

صورة أخرى للماء
و أنا احتضن الراية من منفى لمنفى , إنهم إن قتلوني مرة ,,, أولد في عينيك ألفا
محمد الفيتوري
الْعَابِرُونَ فؤادي لا أحس بهم
يكفي لأعرف مَن بالقلب قد عَبرَا
تَكفِيكَ ذاكرةٌ وَرْدِيةٌ لترى
نزْف الحِكَايَات في جيْبِ الرُّؤَى سُورَا
مَنْ يَجْرحُ الغُصنَ فَالأَوْرَاقُ تَعْرِفُهُ
إذنْ فَلِمْ فَأسُكَ العَاري اشتهى الشَّجرَا؟
الماء يجهل أن يجري بلا سبب
وليته طائش لم يستطع سَفرَا
لأن غُربتنا ضَمَّت مواجعنا
كلّ المواويل غَضّت دوننا بصرَا
مَن ذا يُعوِّض للوِجدان مِحنتهُ
فما ارتوتْ صرخةٌ إلا بكى الشّعرا
يُحبُّك الشّعرُ
مَجنونًا على فَمِه...
و كُلَّما ازددتُ حزنًا جاء واعْتذرا
كل التآويل
لن ترضي عدالتَه
اللومُ و البوحُ ...لا ...لن يُقْنِعا عمرا
معي من السّرّ
ما في النخل من بلحٍ
معي براءةُ طفلٍ حيَّر الأُمَرَا
.
بئرٌ سَقَى الطفل أفكارًا لتُسعِفَه
كأن في غيهب الفقدان قدْ حضرا
وشكَّ في البئر حتى صار خيبتَه
بقدر ما خَيَّبَ الترياقُ مُحتَضرا
وخلسةً أيقظ الأزهار متعبةً
حتى تبرعم في الوجدان ما زأَرا
فحين صدَّقَت الأشجار رفعَتَه
أنّ المكان كأُمّ لمْ تلدْ بَشرَا
كمثل أي الوصايا عاش منتظرا
وخاله الحلو في وجه الأسى ظهرا
كالعنكبوت أقامت بيتها ثقةً
تبني من الخيط فستانًا إذا اندثرا
و أنت في الشّدة الأولى تصير فتى
يهدهد الأرض كي لا يسهرَ الفُقرا
محملًا بأسى قابيل في لغة
منذ الْتماع مرايا الماء قد كفرا
شاخ الحنين ...
وبات الحزن يجلدني
والليل أودع في أجفانيَ السّهرا
ماذا يُلقّن للأطفال بعْدُ فمي
تَقَطّر الهم في الأوطان
وانتشرا
تبعثرَتْ مدنُ التَّشبيه
أجمعُها
ألا ترى قَلبيَ المجروحَ منفجرَا؟
هنا وُلِدنا، ولكن خلف ذاكرةٍ
ترتِّل العشق...
تبني حُلمَنا قَمرَا
وما ارتدينا لِيوْم جرح أغنية
تكسّرت شغفًا والحبُّ ما انكسرا
إني برئت من الأوطان زخرفها
لطالما يحرق السادات منتصرَا
هامش
أن’’ أنَّ أنَنْتُ ، يَئِنّ ، ائْنِنْ / إنَّ ، أنًّا وأنينًا ، فهو آنّ
أنَّ المريضُ تأوّه ألمًا بصوتٍ عميق وشكوى متواصلةٍ، أنَّ جريح / متوجِّع
’’خالة’’مفرد لجمع خيلان و أخيلة، وهي شامة أو نُكْتة سوداء في البدن، وغالبًا ما تكون في الوجه