

صَهلَةٌ لَا تَهدَأ
تَابُوتٌ حَجَرِيٌّ وَجَسَدٌ مِن جَمر
الأَوصَالُ مُقَطَّعَةٌ وَمُفَرَّقَةٌ بَينَ القَبَائِل
السُّمُ يَسرِي فِي كُلِّ أَرض
المَوتُ يَتَفَشَّي وَالدَّمُ يُسكَبُ تَقدُمَةً وَنَخبا
بِاسمِ السَّرَابِ شَمشُونُ الخَرَائِبِ يَتَقَدَّم
قَدَمُهُ ثَقِيلَةٌ وَقَفَاهُ غَلِيظ
عَلَى وَقعِ خُطوَتِهِ يَسطُو الدُّولَارُ عَلَى الحَضَارَات
يَحكُمُ الجَهلُ المُثَلَّث
تَشِحُّ المَوَارِدُ وَتَشتَرِهُ الآلَاتُ عَلَى الأَجسَاد
وَالفَاشِيُّ يَرتَعُ بِلَا رَادِعٍ
يَنهَشُ فِي الحَيَاةِ بِأَنيَابِ بَهِيمُوثٍ مَسعُور
البَشَرِيَّةُ تَنقَلِبُ عَلَى نَفسِهَا
الإِنسَانُ يَئِن
– يَا أُختَ كَنعَان؛ لِمَ تَجلِسِينَ وَحدَكِ عَلَى كَتِفِ البَحر؟!-
وَهَذِهِ الأَرضُ أَتَصِيرُ أَرضًا مَحرُوقَة؟
مِطفَأَةً لِسَجَائِرَ الأُمَم..
مِكَبَ نُفَايَاتِ التَارِيخِ الذِي بَدَأَ بِصَخرَةٍ حَطَّت عَلَى رَأَسٍ
وَبَقِيَّةُ السَّيفِ لَم تُفِد أَحَدًا فِي تَحرِيرِ وَطَنٍ مُحتَلٍّ
أَو تَأَوِيلِ وَحيٍّ لِنَبِيٍّ شَرَدَ
أَو استِعَادَةِ كَلِمَةٍ لِشَاهِدٍ قُتِلَ غَدرًا
وَيكَأَنَّ كُلَّ هَذَا يَحدُثُ...لِأَنَّكَ تُقَاوِم
فكَيفَ لَكَ أَن تُحِبَّهَا إِن لَم تَكُن حُرًّا؟!
كَيفَ تَقُولُ "أُحِبُكِ" وقَلبَكَ لَيسَ مَعَهَا؟!
إِمَّا أَن تَستَسلِمَ وَتَمُوتَ أَسِيرًا
وَإِمَّا تَظَلَ تُقَاوِمُ طَوَالَ الدَّهر
هِيَ؛ أَنَّتُهَا البَرِيئَةُ التِي هَزَّت أَستَارَ فَضَاءٍ بَعِيدٍ
نَرَى أَنَّنَا قَادِرُونَ عَلَى اجتِيَازِ هَذَا البَحرِ مِن أَجلِه
وَنَرَى أَنَّ السَّمَاءَ أَقرَبُ لِلمُجَاهِد
وَأَنَّ النُّجُومَ تَنَامُ فِي حِضنِ الشَّهِيد
أَقُتِلتَ؟!
قُتِلتَ وَسِلَاحُكَ السِّلمُ!
أَإِنَّ السِّلمَ هُوَ الحَربُ!
هَا هِيَ طُقُوسُهُ تَبدَأُ مُنذُ الأَزَل
وَرَجُوجُ طُبُولِهَا يُسمَعُ حَتَّى الأبَد((
صَه))
سِلَّ الأَقلَامَ وَالعُقُولَ وَالمَنَاجِل
تَضَافَر..حَطِم أَنصَابَ الخَورِ وَ الجَهل..تَحَرَّر
بِـ"لَا" تُفتَتَحُ الأَكوَان
هَا سبَارتَكُوس ثَارَ وَانتَصَرَ...
بَعدَ قَتلِه
جِيفَارَا قُتِلَ وَلَم يَمُت
وَهَذَا وَجهُ جَفرَاءَ مَنحُوتٌ عَلَى شَاهِدِ تَابُوتِك
صَرخَةُ العِشقِ العَظِيم
مِشكَاةُ مِصبَاحِك عَلَى مِيَاهِ الأَبَدِيَّةِ الظَّلمَاء
غُصنُ زَيتُونِك
تِلكَ أَرضُك
شَغَفُكَ الذِي لَا يَمُوتُ..
يَا بَنَاتِ الصُّبح؛ زَغرِدنَ مِن أجلِي؛ فَقَد قُتِلتُ(
وَلَكِنِّي رَفَضتُ المَوتَ
احمِلنَ الدُفُوفَ وَادبِكنَ
لَملِمنَ لَحمِي مِن كُلِّ عَهدٍ وَطِين
زَمزِمِنَ دَمَي إِنَّنِي قَادِمٌ كَالقِيَامَةِ هَادِرٌ كَإِعصَارٍ قَاصِمٌ قَسَّامٌ
أَبِي النِّضَالُ ابنِيَ الجِهَادُ جَدِيَ الصَّبَارُ نَاصِرِيٌّ عَائِشٌ فِي
خَيَالِ الخَيلِ لَا أَمُوتُ فِي حُلمِ الجَبَل...
طُوبَى لِلصَّامِدِين
وَنَحنُ عَلَى أَطرَافِ الغَمَامِ خَيمَتَا بَرقٍ سَيَضرِبُ
جَمعًا غَرِيبًا عَسَسًّا غَاصِبِينَ مُستَوطِنِينَ مُحتَلِّينَ
أَرضًا سُرِقَت بِتَوَاطُؤِ غَجَرٍ وَسَطوَةِ حَرَس،،
أَرضٌ يُخصِّبُهَا الدَّمُ وَالدَّمعُ تَنبُتُ بِاللَّحمِ وَالعَضمِ تَشهَقُ
بِالغَضَبِ تَصرُخُ بِالهَولِ، شَرَرٌ هَائِجٌ شَرزٌ أَهوَجٌ
شَبَقٌ مُقَدَسٌ
وَيَآ لِثَارَاتِ السَّمَاءِ لِجُرحِ التُّرَاب!
عُيُونٌ تَهتَاجُ بِالشُّهُبِ أَيَادٍ كَالفُؤُوسِ أَقدَامٌ مُقبِلَةٌ مُدبِرَةٌ
صَيحَاتٌ مُزَلزِلَةٌ مُقتَصِدَةٌ قَاصِدَةٌ، جَحَافِلُ عُرَاةٍ مُلَطَّخِينَ
بِالشَّحمِ وَوَسَخِ سَبخَاتِ السَّبيِ شَيَاطِينَ حَرَافِيشَ مَرَدَة
قَتَلَة وَمَقتُولُين
نَتَقَافَزُ مِن زَفرَةِ الأَرضِ مِن طِينِ النَّوَاعِير
نَبَزُّ الغُزَاةَ
نَطعَنُهُم
نُهشِّمُ قُبَّتَهُم
أشعَلنَا النِّيرَانَ فِي أَطرَافِ الرِّدَاءِ المُتَوَرِّم
أَسقَطنَا وَرَقَ التُوتِ مِن عَلَى مَناطِقَةِ الطَّاغُوتِ
خرَّ وَزِيرُ الجُنُودِ وَفرَّت فُلُول الـ.....
..
وَهَا هِيَ غَزَّةُ فِي شُرفَتِهَا البَحَرِيَّةِ شَامِخَةٌ كَالطَّود
وَعَكَّا تُومِضُ كَنَجمَةٍ لَا تَغِيب
جِنِينُ حَمَلَت سَوسَنَهَا البَرِّيَّ وَزَيتُونَهَا
وَضَمَّت كَفَّهَا بِكَفِّ نَابلِسَ
يَنظُرنَ لِيَافَا وَهِيَ تَنفُضُ مِن عَلَيهَا تُرَابَ التَّلِّ وَتَنهَض
وَحُشُودُ شُعُوبُ عُشَّاقٍ تَتَقَدَّمُ امَامَهُم رَامُ الله عَلَى عَرَبَتِهِ
رَاعِدٌ شَادٌّ لِجَامَهُ مَسحُوبٌ قَوسُهُ وَفِي ذَيلِهِ الشَّمسُ تَسعَى...
..
فِلسطِينُ يَا صَهلَةَ شَمُوسٍ لَا تَهدَأ
أَيَّتُهَا العَرُوسُ الصَّبِيَّةُ وَالأُمُ البَتُول
أَنتِ مَبدَأُ أَحَاجِينَا وَمِقلَادِهَا
يَا شَيخَةَ الطَّرِيقَةِ لَن نَترُكَ الدُّفُوفَ
وَلَن نَكُفَّ عَن الدَّوَرَان.