

صوتُ الحقِّ ومشعلُ المقاومة
يا صوتَ الحقِّ في الليلِ الظلامِ
أنتَ السَّماءُ التي تُمطرُ السلامِ
من قلبِ الجراحِ خرجتَ تَحتَ الظُّلامِ
كأنَّكَ النَّارُ في ساحةِ الزَّحامِ
تُضيءُ دربَ المقاومةِ في فجرٍ جديد
وتروي الأرضَ بدماءِ الشهداءِ العتيدِ
فَصَارَتْ الحروفُ سُيوفًا، دِرَاعًا
تصدُّ رِيحَ الجَورِ وتَحْتَ السِّحابِ
لكَ في الأرضِ عهدٌ، سَنبلةٌ
تُثبِّتُ الخطى، لا يُطفَأُ لها ضوءٌ
تسيرُ على دربِ الأبطالِ
وكأنَّك قمرٌ لا يغيبُ في السَّماءِ
تُفجِّرُ المدى بالأملِ والرجاءِ
رغم الحروبِ والهَولِ والشقاءِ
قدَّمَ الأبطالُ حياتَهم قُربانًا
فكانوا دربَ الهدى وعنوانَ الأمانِ
جراحٌ لكنَّهم لا يهابونَ
بل يزرعونَ العزَّ في كلِّ مكانِ
يا أبطالَ الأرضِ في فلسطينَ
أنتُم السُّرى في قلبِ السماءِ
ويا أسَرَى الشَّرفِ في سجونِ الغدرِ
صوتُكُم صَدَى الحقِّ لا يُطفَأُ أبدًا
دِمَاؤُكم لؤلؤٌ في بحرِ المقاومةِ
تُجسدونَ أسمى معاني البطولةِ والشجاعةِ
جراحُكم أنشودةٌ، شعرٌ مقاومٌ
يخطُّهُ دمُ الحريةِ في سطورِ الزمانِ
وفي لبنانَ، في الجنوبِ الجريحِ
شاهدٌ على عهدٍ لن يمحوه الزمانُ
أيها المكلَّلونَ بالدماءِ العطرةِ
أنتم الفجرُ الذي ينبلجُ في الغيومِ
يا من تزرعونَ الأملَ في كلِّ خُطوةٍ
وتحملونَ الكرامةَ في أكفِّ الشهداءِ
سيمضي الظلامُ ويُشرقُ النورُ
وحينها، سيكتبُ التاريخُ أسماءَ الشرفاءِ
فهكذا هم الأحرارُ في كلِّ زمانٍ
لا يَهابُونَ القيدَ، ولا يُطَوِّعونَ الزمانَ
أنتم أملُ الأجيالِ وصوتُ الثورةِ
أيها المقاومون، دربُكم دربُ الانتصارِ