فارغة كالذاكرة
ألاحظُ صوتكَ على الجدرانِ؛ أكثرَ مما ألاحظُ الطّلاءَ.
أفكرُ؛ كم كلفني تلوينُ عالمي بصداكَ؟
وأقولُ للمرآةِ الجانبيةِ: كيفَ تقولينَ صوتهُ دون أن يرتدَّ عليّ الانعكاس؟
تنحسرُ عني؛ تاركاً ملحَ القصيدةِ ينزُّ من خدوشي.
تنحسرُ عني؛ بالحاسةِ السادسة
وكامرأةٍ تجيدُ خياطةَ الألفاظِ بالأقمشةِ اللغوية، أدثّرُ النبوةَ فيكَ
بالمعنى الممكنِ
تنحسرُ عني؛ تاركاً علبةَ صمتٍ واحدةٍ
علبةٌ لا تطلي جداراً كبيراً من الضجيجِ، أستعينُ بصوتكَ
تنحسرُ عني؛ دون أن تقولَ شيئاً
قلْ شيئاً؛ كي أؤلفَ منهُ نفسي.
أبتلعُ صوتكَ قبلَ أن أسمعهُ تماماً
جوعي، لا يمكنُ مقاومتهُ
كلما ناديتَ باسمي.
كلما أوجعني ثغرُكَ؛ تكتمتُ عليه
كلما سالُ دمٌ من النصِ؛ أخفيتهُ تحتَ جلدي.
"كيفَ أزيلُ صوتكَ عن أرضيةِ الشعرِ الرخامية؟ "
تقولُ : كما تزيلينَ طلاء الأظافرِ عن مخلبِ الوقتِ.
حديثكَ حالكٌ
أقشرُ الليلَ عن كلماتكَ بالموسيقا المحتملة.
وأفكرُ: كيفَ تقعُ كلٌّ نوتةٍ عاليةٍ في حبكَ؟
ماذا أفعلُ في القصة الخرافيةِ إن جئتني بعدَ منتصفِ الحرب
ونافذةُ الحب أضيقٌ من ثقبِ إبرة؟
فارغةٌ كالذاكرة
كزجاجةِ نبيذٍ
كأني حينَ شربتكَ؛ أفرغتكَ مني.