طَعنَةُ الرُّوح
وما دَمعِي إذا ما القَلبُ ذَابَا!
وكَانَت طَعنَةُ الرُّوحِ اغتِرابَا!
وهل سَلِمَت ضُلُوعٌ مِن حَرِيقٍ؟!
وهل كَانَت عَواصِفُهَا سَرَابَا ؟!
كَأنفَاسِ الجَحِيمِ لَعَقتُ جُرحِي
فَأشعَلَت الدُّنَىٰ ضِرسًا ونَابَا
على شَعبِي مَدَدتَ اليَومَ رُمحًا
وهَيَّجتَ الصَّوَاعِقَ والتُّرَابَا
فَبَاتُوا طُعمَةً حينَ استَكانُوا
وحِينَ استَبصَرُوا ماتُوا ارتِعَابَا
تَخَفَّى المَوتُ في طَيَّاتِ صَدرِي
وكانت دَمعَةُ الدُّنيَا مَآبَا
فَكَيفَ لِقَلبِيّ المُلتَاعِ يَصبُو
لِعِشقٍ مُكرَهٍ عَادَ اغتِصَابَا
كَلَيلَىٰ العَامِرِيَةِ كُنتُ أغدُو
وسَالَت قُبلَةُ الوَجدِ (ارتِضَابَا)
على نَهدِي فَرَشتُ الحُسنَ وَردًا
وفَجَّرتُ اليَنَابِيعَ العِذَابَا
ومِن خُصَلِي فَرَدتُ الفَخرَ نِيلًا
وضَفَّرتُ النَّدَىٰ شَهدًا مُذَابَا
إلى سُرُرِ الحَضَارَةِ مَالَ خَصرِي
و مَالَ الحُسنُ أيضًا واستَجَابَا
وعَاشَ الخَائِنُونَ على نَضِيدِي
وقَد عَشَقُوا المَلَامَةَ والعِتَابَا
وكَانَ رَبِيعُهُم .. فَحَلَلتُ شَعرِي
وقَد صَعَدُوا على جَسَدِي ارتِغَابَا
عَلى عِرضِي تَوَالَمَت الكِلَابُ
وأولَغَت الرُغَا فِيهِ احتِلابَا
تَقَاسَمَت القَطَائِعُ بَعضَ ثَوبِي
وشُقَّ إزَارِيَ الغَضُّ انتِصَابَا
بِمَعسُولٍ مِن القَولِ اشتَرَانِي
وقَالَ قَصِيدَهُ والعَقلُ غَابَا
وبَاعَ قَمِيصِيَ المُزدَانَ .. غَدرًا
وبَاعَ مَآزِرِي بُغضًا .. عُصَابَا
أتَضطَرِبُ العُقُولُ إزَاءَ قَدرِي !
أتَغتَابُ الكَوَاكِبَ والسِّحَابَا !
فَمَا جَهَلَ السَّمَاسِرَةُ احتِرَابِي
وقَد نَهَشُوا مَع اللَحمِ اكتِئَابَا!
وقَد يَغتَالُ لَحمَ الأُمِّ ذٓئبٌ
فَمَن لِلأُمِّ يَنتَهِرُ الذِّئَابَا!
مُقَيَّدَةٌ أنا والقَيدُ يُدمِي
كَصِنوَانِ ابتَدَرنَاهَا تِرَابَا
حَيَاةٌ كُلُّ مَا فيها بَئِيسٌ
وسَيفُ البُؤسِ يَقتَلِعُ الرِّقَابَا
بِأبنَائِي صَنَعتُ المَجدَ وَحدِي
وأفنَيتُ المَتَاعِبَ والصِّعَابَا
ولَكِنَّ اللَيَالِي قَد تَوَالَت
وأفرَخَت التَّقَزَّمَ والغِيَابَا
فَهَل عَادَت بِنَا الأيَامُ حُبلَى
بِأحلَامٍ تَقَمَّصَت الشَّبَابَا