الأحد ٢٤ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٦
بقلم لطفي زغلول

غيمة تنزف قارا

الفَضَاءُ الَّذي كادَ خَيْطٌ منَ الضُّوءِ ..

يُولَدُ في رَحْمِهِ

كانَ في شُرْفَةِ الإنتِظارِ يُلَوِّحُ منْديلَهُ

كانَ مَوْعدُهُ قابَ قَوْسَيْنِ ..

أَو هُوَ أَدْنى لِيُشعِلَ قنْديلَهُ

كانَ يَرقُبُ قافِلَةَ الوَعْدِ .. تَرْجِعُ ..

تَروِي خُطاهَا غَليلَ المَسَافاتِ ..

ما بَيْنَ دوَّامَةِ الإغْتِرابِ

ولَيلِ انتِظارٍ تعَرَّت رُؤاهُ

لعَلَّ عَباءَةَ عِشْقٍ قَديمٍ ..

تَدثَّرَها في صِباهُ تَعُودُ تُظلِّلُهُ ..

بَعدَما كانَ ينْهَشُها المَوْتُ ..

حينَ استَباحَ جَليدُ المَتاهَاتِ أَطْرافَها

اَلفَضاءُ الَّذي كانَ وَعْداً لِعَاشِقِهِ ..

أَن تُضِيءَ مَداهُ رُؤىً ..

حَلُمَت بِذراعَيْهِ مَهْداً لأَشْوَاقِها

غَيْمةٌ تَنْزِفُ القَارَ .. ليْلاً نَهاراً ..

أَطَلَّت .. فكَانَ خَريفٌ وكَانَ شِتاءٌ

ومَا زالَ ذاكَ الفَضَاءُ ضَرِيراً

يُسافِرُ في تِيهِ مِرْآتِهِ ..عَلَّهُ ذَاتَ صَيْفٍ

يَحُطُّ الرِّحالَ عَلى ذاتِهِ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى