الأحد ٤ أيار (مايو) ٢٠٠٨
بقلم
عندما اقترفتُ العشق
السّماءُ التي تذوبينَ بزرقتهاأنا لوَّنتُها لكِ بدمي..وشذا البساتينِ الذي يداعبُكِ فجراًأنا أرسلتُه إليكِ،بعد أن أعطيتُه دروساً في الحبّ..والعصافيرُ التي تملأُ صباحَكِ زقزقةً،تآمرتْ معي في سردابِ ليلٍ عاشقٍ،لتسكبَ كلَّ أناشيدِهاأمامَ نافذتِك المشرعةِ على الحكاياتْ.ما زلتُ أبوحُ لك حبيبتيبما ارتكبتُه منَ المؤامراتِ لأجلكِ..وما اقترفَتْه يدايَحينَ جمعتُ لكِ الرِّياحِوألقيتُها في دروبِكِ،ونثرتُ حكاياتِها على سريرِكِ،وفي أرجاءِ غرفتِكِ الحميميّة.ما زلتُ أذكرُيومَ قطفتُ حزمةً من نورٍثمّ قدّمتُها لكِ باقةً جميلةً في "مزهريّة".ما زلتُ أسردُ قصصَ سطوتي على تاريخِكِوكيفَ اقتحمتُ يوماً فردوسَكِ البهيَّ،وسرقتُ منه مصباحاً سحريّاً،في داخله ماردٌ نسيَ نفسَه..وسرقتُ أيضاً قبّعةَ إخفاءٍقيلَ لي:إنّها لعاشقٍ أخفتْه عفاريتُ حبيبتِهِ.ما زلتُ مجرماً بحبّكِأقتلُ ذاتي كلَّ يومٍ، على مذبحِ حُسنِكِ..ما زلتُ لصّاً شهيراً،أسرقُ نفسي من نفسي،وأقدّمُها لكِ في حبّةِ مطرٍ..في ضوءِ زهرةٍفي تغريدِ بلبلٍ،في زجاجةِ عطرٍ دمشقيٍّصنع من ياسمينِ الغوطةِ ونرجسِها.حبيبتي...العالم الذي تعيشينَه، من صنعِ يدِي..والحبّ الذي أسكبُه في ثغرِكِهو أوّلُ الكأسِوالكأسُ أوّلُ الزّجاجةِوالزّجاجةُ أوّلُ بحاري ومحيطاتي .* * *...نورُ الشّمسِ دافئٌلكنَّ نورَ القمرِ أكثرُ دفئاً..وبياضُ الورقةِ مدهشٌلكنّ سوادَها أكثرُ إدهاشاً.