..وَأَنَا أَنَا مَا زِلْتُ عُصْفُورَ السَّدِيم ِ وَلَمْ يَزَلْ طَوْدُ انْدِهَاشِيشَامِخًا بدُرُوبهِ وَمَفَاوِزِهْ ..وَأَنَا أَنَا مُتَقَنْفِذًا مَا زِلْتُ أَحْبُو فَوْقَ رَمْل ِ الأُحْجيَةْ ..وَرَصِيدُ أَيَّام ِ الصِّبَا حَصّالَةٌ مُلِئَتْ بِعُمْلاتِ السُّؤَالِ عَلَى اخْتِلافِوُجُوهِهَا ..أَوَّاهُ يَا سَكَنِي الْحَبيبْ ..مَازِلْتُ أَذْكُرُ أَنَّنِي يَوْمًا قَرَأتُ مُتَيَّمًا بَانَتْ سُعَادُ [1] فَأَيْنَعَتْ لَمَّاتَبَسَّمَ ثَغْرُكُمْهَذِي الصَّحَارَى وَاحْتَوى السِّحْرَ الشَّفَقْ ..وَتَفَجَّرَتْ مِنْ سَلْسَبِيل ِ الإصْبَع ِ النَّبَوَيِّ أَنْهَارٌ مُقَطَّرَةُ الرُّضَابْ ..وَتَنَعَّمَ الرُّعْيَانُ بِالفَيْضِ الرَّسُولِيِّ الكَرِيمْ ..أَوَّاهُ يَا سَكَنِي الحَبيبْ ..دَارَتْ أَرَاجِيحُ الزَّمَانِ وَأَحْرَقَتْ نَارُ المَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ جَنَّتِيوَتَبَخَّرَ النَّهْرُ الْكَبِيرُ وَعُودُ مِسْكِكَ قَدْ طَوَاهُ الإنْسِحَاقْ ..وَأَنَا هُنَا فِي حَالَةِ الرَّصْدِ الْعَقِيم ِ أَرَىوَفَاةَ الخُضْرَةِ الحَسْنَاءِ مَا قَدْ كَانَ غَابَوَمَا تَبَقَّتْ مِنْ فَرَادِيس ِ الأَمَاسِي غَيْرَ صَحْرَاءٍ مُفَخَّخَةِ المَسَالِكِوالوُجُوهْ ..ضَاعَتْ سُعَادُ وَإنْ هَتَفْتُ بذِكْرِهَاصَلَبُوا بذِكْرِكَ خَافِقِي ..( يَا كَعْبُ [2] فَلْتَعْزفْ لَنَا هَذَا النَّغَمْلَعِبُوا بنَا كُرَةَ القَدَمْوَ الْجُلَّنَارُ عَلَى شِفَاهِ الحُسْن ِ أَضْحَى كَاللَّغَمْكَافَحْتُ حُبَّكَ يَا حَبيبي كَيْ ُأريحَ وَأَسْتَريحَ مِنَ السَّقَمْكَافَحْتُ حَتَّى دَاهَمَتْنِي لَذَّةُ الأَشْوَاق ِ وَاخْتَلَطَ انْتِشَائِي بِالأَلَمْرُحْمَاكَ مَا أَبْهَى انْبِلاجِك عَبْرَ ذَيَّاكَ الخِضَمْ)رُحْمَاكَ مَا ..رُحْمَاكَ مَا أَشْقَى اصْطِدَامِي حِينَ أَصْحُو يَا أَبِيلأرَى مَوَاقِيتَ الفُصُولِ تَغَيَّرَتْلأحِسَّ وَخْزًا مِنْ دَبَابيس ِ العَذَابِ يُرِيقُ دَمْعَ أَنَامِلِيِلتُطِلَّ مِنْ خَلْفِ الغُيُوم ِ بَرَامِجُ التَّحْفِيز ِقَائِلَةً كَضِرْغَام ٍتَقَدَّمْوَاخْرُجْ إلَيْهمْ كَيْ تُحَطِّمَ ذَلِكَ الطَّقْسَ الرَّدِيءْ ..وَدَعْتُ مُعْتَكَفِي وَقُلْتُ لِصَاحِبيأَطْلِقْ جِيَادِي مِنْ مَخَابئِهَا وَجَهِّزْ حَرْبَتِيفَالشًّعْبُ يَصْرُخُ طَالِبًا مِنِّي المَسِيرْ ..لا تَرْتَجفْ ..عَصْرُ الطَّوَاحِين ِانْتَهَى [3]وَسُيُوفُ - آرْثَرْ - فِي يَدِي [4]يَا أَيَّهَا الفُرْسَانُ هَذِى المَائِدَةْ ..فَضَعُوا السُّيُوفَ عَلَى السُّيُوفِ يُضِيءُ كَأسُُُكُمُ المُطَهَّرْ .. [5]رُحْمَاكَ مَا أَشْقَى اصْطِدَامِي حِينَ أَصْحُو يَا أَبييَا أيَّهَا الفُرْسَانُ أَيْنَ سِلاحُكُمْ ..يَا سَيْفَ - آرْثَرْ - فَلْتَعُدْ لِفُؤَادِهِ مَزِّقْ هَوَاهُ وَقُلْ لَهُ(مُتْ ظَامِئًا يَا بْنَ البَتُولْ ..أَسْيَافُ فُرْسَانِ الرَّغَام ِ [6] لِكُلِّ دِينَار ٍ تَمِيلْ)سَكَنِي الحَبيبْ ..(عِشْ نَقْشَ عِشْق ٍ كَهْرَمَانِيَّ الخُطُوطِ بِكُلِّ حَانُوتٍ صَغِيرْ ..عِشْ كَيْ تَرَى مَا يَفْعَلُ الأحْفَادُ بِالسِّبْطِ الأَسِيرْ)( يَا كَعْبُ فَلْتَعْزِفْ لَنَا هَذَا المُخَدِّرْسَيْرُورَةُ الإِحْبَاطِ عَالَمِيَ المُقَدَّرْوَضُلُوعُ كَهْل ٍفِي ضُلُوعِي وَالمَدَى رَمْزٌ مُسَيَّرْهَلْ أَنْتَ تَخْتَارُ الرَّدَى ..؟!!عَفْوًا فَفِيهِ الكُلُّ مُجْبَرْ)يَا كَعْبُ عُذْرَا ...النَّصُّ مُحْتَاجٌ لِتَعْدِيل ٍ بَسِيطْ ..الرَّاضِخُونَ لَهُمْ فَضَاءُ الاخْتِيارِ ِ الهَامِشِيْ ..(إِنَّا هَدَيْنَاكَ السَّبيلْإمَّا الرَّضاء َ أو القبول ْ..!!)وَالرَّافِضُونَ لَهُمْ عَذَابَاتُ الجَحِيمْ ..تَبًا لإبْلِيس ٍ أبينَا إِذْ يُزَيِّنُ لِلعُيُونِ جِمَارَ مَمْلَكَةِ الجَحِيمْ ..إنِّي رَأَيْتُ جِمَارَهَا رَوْضًا رَبِيعِيّا يَلُوذُ بِهِ الْحَيَارَىكَثَّفْتُ أَنْظَارِي تَآزَرَ جَمْرُهَا أضْحَى سُعَادَا..ألْقَمْتُهَا حَبَّاتِ سِرِّي رَنَّمَتْ لَحْنَ البُكُورِ ِ وَأَطْلَقَتْ مِنْ زَعْفَرَانِإهَابهَاسِرْبًا يَمَامِيًّا ألِيفَا ..يَا أيَّهَا النَّاجُونَ مِنْ هَوْلِ الهَوَىأنْبيكُمُوا بخَبيئَتِيإنِّي بُدَائِيٌّ أرَادَ وَحِينَهَا اخْتَارَ المَمَاتَ/ الصَّحْوَ فَوْقَ جَنَاحِهَامُسْتَأنِسًا بِفَحِيح ِ زَقوم ِ الغِوَايَةِ واللَّظَىوَلَقَدْ سَمِعْتُ نِدَائَهُيَا نَارُ كُونِي بَرْدَهُ وَسَلامَهُذَاكَ المُسَالِمُ قَدْ تَشَرَّبَ حِكْمَتِيفَتَطَامَنَتْ أنْفَاسُهُ لِنُبُؤَتِييَا أَيَّهَا المُتَيَبسُونَ لَكَمْ عَوَالِمُكُم وَلِي أَنَا عَالَمٌأرْكَانُهُ مَاءُ الحَيَاةِ وَأَهْلُهُ هُمْ إِخْوَتِينَتَقَاسَمُ الخُبْزَ المُسَافِرَ فِي جَوَانِحِنَا وَيُسْكِرُنَا النَّبيذُ البكْرُ يُغْرينَافَنَرْكُضُ فِي مَدَارَاتِ البَرِيقْ ..لِي عَالَمِي وَلَكُمْ عَوَالِمُكُمْ فَقُولُواجُنَّ إنِّي مُفْرَدُ عَنْكُمْ تَنَزَّهَ بالجُنُونْ ..قَلْبي سُنُونُوَةُ الصَّبَاح ِ مُهَاجِرٌ عَبْرَ القُرُونِ زَمَانُهُ لُغْزٌ وَإنَّ وُجُودَه فِيالمَاء ِأُقْنُومُ البُدُوءِ [7] وَ خُلْدُهُ و فَنَائُهُ وَهْمٌ مُحَالٌ وَالقَطِيعَةُ بَيْنَهُوَالمَاءِ لَغْوْ ..وَاليَوْمَ عِيدْ ..مَازَالَ قَلْبي فِي انْتِظَار ِ مُعَلِّلِيبالكَادِ يَقْتَنِصُ الشُّعُورَ بوَمْضِهِفِإذَا تَجَلَّى عَبْرَ بَلُّور ِ المَرَايَا طَيْفُهُعَادَتْ لَهُ آمَالُهُ فَأعَادَ مَلْحَمَةَ الرَّجَاءِ مُنَادِيًاجِنِّيَةَ الأسْرَار ِفُكِّي طَلْسَمِييَا أيُّهَا الشَّبَحُ المُوكَّلُ بالفَتَىأبْطِلْ تَعَاوِيذَ الليَالِي الأَلفِ وَامْحَقْ كُلَّ أقْنِعَةِ الدُّجَىيَا سَاكِنِي أوْحَشْتَنِي يَا طَائِرًا تَسْبيحُهُقَدْ جَابَ مَمْلَكَتِي فَكَانَ ضَمِيرَهَافَمَتَى وَأيْنْ ..؟؟؟( يَا كَعْبُ رَجِّعْ لَثْغَ سُبُّوح ٍخُرَافِيِّ الصَّدَىفِي البَدْء ِ كَانَ المَاءُ للْعَرْش ِ المِهَادَ وَظَلَّ إلهامَ النَّدَىفِي البَدْء ِكَانَ فَكُنْ لَبيبًا وَاغْسِل ِالأغْصَانَ مِنْ نَبْع ِ الوُضُوء ِتَشُفُّ جَوْهَرَةُ الزُّهُور ِيَكُونُ مَضْمُونُ النِّهَايَة ِرَائِقًاوَمُقَدَّسًاكَالمُبْتَدَا .......)
القصيدة الفائزة بالمرتبة الثانية في مسابقة الشعر الحر لعام 2007