

فلسطين
في أعقاب السابع من أكتوبر 2023م
جنونٌ جنونٌ جنونٌ جنونْ
وقتلٌ وسَحلٌ وذَبْحٌ وهُونْ
وكَيْلٌ بمِكْيالِ فظٍّ تعَامَى
وقاضٍ تَعَسَّفَ كالْجائرين
وحاكِمُ عَدْلٍ قَضَى بالذَّبِيحَةِ
تُقْسَمُ بالقِسْطِ في الذَّابِحِينْ
لِيَظْفَرَ كلُّ ظَلُومٍ بِقِسْمٍ
حَرَامٍ مِنَ السَّلْبِ دُنْيا ودِين
و"غزَّةُ" أنَّتْ وطالَ انْتِظارٌ
لفَجْرٍ سيَأتِي بِحقٌّ دفينْ
وما ركعَتْ رَغْمَ جُرْمِ لعادٍ
يَدُكُّ المُخَيَّمَ والنَّازِحِينْ
ويقْصِفُ حتَّى الْمَشَافِيَ عَدْوًا
فيُخْرِسُ صَوْتَ البُكَا والأنِينْ
وزادَ المَرَارةَ حَيْفٌ تَمَادَى
فصارَ الشَّقِيقُ الخَصِيمَ المُبِينْ
يُبِينُ مُؤازرةً باللِّسانِ
ويُضْمِرُ في النَّفْسِ بُغْضَ السِّنين
ولاذَ أخٌ بِالتَّمنِّي قَعِيدٌ
يُراقِبُ مِنْ مَخْبإٍ في سُكونْ
جحافِلَ لِلْمَوتِ حامَتْ عليْنا
لتقْصِفَ بَيْتًا أوَى الآمِنِينْ
وتُهْلِكَ حَرْثًا هنَاكَ ونَسْلًا
وزَهْرًا نَدِيًّا زهَا في الْعُيُونْ
وتُعْلِيَهُ باطِلًا قدْ تَمَادَى
فمَا مِنْ شقِيقٍ هناك مُعِينْ
وما مِنْ صدُيقٍ وفِيٍّ أتاهمْ
وما مِنْ دِماءٍ زكَتْ لا تهُونْ!
وقِمَّةُ مأساتِنَا في شَقِيقِ
شَقِيٍّ تَحَالَفَ والظَّالِمِينْ
وأفْشَى بِأسْرارِنا لِلْأعَادِي
وكانَ ظهِيرًا علَيْنا يَمِينْ
يُصَرِّحُ بِالْكُرْهِ كانَ خَفِيًّا
ويَجْهَرُ بِالْحِقْدِ كانَ دَفِينْ
ويَقْلِبُ ظَهْرَ الْمِجَنِّ سَرِيعًا
لِيُمْسِيَ في نُصْرَةِ الْمُعْتَدينْ
وَيَصْطَفُّ في جانِبِ الضِّدِّ مِنَّا
يُصَوِّبُ أسْلِحَةَ الْمُبْغِضِينْ
ويَزْعُمُ بِالْقَوْلِ حُبًّا، ولَكِنْ
يُوَارِي كَرَاهَةَ خَصْمٍ مُبِينْ
وكِذْبٍ صُرَاحٍ وحقٍّ هَضِيمٍ
وجَعْجَعَةٍ ثُمَّ ما مِنْ طَحِينْ
وللهِ في خَلْقِهِ حِكْمَةٌ
تُصَرِّفُ في الْكَوْنِ كلَّ الشؤونْ
يَمِيزُ الخبيثَ مِنَ الطَّيِّبين!
ويُظْهِرُ حقًّا طَوَى الْمُبْطِلُون!ُ
ولِلظُّلْمِ دَوْلَتُهُ تسْتطِيلُ
فتَزْدادُ بَغْيًا علَى الْعالَمِينْ
تَعِيثُ فسَادًا كبِيرًا وتَطْغَى
وربُّكَ يُمْلِي لهُمْ سادِرِينْ
ولكنَّ بُشْرَى بِنَصْرٍ قرِيبٍ
تَبَدَّتْ فألْجَمَتِ الْمُرْجِفِينْ
بَرَزْتُمْ لَهُمْ يَوْمَ نَحْسٍ ففَرُّوا
يُوَلُّونَ أدْبارَهُمْ يَجْأَرُونْ
وقَدْ عَلِمُوا أنَّ يَوْمَ الْحِسَابِ
علَى مَا جَنَوْا قدْ تَرَاءَى يَحِينْ
بأيْدِيكُمُ عُذِّبُوا يَوْمَهُمْ
كمَا وُعِدَ النَّصْرَ أهْلُ الْيَقِينْ
وفي اللّيْلِ باتُوا رَأَوْا خِزْيَهُمْ
جَزَاءً بِمَا اقْتَرَفُوا عامِدِينْ
قَضَى اللهُ أنْ يُبْتَلَى أهْلُ حَقِّ
لِيُعْلَمَ مَنْ مِنْهُمُ الصَّادِقُونْ
فَيُجْزَى صَدُوقٌ جَزَاءَ اصْطِبارٍ
وَيَخْزَى بِفَعْلَتِهِ الْخائِنُونْ
ولَيْسَ بَعِيدًا علَى اللهِ نَصْرٌ
يَنَالُ الْمُجَاهِدُ إِذْ يَسْتَعِينْ
ويَنْدَمُ أهلُ الْغِوَايَةِ لَمَّا تغَلَّبَ
أهْلُ التُّقَى الْمُخْلِصُونْ
تَدُورُ الدَّوائرُ يَوْمًا لِيَعْلُــــــوَ
حقٌّ ويَنْدَحِرَ الْمُعْتَدُونْ
وشَاهَتْ وُجُوهٌ وذَلَّتْ جِبَاهٌ
أبَتْ أنْ تُصِيخَ لِحَقٍّ يَبِينْ
ودارَتْ معَ الظُّلْمِ أنَّى يَدُورُ
تُحَارِبُ حَقًّا وتَهْدِمُ دِينْ
وتَرْفَعُ بِالزُّورِ باطِلَ قَوْمٍ
تَمَادَوْا بِبَاطِلِهِمْ يَجْهَرُونْ
فيَا رَبِّ هَوِّنْ علَى الْقَوْمِ قَوْمِــيَ
واسْتُرْ عِبَادَكَ سَتْرَ الأمِينْ
فقَدْ برَّحَ الظُّلْمُ دَهْرًا وهَانَتْ
نُفُوسٌ وذَلَّتْ وجَاعَتْ بُطُونْ
ومَا مِنْ حَبِيبٍ ولا مِنْ طَبِيبٍ
يُدَاوِي، يُخَفِّفُ بأسَ الشُّجُونْ
وغِيلَ الرَّضِيعُ بِمَهْدِ الْأُمُومـَـةِ
والْأُمُّ راحَتْ وراحَ الْبَنُونْ
ودَوْرٌ يَدُورُ علَى الْقَاعِدِينَ
بِرَغْمِهِمُ شَهِدُوا عاجِزِينْ
مَصَارِعَ إِخْوَةِ دِينٍ وأرْضٍ
وَهُمْ غُلِّلُوا رَهْنَ صَمْتٍ مُهِينْ
إِلَى أنْ يَطُمَّ الْبَلَاءُ علَيْهِمْ
فَيَغْشَى الْخَوَامِدَ والصَّامِتِينْ
وقَدْ بَذَلَ الرُّوحَ ثَأْرًا لِضُرٍّ
جَمَاعَةُ حَقٍّ بَقُوا صامِدِينْ
سَعَوْا نَحْوَ بَذْلٍ لِمَالْ ورُوحٍ
لِنَصْرٍ علَى ثُلَّةٍ غاصِبينْ
وسُبْحَانَ رَبِّيَ يَعْلَمُ جَهْرًا
بَوَاحًا وَيَعْلَمُ ما يُضْمِرُونْ