

عُمال أهل البيت
كانوا أناساً
ثم صاروا مشعرا
شجرُ العراق على يديهم أثمرا
نسجت إناثُ العنكبوت شباكها
لكنهم جعلوا المكيدة معبرا
عُمالُ أهل البيت
حين تهدمت أركاننا
قلبوا السواتر (مسطرا)
شاي العراق شكا مرارة طعمه
وعليه من دمهم أضافوا سُكّرا
وجهاً كأيام النبوة أسمرا
قلباً كأعلام الزيارة أحمرا
يتبادلون التضحيات كأنهم
غيمٌ على وجه الحكاية أمطرا
هم أهل هذا البيت يكشف فقرهم
أن الثراء بغيرهم لا يُشترى
أن المروءة دون ملمس كفهم
تبقى كسلسلة الحديث المفترى
أن الحكايات القديمة كلها
والسندباد وما حكى أو أخبرا
وعلاء إذ يجتازُ في مصباحه
وبساطه السحري آلاف القرى
والجنُ و الملكات
والحجرُ الذي
عند اكتمال البدر
يورقُ مثمرا
والطينُ
والفقراء
والشعرُ الذي
قد صار شأناً في القصيدة مُضمرا
في سوق أهل الله
في كلماته
بضريح أهل البيت
في دمعٍ جرى
في خطبة الحوراء
في زلزالها
بمسير زين العابدين إلى الذُرى
في كربلاء
إذا العوالم أنكرت
بعضاً
فقد وقع الحسينُ على الثرى
في الشمع
في وجه اليتامى
عند آدم
والسجود على يديه تقررا
في كلِ شيءٍ
يظهرون
كأنهم
شيءٌٌ به كلُ الوجود تأثرا
عمالُ أهل البيت مثل صفاتهم
سترى
محالاً
لا تحاول
لن ترى
سمعوا نداء الشمس
ذات قيامةٍ
ركضوا إلى الليل البهيم فأقمرا
تركوا سماء الأمنيات وأسرعوا
يتساقطون كأنجم فوق الثرى
القادمون من العراق كخطبةٍ
قلبوا محطات المعارك منبرا
ستروا اللغات من الوقوع
كأنهم نحوٌ
أغاث مؤنثاً ومذكرا
قرؤا كتاب الحرب حين توقّدت
فاتوا إليها جعفراً أو أشترا
حملوا كأوراق الخريف نفوسهم
لتطيح إن هبّ الرصاص وكبّرا
لم يسكنوا المريخ
ليسوا قصةً
لينام أطفال الهراء تأثُرا
جذعٌ وكفُ أبي تراب تهزهم
فأروا أبالسة البلاد المنكرا
برزوا كمنديل الإله
ليمسحوا دمع النبوةِ
حين سال وأثّرا
ركبوا البحار
وكان حوتٌ أسودٌ
يدنو
ويونس بالهلاك تفكرا
نشروا الشراع
والقوا الشيطان والقبطان
واخترعوا طريقاً مبصراً
كانوا كثيراً كالدعاء
وبعضهم
كالورد من حجم الإصابة أزهرا
فاسأل قوانين الطبيعة
كيف إنْ لمسوا رمال الوقت
صارت كوثرا
حتى القصيدة حين تُكتب باسمهم
تهتزُ أجزاءُ اللغاتِ توترا
شكراً يقال بدمعةٍ
فبدونكم
كادت شموسُ الأرض أن تتكورا