فارس ظلَّ منهزماً وما انهزم

عتبة

(لهذه القصيدة ألف ليلة وليلة من لهو الزمان ،وجاريات المحن كانت في الثمانينيات ، وبعد أربعين عاماً مرت ألف ليلة وليلة شقيقات تلك الليالي
...خ.ز).

طلعَ الضَّوءُ
يا فارساً ظلَّ منْهزما
قمْ ولمْلمْ عن الخدِّ دمعتكَ الفاشلةْ
لا تقلْ: ليس مِنْ فارسٍ ما لهُ كبْوةٌ
أنتَ تكبوْ لتكبوْ بأخرى
كأنَّ بالكبوِ ملْتزِما
.....
طلعَ الضَّوءُ
يا فارساً ظلَّ منْهزما
قمْ ولمْلمْ عن الخدِّ دمعتكَ الفاشلةْ
كبوةً كبوتين ثلاثاً كفى
كثرةُ الصِّفْرِ ما بلغتْ رقما
وكفى تتعلَّلُ بالحقِّ
للحقِّ عينٌ له وفمٌ
لا يدٌ لا سيوفٌ بها
ليسَ للحقِّ حقٌّ بغيرِ السُّيوفِ،
ولا يصبحُ المسألةْ
لا تقلْ:
خانَني كلُّ مَنْ بدمائيَ مالحتُهُ
الملحُ أرخصُ منْ سلَّةٍ مهْملةْ
أعينُ الحقِّ تكسرُها
يا حبيبي الخيانةُ مرفوعة
الرَّأسِ.. تلك هي المسألةْ
وأنا فارسٌ ظلَّ منْهزما
سأقولُ فقطْ:
ما أنا بالذي انهزما
أيْ بلى ونعمْ
بالخيانةِ مرفوعةِ الرَّأسِ
تُكسرُ عينً الحقيقةِ والحقِّ
يا صاحبي كلُّهم
نَظَّروا للخيانةِ بالحِجَجِ المُهلِهلةْ
يابسٌ قمحُهم آسنٌ ماؤهم أكلوا كتِفي
وعلى فرَسي وصلوا قمماً سابلةْ
لستُ منهزما
إنَّما انهزمَ النُّبلُ وانتصرَ السَّفلةْ
زمنٌ كلُّ أبطالِه مهْزلةْ
دمعتي شرفٌ
ليس رايةَ معْركةٍ فاشلةْ
فجْفَجَ الفجْرُ بتُّ أرى الخيلً إنْ هَزمتْ
هي فارسَها أمْ غدتْ ظهرَه
هو في سوى الظَّهْرِ ما طُعنا
لا أرى دمعتي خنْدقي
ليسَ تسويغُ كلَّ انهزامي
بحاراً بها أمْتطي السُّفنا
وأنا مَنْ رأى صلواتِ المُتبتلةِ
بعدَ الصَّلاةِ تُسبِّحُ
ما أمْكنا
وأنا مَنْ رأى
تتشاهدُ ثمَّ بأصْبعِها نفسِه
أومأتْ لخصومي
بأنَّ عيوني غفتْ...
يبدؤوا الطَّعنا
ورأيتُ الذي كانَ يُضْحكُني
حينَ يُلْبسني
لا القميصَ بلِ الكفنا
باسمْ المحبَّة في الله يقْتلني مِحنا
أعرَفت حبيبي الذي الحقَّ قدْ هزما
ذاكَ مَنْ باعَني و دَمي اقتسما
لا لجوعٍ ولا حاجةٍ
طبْعهُ أنْ يخونَ الأمانةَ والذِّمما
فلا تقلْ
طلعَ الضَّوءُ يا فارساً ظلَّ منْهزما
قمْ ولمْلمْ عن الخدِّ دمعتكَ الفاشلةْ
قلْ لمَنْ باعَني:
بعتَ عِرْضَكَ.. تلكَ هي المسألةْ
قلْ لِمَنْ بالسِّرِّ عورةُ أخلاقِه
كانَ يكشفُ أيضاً من الجسدِ
كلَّ عوراتِه قدْ أباحَ
وإنْ لمْ يكنْ علناً
عِرضْه صارَ دونَ الإباحةِ بالمهزلةْ
لا تقلْ لي مَنِ انهزما
تاجرُ العِرضِ مِنْ عِرضه ربْحه اقتسما
أيُّنا انهزما.