الأحد ١٧ آذار (مارس) ٢٠٢٤
بقلم سماح خليفة

غرّاءُ غزّةَ لم تمُتْ

نورٌ تَجلّى في انحِسارِ الشّمسِ فوقَ جَبينِها
لا لم تمُتْ
غرّاءُ غزّةَ لم تمُتْ
وَبوَجهها المرسومِ من تعبِ النّهارِ تصوغُ معنىً للحياةِ بِقَلبها
والحُبُّ يتبعُ ظِلّها يَهمي على أجفانِها
فتصيرُ أحلامًا تراودُ صَحوها
إنّا هنا
من بدّلَ الألحانَ في شفةِ السماء بِعَزفها حتّى تكسّرَ لونُها
واخْضَوضَبتْ بأكفّنا حمراءَ تسكنُ جُرحَنا
واسّاقطَتْ صُوَرًا على أعتابِنا
ما همّها
طفلٌ بِوَسمِ براءَةِ المعنى يُسائِلُ نفسهُ
أينَ الذينَ لقلبِ أمّي دَربُهم؟
بل أينَ أمّي وابتسامةُ وجهها؟
قمرٌ يُسَبّحُ للإله ضياؤه ما خَطبُهُ؟
وأبي على الدّربِ الطّويلِ
أبي بِدمعِ جَبينه رَوّى سنابلَ قَمحِنا
ما ظنّه تأتي الكلابُ بساحِنا
وتُعيثُ في أرجائِنا
وبنابِها المَسمومِ تكشفُ خبثَها
يا جُرحَنا!
بَكتِ السّماءُ ديارَنا أشلاءَنا صرخاتِنا أطفالَنا
كانت هنا حيواتُنا أحلامُنا ضحكاتُنا دبكاتُنا ألعابُنا تمضي على ألحانِنا
كانت هُنا!
الآنَ آخرُ لوحةٍ تَبكي على أطلالِنا
وتُعيدُ حَبْكَ حكايةٍ أبطالُها كانوا هنا
ظلّوا هنا
شهداؤنا أحياءُ ما ماتوا وما رَحلوا
نسائمُ بينَنا
سنُعيدُ تاريخًا مَضى
سنكسّرُ القيدَ اللئيمَ على معاصمِ حُلمِنا
بمَواقدِ الذّكرى سنشعلُ دربَنا
ونطلٌّ نحوَ الزّعترِ المَرويّ من دمِنا
نذوقُ حلاوةَ الحريّةِ الخضراءِ في أجسادِنا
ونعبُّ من رئةِ البلادِ شهيقُنا
في صحوة الميلادِ نكتبُ عُمرَنا
ونخطُّ أسماءَ الذين قضوا على هاماتنا أعلامنا
لا نستعيرُ هويّةَ الجلادِ نبغي سِلمَنا
في نبضِنا تبقى القضيةُ شمسُنا
بابٌ يضيءُ على حروفِ قصيدِنا
تحيا فلسطينُ الأبيّةُ همّنا


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى