
عكا عروس فلسطين
بقلم: أدهم الشرقاوى/ فلسطين
بين رأس الناقورة وجبل الكرمل تفوح رائحة الزيتون الأخضروجذور الجراشنه فى النعامين يترنممدينة عكا يا عروس فلسطين من البحر إلى النهرو يا شامة على الخدين من عرب ومن عجمعكا يا مدينة البطولة والفداء ويا حلم العيون وزينة الدهرو يا مهد الانتصارات وأرض الحمميشعلنى الحنين إليك يا عكا فى بروق الليل وفى السحرويأخذنى الحلم من ربوع الظنون إلى القممعكا يا قبعة رأس الشمال وخلخال ساق البحرو يا تاج العروبه ويا ثوب القصيدة فوق القمممن عكا إلى الناصره وسخنين وعارة وعرعرة أهل السيريافا وحيفا والقدس واللد والرمله وأم الفحم هم أصل النخوة وأهل الشيمعكا يا أرض الجدود ومدينة الرمل الحار فوق النهرتتحطم أحلام الطغاة على سورها ويتناثر الطمع فوق الغيمسوقها الأبيض وجامع الجزار على ضفتى الممروسبيل الماء فيه يسقى جحافل الأمموسوقها الطويل فى ساحة الحناطيرعامر بالخيرات وأهل الكرمعكا عبر التاريخمزفتها الحروب وإغتصبتها جيوش الغدرمن تحتمس وسرجون وبونابرت وجيوش اللممعكا يا مدينة السفن ويا رافعة لواء النصرو إبن أبى سفيان فيها يا رافع الهمميركب البحر منها إلى قبرص ليقطع هناك ذيول الكفروينصر دين الله الى اليومويفتح نوافذ الليل فى عتمة السماء على ضوء الفجرليهزم جيوش الكفر ويكسر الصنمصلاح الدين يا قائد الجيش ويا حامى القُطريا ناصر الدين ويا صاحب القلموالجزار يا بانى المسجد ويا حامى الديارويا قاتل الظلم فى أجساد الرممويا قائد الجيش من فلسطين وبلاد الشام إلى مصرودم الشهداء يروى الرمل لينبت الزرع من الحطمويمتطى خيول البرق فوق صهيل البحرليفجر الرعد فوق رؤسهم كالحممظاهر الزيدانى يا بانى الحصن رغم الجوع ورغم الفقريا صادق العهد ويا طيب الكلمإبن حسنة فاتحها فى رجفة الضوء ودروب القهرو يدفن الظلم تحت ركام الردمإغتصبها بنو صهيون فى عمق الذاكرة وفى الطهربعصابات الموت وجيش منهزمحصن عكامدينة عكا عروس فلسطين وصاحبة النطاقينالحصن وشاحها والبحر إزارهاشامخة برجالها رغم الجرح وكثرة الأنينأبطالهاكم حملت من شباب العزة فى أحشائهاشباب يتوسدون ذراع الحصن ويفترشون ملح الجبينعيونهم تتلحف رعشة برق سماءهاويراقصون الغزاة على حبل الهواء عند رصيف الكمينفوق الأرض ومن تحتهاويزرعون سنابل النصر فى رحم البندقيه وفى الجنينويقطعون زنود المستحيل من نحورهاويقذفون بشهامة الرجال فى عين التارخ ووجع السنينإشتد الحصارتجمد حصار عكا واستحكم الجوع جوانحهاورجالها الحماة قابضون على الزناد وراسخون كما الصخوريترصدون علوج البحر فى أخلاجهايذبحونهم بسيف الكرامة على أصلاب الثغورنسائها الماجداتونساء عكا شامخات كالقلاع فى ثباتهاطاهرات ماجدات فى الظهوروفى بيوتهن ساطعات كالبدوركليلة النصف من الشهر فى ضوءهايعلمن الأبناء كيف تكون الروجلة فوق الجسورلتحيا عكا فى عزها وفى مجدهاماجدات عكا عبرن التاريخ على مر العصوريجمعن من الفضاء جدائل خيوط النصر ويغزلنهاأقمار الدجى لتضىء سماء أبطالها النسوروفى مذبح الكرامه تعلو همم رجالهازمن غدر بنى صهيونو بنى صهيون فى عكا ينزفون الحقد وألوان الفجورمن هدم ودمار وحرق وطمس الهوية وسلب أثارهاو تطهير عرقى ليمحو منها معالم أصل الجذوروحخامات النجس يتنافخون على أشرافهاأطردوا العرب وأغلقوا كل العبورنسائها تصرخ وتبكى أطفالهالن نرحل لو أكلنا الخبز والزعتر وأقتلعو منا الجذورستبقى عكا قلعة البطوله وعمادهاوسترفع راية النصر خفاقة فى سمائهاوتروى الأرض بدماء شهدائهالتحيا عكا مدينة الحب والسلام فى أمنهاوتطرد الغزاة الى غابة النيازك لتحرقهاولتبقى عكا عروس فلسطينفوق ربوعهانقره على هذا الشريط لتكبير الصورة
بقلم: أدهم الشرقاوى/ فلسطين