السبت ٢١ حزيران (يونيو) ٢٠٢٥
بقلم خالد محسن محمد عبدالله الشرافي

فلسفة المقاومة

قَاوِمْ بِمَا مَلَكَتْ يَداكَ الظَّالِمَا
فَالمَرءُ يأتي لِلحَياةِ مُقَاوِمَا

مِن صَرخَةِ المِيلَادِ يُعلِنُ رَفضَهُ
لِلظُّلمِ، يَرسِمُ لِلنِّضَالِ مَعَالِمَا

لَولَا سُكُوتُ الشَّعبِ عَن غَازٍ لَمَا
مَلَأَ البلادَ الغَاصِبُونَ جَرَائِمَا

قَاوِمْ وَدَعْ في الْخَلفِ قَومًا ثَبِّطُوا
فَغَدَوا لِجَيشِ المُعتَدِينَ دَعَائِمَا

قالوا لَدَى صُهيُونَ أسلِحَةُ الدَّمَا
رِ، فَلَا مَجَالَ لِثَائرٍ لِيُقَاوِمَا

فَاتْرُكْ جُنُونَكَ خَاضِعًا لِذَوِي القُوَى
مُستَسلِمًا لِتَمُوتَ مَوتًا نَاعِمَا

قَاوِمْ عَدوَّكَ ما استَطَعتَ فَطَالَمَا
أهدَى القُنُوطُ الثَّائِرِينَ هَزَائِمَا

وإذا تَيَقَّنتَ الرَّدَى بِكَ مُحدِقًا
مُتْ وَاقِفًا لِيَظَلَّ مَجدُكَ قَائِمَا

لَنْ يُرجِعَ التَّطبيعُ أقصانا وَلا
وَهْمُ التَّفاوُضِ سوفَ يَطرُدُ غَاشِمَا

لَولَا التَّخَاذُلُ عَن مُقَاوَمَةٍ لَمَا
بَقِيَ احتِلَالٌ فَوقَ شَعبٍ جَاثِمَا

قَاوِمْ تَعِشْ حُرًّا بِأرضِكَ أو على
سَاحِ الْوَغَى تَغدُ الشَّهِيدَ الغَانِمَا

اِحمِلْ بَنَادِقَكَ العَنِيدَةَ وانْتَفِضْ
في وَجهِ غَازٍ يَستَحِلُّ مَحَارِمَا

أَطلِقْ رَصَاصَتَكَ الأخيرَةَ في المَدى
مُتَفائِلًا بِالنَّصرِ لَا مُتَشَائِمَا

سَتُخِيفُكَ الْأَشلَاءُ فَاعبُرْ رَامِيًا
عِنْدَ اللَّقَاءِ على الغُزَاةِ جَمَاجِمَا

لَو لَمْ تَجِدْ إلَّا عَصا (السِّنوارِ) في
وَجهِ (الدُّرونِ)ارفَعْ عَصَاكَ مُهَاجِمَا

قَاوِمْ فَمَن رَامَ السَّلامَةَ وانْحَنَى
هَيهَاتَ تَتْرُكُهُ الْأعَادِي سَالِمَا

الجُبنُ يَمنَحُكَ المَنِيَّةَ مُدبِرًا
أو فَوقَ أرصِفَةِ المنافي نَادِمَا

قَاوِمْ وَلَا تَبرَحْ مَكَانَكَ ثَائِرًا
سَتَنَالُ بِالصَّبرِ العَظِيمِ مَغَانِمَا

كالنَّخلِ إنْ زادتْ أعَاصيرُ المدَى
عُنفًا تَزِيدُ تَجَذُّرًا وتَعَاظُمَا

قَبِّلْ بِرَوضَاتِ (الخَليلِ) الْيَاسَمِيْـ
ــنَ مُعَانِقًا زَيتُونَ (غَزَّةَ) بَاسِمَا

سَيُدَمِّرُ الغازي المَدَائنَ بَاغِيًا
فَمِنَ الرُّكَامِ اصنَعْ لِنَفسِكَ عَالَمَا

القُدسُ أُغنِيَةُ السَّماءِ وأنتُمُ
رَبِّي اصطفاكُمْ لِلسَّلامِ حَمَائِمَا

مَن بِالقَضِيَّةِ آمَنَتْ أرواحُهمْ
تَخِذُوا الخُطُوبَ إلى النُّجُومِ سَلَالِمَا

واستَعصَمُوا بِاللَّهِ دُونَ مَخَافَةٍ
صَاغُوا على هَامِ النِّضَالِ مَلَاحِمَا

هُمْ كُلَّمَا مَدَّ القُنُوطُ ظَلَامَهُ
سَطَعُوا بِرُوحِ الثَّائِرِينَ عَزَائِمَا

بَاقُونَ ليسَ يَضُرُّهُم مَن خَالَفُوا
حَتَّى انْتِصَارِ الحَقِّ نَصرًا حَاسِمَا


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى