الاثنين ١٠ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٢٥
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

أبو السعود الإبياري .. النهر المتدفق

الكاتب والسيناريست والصحفي والشاعر أبو السعود الإبياري من مواليد 9 نوفمبر عام 1910 في حي باب الشعرية بالقاهرة وكتب الزجل وهو طفل في مجلة الأولاد وكانت تسكن بجوار منزلهم عائلة إيطالي يعمل قائدا لأوركسترا فرقة الريحاني المسرحية وفي أحد الأيام دعاه هذا الإيطالي لمشاهدة مسرحية وكان ذلك سببا للقاء أبو السعود الأبياري بالفنان نجيب الريحاني .

حاول أبو السعود الإبياري أن يلتحق بمعهد الموسيقى لكنه لم يوفق مطرب فعمل منشدا وراء أحمد المطربين ولكنه لم يوفق أيضا فكتب 50 أغنية وعرضها للبيع لإحدى شركات انتاج الأسطوانات فاشترتها منه بواقع 5 قروش للأغنية .

الكاتب الكبير بديع خيري أعجب بالمبدع أبو السعود الابياري كزجال ومؤلف مسرحي وتتبع خطاه وشجعه بديع وكان أول مونولوج يكتبه أبو السعود الإبياري هو (بوريه من الستات) للمونولوجست سيد سليمان وحقق نجاحاً كبيراً وكتب إسكتشات فكاهية لفرقة بديعة مصابني وأول رواية إوعى تتكلم عام 1933 وانطلق قوياً متدفقاً غزير الإنتاج يستمد قوة إبداعاته من المفردات اللغوية التي يرددها الناس في الشوارع والحارات والمقاهي حيث كان يجلس في كازينو بديعة .

عمل أبو السعود الإبياري بالصحافة في الخمسينيات فكان يكتب بمجلة الكواكب أسبوعياً ومجلة أهل الفن تحت عنوان يوميات أبو السعود الإبياري

ألف أبو السعود الإبياري أكثر من 500 فيلم أي يعادل 17% من تاريخ السينما المصرية وكون ثنائيا فنيا مع رفيق عمره إسماعيل يس وأسس معه فرقة إسماعيل يس المسرحية والتي ألف من خلالها أكثر من 65 مسرحية وبرغم أن أبو السعود الإبياري مؤلف كوميدي إلا أنه ألف للفنانة فاتن حمامة عدة أفلام تعتبر من أروع أفلام السينما المصرية مثل اليتيمتين وست البيت وظلموني الناس وأخلاق للبيع وكان هو من اكتشف الفنانة لبلبة وهو من أطلق عليها هذا الاسم الفني حيث كانت سريعة البديهة وهى صغيرة وهو أيضاً من أعطى أول بطولة لعادل إمام وميرفت أمين في حياتهم الفنية من خلال فيلم البحث عن فضيحة وكتب أبو السعود الإبياري عدد كبير من الأغاني الشهيرة والذي تعدى الثلاثمائة أغنية وتغنى بكلماته نخبة من الأصوات الأصيلة .

لُقِّب بعدة ألقاب منها موليير الشرق وأستاذ الكوميديا والنهر المتدفق وجوكر الأفلام ومنجم الذهب والجبل الضاحك وفي عام 1961 حصل على الجائزة الأولى في السيناريو وميدالية ذهبية وشهادة تقدير وتوفي الكاتب الكبير أبو السعود الإبياري يوم 17 مارس عام 1969 وتناولت شخصيته في بطولة المسلسل التليفزيوني المصري إسماعيل يس أبو ضحكة جنان والذي يسرد قصة حياة الفنان الكوميدي المصري إسماعيل يس وقد قام بأداء شخصية الفنان المؤلف أبو السعود الإبياري الفنان صلاح عبد الله .

من الأغنيات التي كتبها المبدع أبو السعود الإبياري نذكر :

يا رايحين للنبي الغالي : حملت إحدى الصحف للمطربة ليلى مراد خبرا غير سار حيث نشرت منع الحكومة السورية عرض أفلام ليلى مراد وإذاعة أغانيها من راديو دمشق لأنها زارت إسرائيل وتبرعت بخمسين ألف جنيه ونزل الخبر على الجمهور وعلى رأس ليلى مراد كالصاعقة ورغم عدم وجود ليلى مراد فى مصر إلا أنها نفت ما نشر بقوة وكذلك بادرت بالتقدم إلى القنصلية المصرية فى باريس بطلب بيان تحركاتها هناك منذ وصولها فرنسا وحتى تاريخه ولم يقف أنور وجدى مكتوف الأيدى ولكنه سخّر ذكاءه للمرور من هذه الأزمة أو الكارثة فطلب من الكاتب والمؤلف السينمائى والمسرحى والغنائى أبوالسعود الأبيارى مؤلف فيلم بنت الأكابر أن يضع أغنية عن الحج لليلى مراد وهى تودع جدها زكى رستم المقرر سفره حسب السيناريو لأداء فريضة الحج وهنا يضرب عصفورين بحجر أولا يؤكد إسلام ليلى مراد لبعض المشككين وثانيا يبطل مزاعم وشائعات إسرائيل التى رددتها فى الصحف وبالفعل غنت ليلى بصوت كله خشوع وإيمان أغنية يا رايحين للنبى الغالى لحن الموسيقار رياض السنباطي ضمن أحداث فيلم ليلى بنت الأكابر الذي عرض لأول مرة في يوم 9 فبراير عام 1953 م

