الخميس ٢٦ حزيران (يونيو) ٢٠٢٥
بقلم الشيخ محفوظ الداه

عَلَى كَاهِلِي الدُّنْيَا

عَلَى كَاهِلِي الدُّنْيَا، وَفِي الْقَيْدِ أَرْفُسُ
وَأَشْقَى، وَزَيْتُونُ الْبِلاَدِ مُقَدَّسُ
سَأَبْتَلِعُ الْأَنَّاتِ، أَرْشُفُ نَخْبَهَا
وَأُرْسِلُ مِنْ رْجْعِ الزَّفِيرِ وَأَحْبِسُ
سَخِرْتُ، مِنَ الْأَيَّامِ تَنْدُبُ حَظَّهَا
وَأَرْنُو إِلَيْهَا ضَاحِكًا، وَهْيَ تَعْبُسُ
تَعَلَّمْتُ مِنْ أَيُّوبَ كُلَّ فَضِيلَةٍ
فَلاَ سَانِحٌ يُرْضِي، وَلاَبَارِحٌ يَسُو
وَقَدْ شَاخَتِ الْأَحْلاَمُ إِلاَّ ظُلاَمَتِي
وَكُلُّ بَنِي الدُّنْيَا -وَحَاشَايَ- يَيْأَسُ
حَدِيثٌ مِنَ الْجَدَّاتِ عَشَّشَ فِي دَمِي
تَرَاتِيلُهُ أُمْسَى بِهَا وَأُغَلَّسُ
مَعِي أَلْفُ مِفْتَاحٍ أَنُوءُ بِحَمْلِهَا
وَقَدْ عَبَثَ الْأَغْرَابُ بَعْدِي وَدَنَّسُوا
فِدًى لِلَّتِي كُنَّا جُذُوعَ كُرُومِهَا
وَكُنَّا لَهَا رَجْعَ الصَّدَى حِينَ تَنْبُسُ
أَنَا مَاضِغُ الْقَيْصُومِ فِي جَنَبَاتِهَا
مُخَيَّمُهَا لَمْ يَنْسَنِي ، وَالْمُعَرَّسُ
أُلَبِّي نِدَاءً مِنْ مَآذِنِهَا انْبَرَى

وَعَيْنَايَ أَسْوَارُ الْخَلِيلِ وَمَقْدِسُ
إِذَا أَجْلَبَتْ خَيْلُ الْعَدُوِّ وَرَجْلُهُ
وَأَوْعَزَ نَمْرُودٌ ، وَأَوْمَا مُقَوْقِسُ
غَرَزْتُ إِلَى جِذْعِ النِّضَالِ أَرِيكَتِي
وَمِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَرْدٌ مُوَرَّسُ
أَنَا ذَلِكَ الْجَبَّارُ جَلَّلَنِي الْحَيَا
وَكُوفِيَّةٌ يَخْبُو سَنَاهَا وَيَقْبُسَ
أَحُلُّ ثَقِيلَ الظِّلِّ《ضَيْفًا》 عَلَى الْعِدَى
قِرَايَ نَيَاشِينٌ تُدَاسُ، وَأَرْؤُسُ
أُطَارِدُهُمْ جُنْدَينِ : جُنْدٌ يَنُوشُهُمْ
وَمِنْ شَبَحِي جُنْدٌ أَشَدُّ وَأَشْرَسُ
تَلَقَّفَ طُوفَانِي أَسَاطِيلَ غَدْرِهِمْ
وَيَهْتِفُ حَرْفِي ، وَالرَّطَانَاتُ خُرَّسُ
سَتَلْعَنُ قُطْعَانَ الْغُزَاةِ نَجِيلَتِي
وَيَطْهُرُ مِنْهَا كُلُّ مَاكَادَ يَنْجَسُ
وَتُبْعَثُ مِنْ عُمْقِ الرَّمَادِ كَسِيرَةٌ
وَيَنْثُرُ حَلْوَى النَّصْرِ شَرْقٌ وَأَطْلَسُ
فَهَلْ سَامِرِيٌّ يَطَّبِي دَارَ هَاشِمٍ؟
وَهَلْ بِرِدَا الْعَذْرَاءِ تَحْلُمُ مُومِسُ؟
لَكِ اللهُ كَمْ يَشْتَاقُ لَيْمُونُكِ اللِّقَا
وَيَذْبُلُ مِنْ طُولِ الفِرَاقِ وَيَتْعَسُ
مَآذِنُكِ الْفَرْعَاءُ ضَجَّتْ مِنَ الرُّغَا

وَكَانَتْ إِلَى التَّكْبِيرِ تَهْفُو وَتَأْنَسُ
سَأَنْقُلُ آلاَمَ الْمَسِيحِ لِطِفْلَتِي
وَمَا تَطْمُرُ الْأَحْزَابُ غَدْرًا وَتَطْمِسُ
أَنَا قَدَرٌ لاَبُدَّ يَطْلُعُ فَجْرُهُ
وَيُذْكَى لَهُ شَمْعٌ، وَيُفُرَشُ سُنْدُسُ
وَتَصَدَحُ نَايَاتٌ، وَتَجْرِي جَدَاوِلٌ
وَتُنْشِدُ فَيْرُوزٌ ، وَيَنْجَابُ حُنْدُسُ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى