الجمعة ١٩ شباط (فبراير) ٢٠١٦

فيلم «دلاس»

يسلط الضوء على واقع الفن السابع بالمغرب في قالب كوميدي مشوق

"دلاس" فيلم مغربي جديد بالقاعات السينمائية

بعد تمكنه من الفوز بجائزتي أحسن تمثيل (إناث وذكور لأمال الأطرش لعزيز داداس)، من المهرجان الوطني للفيلم في دورته الأخيرة، يخرج فيلم "دلاس" للمخرج محمد علي مجبود إلى القاعات السينمائية ابتداء من 24 فبراير الجاري.
وقال منتجو الفيلم، في تصريحات خاصة إن "دلاس"، الذي قدم عرضه ما قبل الأول يوم 16 فبراير بـ"ميكاراما" الدرالبيضاء بحضور مخرجه وأبطاله.

"دلاس" هو الفيلم السينمائي الجديد لـ"إيماج فاكتوري" بعد "الطريق إلى كابول"، الذي تمكن من تحطيم الرقم القياسي المغربي لشباك التذاكر بأزيد من 300 ألف مشاهد بعد عرضه على مدى 120 أسبوعا (أكثر من ثلاث سنوات متتالية)، في القاعات السينمائية المغربية، وهي أطول مدة يحققها فيلم مغربي، خلال العقد الأول من الألفية الثالثة.
وأبرزوا أنهم يتطلعون إلى أن يتصدر "دلاس" قائمة شباك التذاكر وإعادة الجمهور إلى القاعات السينمائية، خصوصا أنه من بطولة ثلة من أبرز الممثلين المغاربة مثل عزيز داداس أحد أهم أبطال "الطريق إلى كابول"، وآمال الأطرش، وكمال كاظيمي المعروف بـ"حديدان" وإدريس الروخ، وزينب سمارة، ومحمد كافي، وسعاد العلوي، وعصام بوعلي وآخرين، كما أنه أول فيلم مغربي يبرز المؤهلات السينمائية التي تتوفر عليها "هوليوود المغرب" ورزازات، حيث صورت أغلب مشاهده في استوديوهات شهدت تصوير أشهر الأعمال العالمية.

كوميديا توقع شهادة ميلاد مخرج واعد
تسجل السينما الكوميدية المغربية حضورها هذه السنة في القاعات من خلال فيلم المخرج محمد علي مجبود "دلاس"، الذي وصفه عدد من النقاد بالفيلم، الذي تطرق إلى مشاكل السينما المغربية، من خلال موضوع متميز، وتقنيات عالية تجلت في جودة الصورة، والإضاءة، والأداء الجيد للممثلين، خصوصا بطل الفيلم عزيز دادس الذي أبان عن مواهب عالية في التمثيل.

وأوضح المخرج محمد علي مجبود أن الفضل في نجاح الأعمال التي تنتجها "إماج فاكتوري" يعود إلى توفير الإمكانات التقنية المتطورة والمادية لصناعة أفلام تعتمد على عناصر الفرجة، بعيدا عن المشاهد المستفزة التي لا تحترم ذكاء المشاهد، مشيرا إلى أن "دلاس" فيلم يسلط الضوء على مشاكل الفن السابع بالمغرب في قالب كوميدي مشوق.
وفي حديثه عن أجواء التصوير وفكرة الفيلم، قال علي مجبود إن فكرة الفيلم أصلية، وأن السيناريو كتب بمساعدة الممثلين، الذين كان لهم الفضل في نجاح التجربة السينمائية الأولى في مسيرته الفنية.
وأشار إلى أن ظروف العمل في الفيلم مرت بشكل جيدة، منوها بكل الممثلين الذين اعتبرهم شركاء حقيقيين في نجاح الشريط، وبالشركة المنتجة للفيلم، التي وفرت كل الوسائل اللوجيستية لإنجاز فيلم بمواصفات عالية الجودة.
وأكد أن "إماج فاكتوري" باتت تمتلك تجربة مهمة في إنتاج الأفلام السينمائية، خصوصا بعد نجاح تجربتها الأولى "الطريق إلى كابول" الفيلم الذي تربع على عرش شباك بأزيد من 300 ألف مشاهد وهو رقم قياسي صعب التحقيق في ظل التناقص المهول للقاعات السينمائية.

مساحة كبيرة للتعبير عن الذات

قالت الممثلة أمال الأطرش، الحاصلة على جائزة أفضل دور نسائي في "دلاس" إن المخرج محمد علي المجبود ترك للممثلين مساحات كبيرة للتعبير عن ذواتهم، ومعاناتهم لأن الفيلم يرصد واقع السينما المغربية ومشاكلها، لذلك كان أداء جمع الممثلين جيدا بشهادة كل من شاهد الفيلم، معبرة عن سعادتها بالعمل مع مخرج موهوب مثل علي مجبود.
واعتبرت الجائزة التي حصلت عليها من المهرجان الوطني للفيلم مكافأة مستحقة لها ولجميع المشاركين في الفيلم، مشيرة إلى أنها أتت بعد عمل شاق ساهم فيه الجميع من دون استثناء.

تجربة سينمائية غنية ومسار سينمائي ناجح
دداس يوصل تألقه مع دلاس
من جانبه أكد بطل الفيلم عزيز دادس إن فيلم "دلاس" أضاف الكثير إلى تجربته السينمائية، التي دشنتها بأفلام مهمة مثل "الطريق إلى كابول" لإبراهيم الشكيري، و"زيرو" لنور الدين لخماري، و"أوركسترا منتصف الليل" والعديد من الأعمال الناجحة، مشيرا إلى أن العمل مع علي المجبود كان ممتعا، رغم الضغوط النفسية الكثيرة التي تعرض لها أثناء تصوير الفيلم.
وقال دادس "لولا الضغوط لما أديت دورا كبيرا ولما نلت جائزة أحسن ممثل من المهرجان الوطني للفيلم"، مبرزا أن كل من ساهم في الفيلم من قريب أو بعيد يستحق التتويج.
وأثنى عزيز على الأجواء المتميزة التي مرت بها عملية التصوير، والعلاقة الطيبة التي جمعت بين الممثلين والمخرج، بالإضافة إلى موزعة العمل والشركة المنتجة، مضيفا أنه فيلم لجميع الأعمار، ينقل الأجواء التي تطبع تصوير الأفلام والصعوبات التي يواجهها المشتغلون بالسينما قبل تقديم أي إنتاج لينال إعجاب الجمهور، كما تحدث عن تميز الدور الذي لعبه في هذا العمل واختلافه عن أدواره السابقة، نظرا لطابعه الكوميدي النقدي.

واقع السينما المغربية على الشاشة

"دلاس" أول تجربة سينمائية طويلة لمحمد علي مجبود بعد إخراجه سلسلة من الأعمال التلفزيونية الناجحة (ساعة في الجحيم، ودار الضمانة)، تتمحور أحداثه حول واقع السينما بالمغرب، من خلال تسليط الضوء على المتطفلين من المنتجين، الذين لا هم لهم سوى مصالحهم الشخصية، دون الاهتمام بتطوير السينما.

مخرج سينمائي يعيش عطالة مؤقتة، وأزمة مالية خانقة، بسبب غياب منتجين حقيقيين وكتاب سيناريو محترفين، بعد تألقه في سنوات خلت حصل خلالها على جوائز مهمة جعلت منه مخرجا ناجحا في فترة من الفترات.
مع اشتداد الأزمة يفتح أحد الأثرياء الباب أمام المخرج "الهواري" الملقب بـ"دلاس"، طالبا منه إخراج فيلم يتناول السيرة الذاتية لوالده الراحل.

بعد تردد يضطر "دلاس" لقبول العرض، لتحقيق حلمه في العودة إلى الأضواء وإخراج فيلم العمر، ولو مع منتج انتهازي (إدريس الروخ) يسعى إلى تلميع صورته وصنع تاريخ مشرف لوالده الذي اغتنى بطريقة غير مشروعة.
مع بداية التصوير تبدأ المشاكل، برفض البطل (عصام بوعلي) وهو فنان عالمي اختاره المنتج لتقمص شخصية والده، تعليمات المخرج، وبعد مشاداة كلامية يموت الممثل ليبدأ مسلسل من التحديات لاستكمال الفيلم ولو بجثة البطل، مستعرضا الاستغلال البشع الذي يتعرض له الممثلون.

في جو متوتر يعرض الفيلم الضغط النفسي، الذي يتعرض له المخرج أثناء عمله، كما يسلط الضوء على معاناة المشتغلين بالحقل السينمائي (ممثلين وتقنيين)، أمام تسلط وجهل المنتج الجاهل (مول الشكارة)، الذي لا هم له سوى تلميع صورة عائلته الانتهازية بفيلم سينمائي، في وصف دقيق لمشاكل الإنتاج في غياب صناعة سينمائية حقيقية.

فيلم عن الفيلم الذي هو نفسه عن السينما

بعد أمجاد سينمائية عاشها في فترة من الفترات، وفي غمرة تنفيذه للفيلم، الذي انتظره طويلا وعلق عليه كل آماله، يفقد "دلاس" بطله الممثل المتعجرف (عصام بوعلي) فيضطر إلى إكمال الشريط بالطريقة التي يريدها مهما كلفه الأمر بمساعدة سكرتيرته (أمال الأطرش) التي أبانت عن إمكانات عالية في التمثيل، وسكرتير المنتج (كمال كاظيمي)، الذي سيكتشفه الجمهور بشكل جديد.

في "دلاس" لا نشاهد فيلما عن صراع مخرج لصنع فيلم فحسب، بل نشاهد فيلما كان المخرج محمد علي مجبود يجاهد لصنعه، وأن عنوان هذا الفيلم هو "دلاس".

"دلاس" ليس فيلم عن السينما فقط، إنه فيلم عن الفيلم الذي هو نفسه عن السينما، إنه ليس فيلما لمخرج فحسب، بل فيلما عن مخرج يعكس ذاته في فيلمه، ومن ثمة فإن المخرج علي المجبود منعكس في شخصية بطله "دلاس" الهواري، الذي مثل مجهوداته في صنع فيلم عن معاناة كل المشتغلين بالسينما.
ورغم أن صراعات المخرج / البطل "دلاس" قد تكون مستحيلة الحل في الحياة، فإن بالإمكان توجيهها ومواجهتها، وحتى حلها في ظل المدار الساحر للسينما.

تبدو نهاية الفيلم غير معقولة أو مستحيلة، لكنها تنجح على نحو رائع كنهاية أو خاتمة لحكاية خيالية ذاتية الانعكاس في سينما الفن الحداثية.


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى