الاثنين ١ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٤
بحجة الخوف من الفضيحة يتخلى الرجال عن واجباتهم تجاه المرأة

شقيق يعتدي على زوجة أخيه فيكافأها الزوج بطلاقها بدلا من الدفاع عنها

علماء المسلمين مطالبون بتغيير طريقة الطلاق الظالمة تجاه المرأة

الرياض - عتاب نور

في قضايا الشرف التي تعتبر كنصل سكين لا بد أن تخرج المرأة مجروحة حتى ولو كانت بريئة، ولا تعطي لها فرصة للدفاع عن نفسها، بينما يتم تشجيع الرجل أحيانا على محو وصمة العار التي لطخت شرفه، بل ويكافأ بإضفاء اسم الشرف لجريمته، وفي هذه القضية وعلى الرغم من أدلة براءة الزوجة الواضحة، إلا أنها أصبحت مدانة وطلقها زوجها بعد أن تعاطف مع شقيقه وأهله.

(جميلة..ع) سعودية لها نصيب كبير من اسمها، في ربيعها التاسع عشر، انتقلت من جنوب السعودية قبل خمسة أعوام مع زوجها بعد الزواج لتستقر في مدينة الرياض بسبب ظروف عمل زوجها، كانت تعيش حياة كريمة ترفرف عليها السعادة والهناء، رزقت خلالها بثلاث فتيات أكبرهن في الرابعة من عمرها وأصغرهن في شهورها الأولى، ومع قدوم أخ الزوج لمدينة الرياض للبحث عن وظيفة تبدل حال هذه الأسرة وانقلب العش الهادئ إلى جحيم.

 تروي جميلة قصتها لـ"سيدتي" قائلة:

 كانت حياتنا تسير بشكل طبيعي إلى أن جاء شقيق زوجي إلى مدينة الرياض للبحث عن وظيفة، فاستقبله زوجي واعد له غرفة خاصة للإقامة في منزلنا بحجة عدم وجود مكان يأوي إليه، وبعد ذلك بدأ مشوار البحث عن وظيفة، وكان زوجي بدوره يسأل أصحابه ومعارفه عن فرص عمل لشقيقه، وعندما تعبا من الحصول على الوظيفة قرر زوجي أن يفتتح لأخيه محلا تجاريا صغيرا ليتكسب من خلاله.

لكن للأسف تنكر هذا الشقيق لكل المعروف والجميل الذي قدمه له زوجي الذي فتح له قلبه قبل بيته، وأراد أن يرد له المعروف بطعنه في الخلف.

بعد الغذاء

مرت عدة لحظات وهي صامتة، وكأنها تستعيد شريط يوم الحادث، ثم تابعت بكل مرارة:

 ذات وبعد تناولنا وجبة الغداء، ذهب زوجي للعمل في المحل التجاري، وترك أخاه في المنزل ليرتاح بعض الشيء، وتوجهت إلى غرفتي للراحة واخذ قسط من النوم.

وبعد حوالي ساعة وجدت شقيق زوجي في غرفتي يحاول الاعتداء علي، فذعرت وحاولت بكل قوة أن أتخلص من بين يديه، ولو رأيتم ملابسي الممزقة واثار الجروح والخدوش على جسدي لعلمتم مدى مقاومتي لذلك الوغد وسط صراخ بناتي وصراخي الذي وصل لاسماع جارتي دلال وزوجها علي، فكانا طوق نجاة عندما كسرا باب الشقة وأنقذاني وطلبا الشرطة، وكانا شاهدين على حادثة الاعتداء.

* مع الجارة

والتقت "سيدتي" الجارة (دلال.ح) التي قالت:

 سمعت صراخا وأنا في منزلي في البداية اعتقدت أنها أصوات بنات الجارة (جميلة) ومع ارتفاع هذه الأصوات بدأ يظهر لي بوضوح أنها استغاثات جميلة نفسها، وخرجت لاستطلاع الأمر، وعندما وصلت لباب المنزل تراجعت وقت لنفسي "ربما تكون مشكلة عائلية، وربما يضربها زوجها ومن غير اللائق أن أقحم نفسي في خصوصيات الآخرين"، فعدت لمتابعة أعمالي في المنزل.

ومع استمرار صراخ جميلة وارتفاع صوتها بالبكاء والاستغاثة بدأ الشك والقلق يتسربان لداخلي من جديد، فعزمت على التدخل في المشكلة لانقذ هذه المسكينة من الضربات التي تتلقاها من زوجها، فأخذت اطرق باب شقتها لكن للأسف دون فائدة، ولم يكن هناك رد سوى صراخ جارتي وبناتها الصغيرات، فعدت لمنزلي وأيقظت زوجي ليحاول معي إنقاذ الجارة، وبدوره لم يرحب بالتدخل في خصوصيات الآخرين، لكن بعد إلحاح شديد وافق زوجي واتجهنا معا لمنزل (جميلة) وبدأنا الطرق من جديد، وعندما نفذ صبرنا كسر زوجي باب الشقة وعلى الفور خرجت جميلة من شقتها بملابس النوم وهي في حالة من الهلع الشديد، ولا يكاد يخلو مكان في وجهها من آثار جروح وكدمات وخدوش والدماء تنزف من انفها، وما ان رأتني حتى ألقت بنفسها بين أحضاني فقلت لها: ماذا حدث؟ فقالت وهي في حالة انهيار شديد: اطلبوا الشرطة.. شقيق زوجي حاول الاعتداء علي!.

عندما سمعت هذا الكلام شعرت بقشعريرة تسري في بدني، وبان الأرض بدأت تتزلزل من تحت قدمي، فقلت لها وأنا في حيرة شديدة: "شقيق زوجك"؟!

بصعوبة أجابت: نعم، وهو موجود داخل المنزل، وعندما سمع صوت تحطم باب الشقة أسرع لغرفته، ثم قالت أرجوكم لا تضيعوا الوقت اطلبوا الشرطة، فاتصل زوجي من هاتفه الجوال بالشرطة، وفي تلك الأثناء خرج شقيق جارنا من الشقة وطلب من زوجي عدم استدعاء الشرطة واتهم (جميلة) بالجنون والكذب والافتراء عليه.

* الشرطة

وتعود جميلة لتواصل حديثها لـ"سيدتي" قائلة:

 حضرت الشرطة وألقت القبض على شقيق زوجي على الرغم من إنكاره للواقعة جملة وتفصيلا، واستدعوني لاخذ أقوالي واحالتي للطبيب الشرعي، فطلبت من جارتي وزوجها إيصالي أنا وبناتي إلى محل زوجي.

وعندما رآني مع البنات في المحل أسرع نحونا متسائلا عن السبب فأخبرته بتفاصيل ما جرى بالكامل، فنزل الخبر عليه كالصاعقة وصدمته كانت كبيرة، فجلس في حيرة وهو يقول: "غير معقول!! أنا في حلم" وبعد أن هدا بعض الشيء ذهبنا إلى قسم الشرطة لاتمام إجراءات القضية حيث تم الإفراج عني بعد نتائج الطب الشرعي وإدانة شقيق زوجي وحبسه على ذمة القضية.

بعد عودتنا للمنزل انعزل زوجي صامتا في غرفته، ورغم كل ما كنت اشعر به من آلام، حاولت أن اخفف عنه صدمته بأخيه، وعندما دخلت عليه مرة أخرى وجدته يتحدث مع أهله في الجنوب وهو في حالة عصبية، وشعرت انهم استطاعوا التأثير عليه، وطلبوا منه الضغط علي والإفراج عن ابنهم، وليتهم اكتفوا بذلك بل حرضوا زوجي علي وشككوا بنزاهتي وشرفي واتهموني أنني أنا التي أغويت شقيقه، واخبروه بقصص وهمية كاذبة وعلاقات كانت تربطني بأكثر من شاب في قريتنا قبل الزواج، كل ذلك من اجل إبعاد التهمة عن ابنهم والإفراج عنه وإلصاقها بي! وللأسف صدقهم بعد أن نسي عشرة الخمس سنوات التي عشناها معا واخلاقي التي عهدني عليها، صدق هذه الاتهامات الباطلة وضربني واتهمني بالخيانة، ونعتني بألفاظ اخجل من أن اذكرها لكم، وطلقني وطردني خارج المنزل مع بناتي الصغيرات، وأنا واثقة انه متأكد من براءتي، لكنه لا يريد أن يضحي بأخيه وأهله، أما أنا فمن الممكن أن يحصل على زوجة غيري!.

* المطلقة والخوف

للأسف خرج شقيق زوجي بكفالة، ولو كان الأمر بيدي لطلبت إعدامه شنقا لانه دمر حياتي وشتت أسرتي وحرم بناتي من العيش في كنف أبيهن وجعلني مطلقة أعيش حياة سيئة يتلبسني الخوف من الغد والخوف على مستقبل بناتي وتأثير هذه الحادثة التي جرت أمام اعينهن، والخوف من مواجهة الناس والمجتمع عند العودة لقريتي بالجنوب، والخوف من شقيق زوجي نفسه الذي لم يكتف بما فعله، لكنه ما زال يهددني بالانتقام عبر رسائل الجوال التي يبعث بها لي بين الحين والآخر، وكان بإمكاني أن اشتكيه للشرطة لكن لا أريد مزيدا من الفضائح فيكفيني ما أنا فيه من المشاكل، وسأفوض أمري لله فهو المنتقم الجبار.

حاولت "سيدتي" الوصول للزوج فعلمنا انه بعد أن طلق زوجته، واخرج أخاه من السجن بكفالة باع أثاث الشقة وسلم مفاتيحها لصاحب العمارة وطلب أن يتم نقله من عمله لمدينة جدة.

علماء المسلمين مطالبون بتغيير طريقة الطلاق الظالمة تجاه المرأة

مشاركة منتدى

  • بسم الله الرحمن الرحيم
    لا حول ولا قوة الا بالله
    " شيء مخيف و مرعب ... واعتقد انه من الخطأ تصديق المرأة وتكذيب الرجل . وأتساءل ماذا كان تقرير الشرطة هل ثبت اعتداء الرجل على زوجة أخيه أم ثبت كذب ادعاءها ؟؟ ...
    وأي كانت الحقيقة... فمن الخطأ اختلاء الرجل مع زوجة أخيه في غياب الزوج ، خاصة اذا كان ذلك بشكل يومي .

    بل أعتقد أن هناك أسباب كثيرة قد تكون السبب في اعتداء الرجل على زوجة أخيه من ضمنها الاعتداء الجنسي ولكنه ليس السبب الوحيد.
    ولا يمكن أن تكون هذه الأسباب الأخرى مبررة أو لها أي داعي بل انه عمل لا أخلاقي خطير جداً ... الاعتداء على الاخت أو ابنة الأخ أو اي كانت صلة القرابة.

    ولكن السؤال لماذا طلق زوجته بدل من الدفاع عنها ؟؟
    من الممكن أن يكون الخيار الأسهل بالنسبة له، ولكنه خيار كارثي بالنسبة للمرأة . بعد ضياع السمعة و الاعتداء عليها وطلاقها
    أعتقد أنها تستطيع المطالبة بتعويضات أضافة للنفقة نتيجة ما لحق بها من أذى اجتماعي و نفسي خطير ، لم لا ؟ أليس هناك محضر تحقيق احتفظت به الشرطة ؟؟

  • ان هذا الموقف لموقف رهيب لكن حسبها الله ونعم الوكيل واري ان الخطأ يقع بالدرجة الاولي علي الزوج المغفل الظالم والذي لم يأبه لقول الرسول الكريم - صلي الله عليه وسلم - بقوله " الحمو الموت " --- وكذلك علي الزوجة التي نجد لها بعض العذر- نظرا لصغر سنها - حيث انها لم تطلب من الزوج عدم مكوث اخوه الا في حال وجوده 0
    اما بالنسبة للاهل فان كلامهم الزور سوف يحاسبهم الله عليه حيث ان هذا من فعل شياطين الانس0
    واخيرا الله يعوض الاخت بخير من زوجها النذل الهمجي0000
    وشكرا

  • للاسف ان المجتمعات العربية يكتنفها الغموض تجاه اية مسألة تتعلق بالشرف لان قانون العيب الصارم ساري المفعول الى ابد الابدين لاننا كعرب وكمسلمين نولد ونحيا ونموت ضمنه الا نني وبكل جراة. اعلن ان مجمل عاداتنا وتقاليدنا بحاجة الى تجديد بخطابها الاجتماعي الجمعي وبكل جرأة اعلن ان خطابنا الاسلامي بحاجة الى تجديد بحيث يكون هذا التجديد محافظا على جوهر الاسلام الحقيقي لا المزيف المشحون بالعنف والقسوةِ لان الصمت بدا يتحول فينا الى انفجار نخشى ان يضيعه (الاسلام) الجديد الذبحي والنحري للمراة قبل الرجل ايها السادة ان القصة التي روتها السيدة جميلة هي واحدة من الاف القصص التي لاتصل الينا كمجتمعات عربية ومسلمة هنالك عنفٌ ضد النساء في كل مكان لانها اذا كانت في البيت زوجة يجب ان تكون لنا جارية واذا كانت صديقة يجب ان تكون غانية.
    ان الخلل يكمن كما اسلفت في نهجنا الاجتماعي اولاً نحن نحتاج الى ان نتضامن بصدق مع حالات مثل هذه الحالة نحن نحتاج الى تاسيس مواقع على الانترنيت لتحارب العنف ضد النساء لنتضامن معهن بصدق لان المراة هي الام اولا وهي الزوجة والاخت والابنة والحبيبة هي نصفنا الثاني اذا كان الأنسان بذراع واحدة كيف يستطيع ان يحيا بدون نصفه الثاني؟
    على الاعلام العربي المرئي والمسموع والمكتوب ان ياخذ دوره بصدق تجاه هذا الموضوع وعلى الحكومات ان لا تستمر بطريقتها التي تلغي نصف المجتمع وتحرمه من ابسط حقوقه كي تستطيع ان تسيطر على الرجال بعد ان تقسمهم الى جماعات وكتل واحزاب وبالتالي تستمر الانظمة الدكتاتورية الجاثمة على صدورنا والناهبة لثرواتنا المفرطة بحقوقنا كبشر ؟؟!!
    ثامر الثامر
    raadm2002@yahoo.com

  • السلام عليكم
    الله يستر و يهدي الجميع يارب اكيد شي مؤلم حصل مع هذه المرأة البائسة الله يصبرها و يكون في عونها نحن نري هذه الاحداث كل يوم و نمر عليها عميانا كانه لم يحدث معنا و اذا حدث معنا فننتبه لكنه قد يمضي الوقت. هذا فقط لاننا بعدنا عن تعاليم الاسلام الحنيف و ما ربينا اولادنا علي التربية المستقيمة و الحياء و العفه
    و لن ينفعنا هذه الاعذار شي ابدا بل يلزمنا نتجرأ و نمسك ايادي هؤلاء النسوة البائسات كي يسعدن في حياتهن و انا الذي سوف افعل لذلك اذا تيسر لي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى