

صلاةٌ شطرَ القبلة الأولى
في القدس، أَعني داخلَ السُّور القديمِ،
أَسيرُ من زَمَنٍ إلى زَمَنٍ بلا ذكرى تُصوِّبُني.
فإن الأنبياءَ هناك يقتسمون
تاريخَ المقدَّس...
(محمود درويش)
إذْ قُلتُ "يا"، لاحَ نورُ اللهِ في عَيني
وَصَارتِ اليَاءُ مِنْ مَاءٍ .. وَمِنْ طينِ
لمَّا ذَكَرْتُكِ وَشَّى المسكُ قَافِيَتي
وأورقَ الشِّعرُ من غُصنِ الرَّياحينِ
وانسابَ نَهْرُ جَمَال ٍ في مخيِّلتي
مِنْ سَلسَبِيلِ المَعَاني راحَ يَرويني
مَهدُ الدِّياناتِ ، أُولى القِبْلَتينِ ، مَدَى
غُصْنٍ تفرَّعَ مِنْ تينٍ .. وزيـتــــونِ
قَصِيْدةٌ مِنْ كِتَابِ النُّورِ قَدْ أخَذَتْ
قَداسَةَ الحَرْف مِنْ قافٍ .. وياسين ِ
وكنتِ إذ قِيلَ كنْ ، والكَونُ مَحْضُ سُدَىً
صْبحاً تَنَفَّسَ بينَ الكافِ والنُّونِ
أيُّ القَوَافي إلى مَعْنَاكِ تُبْحِرُ بي ..؟!
وأيُّ حَرفٍ طَهورٍ مِنكِ يُدنيني!!
مُذْ قُلْتُ " قُدْ" راودَتْني ألفُ قافيةٍ
فَكَيفَ حَالي وَقَدْ أوغَلْتُ بالسَّينِ؟!
كأنَّني حِيْنَ قُلتُ " القُدسَ" صومَعَةٌ
وَثَمَّ ألـــفُ نبـــيٍّ قانتٍ فيني
كَمْ فِيكِ للخَيلِ فُرسانٌ جبلَّتُهم
مَاءٌ تنزَّهَ عَنْ طينِ السَّلاطينِ ..؟
كأنَّهمْ شُهُبٌ ياقدْسُ قَدْ نَزَلُوا
– مِنْ فوقِ سَبْعٍ- رُجُوماً للشيَاطينِ
لمَّا رآهمْ سُيُوفاً تصْطَلي غَضَباً
ثارتْ تقطِّعُ أعناقَ الثعابينِ
تروي الرُّجولةُ، أنَّ البدرَ مندهشٌ
قد راحَ يَصـرخُ لو أني فِلَسْطيني!!
هَلْ كلُّ طفلٍ صَلاحٌ جاءَ ممتطياً
خَيلَ الرِّياحِ .. وَقَدْ كنُّوهُ بالدِّين!؟
أمْ كلُّ طفلٍ هُنا في القُدْسِ مِئْذَنةٌ
وَثَمَّ بَيْتٌ حَرَامٌ بَيْنَ طِفْلينِ !!
تَهْوَى الجِبَالُ إِذَا مَا لاحَ وقْفَتَهُ
وَمِنْهُ تدْنُو الثُّريا قابَ قوسينِ
بَنُو فِلِسْطِينَ قلْ .. واخفِضْ جَناحَكَ إذْ
يَوْماً سُئلتَ عنِ الغرِّ المَيامِين
إذ أَلفُ حِطِّينَ قَدْ خَطُّوا وَقدْ كتَبُوا
والعُربُ تبْكي عَلى أطْلالِ حِطْينِ
العَابرونَ حُدودَ الشَّمسِ .. تُبْصرُهُـمْ
إِذْ مَا اسْتُفِزُّوا أُسُوداً في الميادينِ
كأنَّما الكونُ يـسري في مَشِيئتِهِم
وكانتِ الأرضُ إذا قَالُوا لهَا كُوْني
لو ألْفُ شَطْرٍ وَجَدْتُ البَيْتَ ضَيِّقةً
فيهِ المَعَاني فمَا حَسْبي بِشَطْرينِ!!
القُدْسُ أقدسُ مِنْ وزنٍ .. وقافيَةٍ
مِنَ البُحُورِ .. وَ مِنْ كُلِّ القَوَانينِ
قَدْ أبلغُ الوَصْفَ إذْ ربِّي يُؤَيِّدُني
– وذا محالٌ- كما موسى (بهارونِ)
إذ فارَ تنُّورُ شِعْري،كيفَ أخمدهُ ..؟
وَلسْتُ أمْلكُ شيئاً منْ عَناويني
لا عاصمَ اليَوْمَ مِنْ طوفانِ أخيلتي
ولا سفينةَ حِبري منهُ تُنْجيني
لجأتُ مِنْها إليها .. علَّ ترأفُ بي
وَمِنْ شَيَاطينِ شِعْري القدسُ تأويني