و لا يا ولا : كتب أبو السعود الإبياري أغنية و لا با ولا ولحنها محمود الشريف وغناها الفنان عبد الغني السيد في فيلم شارع محمد علي وهذا الفيلم تأليف أبو السعود الإبياري وسيناريو وإخراج نيازي مصطفى وبطولة عبد الغني السيد وحورية محمد وهاجر حمدي والسيد بدير وفردوس محمد وميمي شكيب وعرض في شهر ديسمبر عام 1944 كما غنى الفنان عبد الغني السيد أغنية ولا يا ولا في حفل أقيم يوم 20 أغسطس عام 1954 وحفل أقيم عام 1957

البوسطجية اشتكوا : كان أبو السعود الإبياري يجلس مع صديقه حسن الإمام في مقهى أمام كازينو بديعة مصابني وكان يشتكي حسن من الأزمة المادية التي يمر بها وأنه سيبيع شقته وكان أبو السعود الإبياري الإبياري يحاول إيجاد حل يساعده به صديقه وفي تلك اللحظة شاهد بوسطجي يُسلم جوابات المعجبين للفنانة بديعة في الكازينو وكان البوسطجي يشتكي بصوت عال من مشواره اليومي لتسليمها الخطابات فكتب أبو السعود الإبياري أغنية البوسطجية اشتكوا ولحنها الموسيقار محمد عبد الوهاب وغنتها الفنانة رجاء عبده في فيلم الحب الأول وهذا الفيلم قصة وسيناريو أبو السعود الإبياري وبطولة رجاء عبده وسامية جمال وزوزو شكيب وبشارة واكيم ومحمود المليجي وثريا فخري وجلال حرب وأنتج عام 1945 وحققت الأغنية شهرة كبيرة فى فترة الأربعينيات والخمسينيات حتى جاءت وبعد ثورة 23 يوليو عام 1952 تم منع إذاعتها بالإذاعة خشية أن يفهم الرئيس جمال عبد الناصر الذى كان والده بوسطجيا بمصلحة البريد أن هناك قصد من تداول الأغنية وكانت الإذاعة البريطانية والإسرائيلية بعد حرب السويس تذيع الأغنية كما أن الإذاعة العراقية فى حقبة الخلاف المصرى العراقى فى عهد الزعيم عبد الكريم قاسم كانت تبث الأغنية باستمرار كيدا فى الرئيس جمال عبد الناصر لكن عندما علم الزعيم بالأمر ضحك ساخرا وأحبها واعتاد على سماعها بالإذاعة وأمر بأن تذاع الأغنية يوميا

يا نجف بنور : كتب أبو السعود الإبياري أغنية يانجف بنور ولحنها وغناها الفنان عبد العزيز محمود في فيلم قلبي دليلي وهذا الفيلم تأليف أبو السعود الإبياري وبطولة ليلى مراد وأنور وجدي وزوزو شكيب وبشارة واكيم وإستيفان روستي وحسن فايق وإخراج أنو وجدي وعرض الفيلم في شهر أكتوبر عام 1947 وهذا الأغنية كان النقطة الفارقة التى انطلقت منها شهرة الفنان عبد العزيز محمود حيث بعد عرض الفيلم حققت الأغنية نجاحًا وانتشارًا واسعًا وتهافت عليه المخرجون ومتعدي الأفراح

لقيته وهويته لشادية : كتب أبو السعود الإبياري أغنية لقيته وهويته ولحنها محمد فوزي وغنتها الفنانة شادية في فيلم بنات حواء وهذا الفيلم قصة وحوار أبو السعود الإبياري وسيناريو وإخراج نيازي مصطفى وبطولة محمد فوزي ومديحة يسري وشادية وإسماعيل ياسين وزينات صدقي وعرض في شهر مارس عام 1954 م

قالوا البياض : كتب أبو السعود الأبياري أغنية قالوا البياض أحلى ولا السمار أحلي ولحنها محمد عبد الوهاب وغنتها سعاد مكاوي في فيلم بلد المحبوب وهذا الفيلم قصة وسيناريو وحوار أبو السعود الأبياري وبطولة سعد عبد الوهاب وإسماعيل ياسين وسعاد مكاوي وتحية كاريوكا وحسن فايق وعبد الوارث عسر وزينات صدقي وعبد السلام النابلسي وقام بدور المأذون أبو العينين شعيشع وإخراج حلمي رفلة وعرض الفيلم في أخر يناير عام 1951 كما غنتها في أكثر من حفلة ومنها حفلة أقيمت يوم 22 يوليو عام 1954 على الباخرة سودان وحفلة أقيمت يوم 31 مايو عام 1959 بمناسبة اليوبيل الفضى للإذاعة المصرية كما غنتها في حفلة أقيمت يوم 10 مارس عام 1983


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى