الخميس ٧ حزيران (يونيو) ٢٠٠٧
بقلم نوري الوائلي

عشقُ الجمال غريزة

يا من عشقت الناس اني مولع

بالعشق حتى كاد قلبي يُبضعُ

العشقُ قالوا في النساء ِ مذاقه

مرُّ الحديث وليله لا يُنزعُ

وإذا تفلـّق َصبحه عن عاشق ٍ

أضحت أماني ليله تتسكعُ

عشقٌ يذلُ الناس حتى تكتوي

نفسُ العشيق بناره وتولـّعُ

إن كان محظوظا ًوفاز بشهوة

فالعشقُ يُبلى والمحبُّة تقشعُ

وتؤولُ نارُ العشق ِ بعد تأجج ٍ

لرماد ِ جفو ٍ حين حب يُشبعُ

إن كنت لم تقنعْ بهذا فاستعنْ

فيمن بخبرته يُضاءُ و يُقنع ُ

بل إنّ بعض العشق يصبحُ علة ً

وفراق أحباب وذكرى تـُوجعُ

العشقُ قد يفني الكثيرَ لنزوة

ويُعيب خيرَ عوائل ٍ ويُروّعُ

العشقُ للجنسين أضحى موردا ً

منه كتاباتُ الرذيلة تكرعُ

كـُتبتْ لعشق الجنس أقلامٌ لها

شرُ الشياطين تصوغ ُ وتقرع ُ

ولها نفوسُ السوء تروي عثـَّها

وتبارُك الفحشى بها وتوزّعُ

العشقُ في خُطب الرواة وشعرهم

يعني ولوجَ غرائز ٍ لا تـُمنعُ

يعني التغزلَ بالنساء كسلعة ٍ

فيها المفاتنُ للتبضع مشفعُ

جسدٌ يُغازل ُوالمفاتنُ قبلة

واللهفُ خلف لذائذ ٍ لا يهجعُ

عشقُ النساء غير عشق حوائج ٍ

أو عشق أشياء ٍبذهنك تقبعُ

بل عشق ُجنس ٍ والملذة غاية

تحقيقُ شهوات ٍ لجسم ٍ يجزعُ

أن قالوا غير مقاصد في عشقهم

لم يصدقوا قولا ولم يتورّعوا

عشقٌ لأجسام ٍ وحسنُ مفاتن

قطعا ًيزولُ إذا المعايبُ تطلعُ

ما دام حسن لا مفاتنَ خـُلدت

فالكلُّ طوع العجز سوف يُضعضعُ

ويعيشُ ذهنُ العاشقين متاهة ً

كخيال ِ شعر ٍ في سراب ٍ يخدعُ

لكنّ عشقَ الجنس ليس مُحرما ً

إن كان غايته ُ الوفاق ويجمعُ

لا أنكر العشقَ الذي في عفة ٍ

يعلو بقلب العاشقين ويرفعُ

عشقُ الجمال غريزة ٌ من مبدع ٍ

فاحفظ ْ لذائذها بتقوى تـُرجعُ

هل تعشقُ الأجساد َ غير عيوننا

والقلبُ يتبعها وذهن ٌ يخنعُ

دعني أحدّث بالكلام ومحبري

عن عشق ما يسمو بنا ويوّرعُ

عشقي بناه العقلُ بعد تمحص ٍ

فكأنـّه بذرٌ بنفسي يُزرعُ

يزدادُ أشراقا ًوفكري ساقيا ً

عذبا ًيورده عيونا ً تنبعُ

والكونُ مصدرُ شمسه وغذائهِ

شمِلَ الجمال بكل خلق يُوضعُ

الكونُ يعطي نبْت َعشقي صالحا ً

من خير ما يحوي وما يتمتعُ

لم يُبنَ عشقي من غرائزَ أودعت

في النفس حتى جسمَ آدم يُصنعُ

عشقي لموجود ٍ عيوني لا ترى

جسدا ً له أو كان أذني يُسمعُ

أو أن ذهني قد أحاط بذاته

أو يُدركُ العقلُ الحبيب ويُطلعُ

لكنـّه دخل الفؤاد مناديا ً

عبدي أحبّك من يدي ّ تصنعُ

دخل الجوارحَ مالكا ًمتحكما ً

فهو الحبيبُ فلا لغير أضرعُ

فعشقت مَنْ خلق الجمال معنو ِنا ً

كل ّ الخلائق بالجمال ويبدعُ

من حولنا الدنيا مسرّة من رأى

في كل ركن آية ً تتوقعُ

من حولنا الآيات ألوان بها

روح الجمال عذوبة لا تخدعُ

أنظرْ لآصناف ِ الخلائق ما ترى

خلقا ً يُعيبُ الذوق أو لا يُمتعُ

هذا الجمالُ و ذي الخلائقُ أنما

بعضٌ يسيرٌ من حبيب ٍأتبعُ

أرني جمالا ً قد زها من غيره

يعلو جمالا ً في الخليقة يودعُ

هل ياترى قلبي لغيرك عاشقا ً

تبا ً إذا للغير قلبي يركعُ

يا من عشقت الجنس هذا عشقكم

جسدا ً يمجد ُ بالغرائز َ يبرع ُ

لكن عشقي للإله معزة ً

وسمو نفس ٍفي المغانم تربعُ

عشقي خلودٌ بل يهيج لقدمه

والعشق للأجساد وهمٌ يقشعُ

العشق للأجساد مطلب شهوة

والعشق للرحمن فكرٌ يشرع ُ

وإذا أملتُ أن تكون محبتي

لله وسع الكون حينا ً أذرعُ

أو أن عشقي لا حدود لوسعه

لكن ّعشقه للمؤمّل ِأوسعُ

حتى وأن ذنبي بعدلك مُدخِلي

نارا ً سأبقى في حنانك أطمعُ

أن عشتُ في نار العدالة كاحيا ً

سيضل ُّ عشقي للحبيب يُسرّعُ

أن كانت النيرانُ تسحقُ هامتي

أو كانت الأعوانُ جلدي تنزعُ

لا تنجلي من عشق قلبي ذرة

لله قطعا ً أو لجفو ٍ أ ُدفعُ

حتى إذا الآلامُ تعلو مُوجعا ً

لكنها في فقد حبك أوجعُ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى