الجمعة ٣ تموز (يوليو) ٢٠١٥
يحكى أن .. الحلقة الرابعة
بقلم حسن أحمد عمر

عريس الغفلة

خرجت الفتاة الصغيرة الجميلة ذات الأربعة عشر ربيعاً
تلعب مع قريناتها كالعادة نفس اللعبة المعتادة.
لا تهتم بملابس منمقة ولا بتسريحة منسقة ،
فهى لا تزال طفلة تلعب وتلهو وعن كل مظاهر الإتيكيت تسهو.
وفى يوم مشئوم لم تطلع له شمس كان هناك حولها كلام وهمس ،
من شخص مريض القلب عليل النفس.
هو سمسار بنات وعلى تزويج الصغار يقتات
خاصة من أثرياء الخليج الذين يأتون للهو والتهريج ،
حتى لو كان على كرامة الناس فقد فقدوا كل معان الفهم والإحساس.
كان فى القرية عجوز خليجى هو عريس الغفلة
يتلصص للزواج من أجمل طفلة وينتظر القبول لعمل الحفلة.
ذهب السمسار الثعلب ،وكلم والد الطفلة والحاجة للفلوس تغلب ،وعرض عليه ربع ارنب
ومن فقر رهيب ينجيه ومن أكابر القرية يدنيه..
وذهبوا إلى المأذون وفى سبيل الفلوس كل شىء يهون ،
وطلبوا منه عقد القران فأخبرهم أنها صغيرة ولا تصلح وطلب منهم شهادة تسنين لتجعل المسألة تنجح...
فذهبوا بالطفلة إلى طبيب القرية كى تفلح الفرية ،
وعرضوا عليه مبلغاً كبيراً أغراه واقترب منه عريس الغفلة وحياه وبخاتم ذهبى مرصع بالحلى أهداه..
فسقط الطبيب صريع الفلوس ومن أجل طمعه راح على الحقيقة يدوس ..
وجعل سن الفتاة فوق السادسة عشر وختم الشهادة بختم النسر..
فذهبوا بها إلى الشيخ المأذون وأعطوه ما يشاء من المال حتى لو طلب ملأ شوال..
فكتب المأذون الكتاب وأعلى الجواب ورقص الأهل والأقارب وعقل الطفلة عن الوجود غائب
ولا تفهم ما يجرى حولها ولا ما يدور فى بيتها ..
وزفوا العروس البريئة على العجوز المتصابى صاحب العيون الجريئة
الذى يزيد عن سن السبعين ولديه من الأولاد والبنات أكثر من عشرين.
لم يختل بها اكثر من عدة اسابيع كان يعيش معها مثل الطفل الرضيع،
ليس له هشة ولا نشة وكل ما فعله هو فض غشاء البكارة وأكل الحمام وتدخين السيجارة ..
وكانت النتيجة المعروفة والكارثة المالوفة ،
وهى أن ترجع مطلقة وأن تعيش حياة مغلقة ،
أسيرة الأحزان وحبيسة لا ترى حتى وجوه الجيران ،
تنظر بعيون مكسورة وكأنها ارتكبت جناية خطيرة ،
وهى الطفلة البريئة التى ليس لها ذنب وقد ضحى بها أب ليس له قلب.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى