الثلاثاء ١ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٥
بقلم ثائر ثابت

في معبد صومك المطلق .....

الآن ،أو قبل الإفطار بقليل ، ناقوس الجوع يدق جدار معدتك العنصري ،ستدعوك شهيتك على مائدة الجائعين والمحرومين من فتات الخبز العاري ،ترحل لفراشك متفرساً الكتب المحيطة بسريرك ، لن تقرأ ، تصمت بخيالك ،تنظر لبقية الشمس العازمة على الأفول ،تناجيها بوقارك ،معشوقتي لا ترحلي ،فأنا عبدك ، وعبادك الرمزي ،اللهم لكِ تأملت وحلمت ،ومازلت أحبك ، هي ترحل تاركة قشعريرة البرد تلون ذاتك الشخصي ،يلومك المؤذن ، مانحك وسام الكفر الذهبي ؛فكيف تكون عبداً لشمس متقلبة كأنثى موسمية ،متناقضة ؟؟؟

انتهى دهر الوثنية ، تخاطبه بيأس ، والله إني صائم !

بين تحذير شيخك ومحيط وجودك ؛يأتيك صوت أمك ، تحثك على النهوض للإفطار في ( المطعم الأميركي ) في مدينتك الصائمة عن الفرح الاعتيادي ،ترفض "عزيمتهم "،تعزو لهم السبب في مبادئك الثورية ،وقرفك من "كرش" الامبريالية .

لن اخرج معكم . تبقى وحدك في معبد رومانسيتك المطلقة ،تصنع طعامك وعصيرك ، آه ه ه( لو) كان لك رفيقة صائمة ،لشاركتك عزلتك ، وفطرتك أو أنت فطرتها على لحم شفتيك وزمزم روحك الندية ،( لو) . سترافقها لقبوك السفلي ، وتتوحدان في لحن( غيتارك) المعطر بأنامل رملك الغباري .

تلتهم وهمك وأملك ومعجناتك المتقشفة على شرف فكرك اللارجعي . الليل العنكبوتي أمامك وخلفك ،تحن لرداء شمسك السمكي ، تهرب من ليلك الغريب .يعود لك الشيخ داعيك على ليلة خير من ألف شهر ،الملائكة تنزلق من السماء بخشوع ٍ،وأنت تنحدر مع شياطين أرضك وحسك العادي بعنف ٍ،سيعودون من وجبة الدجاج (البروستي )، بينما تفسخ عظم كلماتك المتطرفة في جنس الفعل لا الاسم ، ستلجأ لنومك الطبيعي، بعد أن أديت تراويح مسلسلاتك الشامية .تصحو على موعد سحور فجرك ،تتسحر لا وحدك ، تغسل أسنانك بمعجونك الليموني ؛ لتتفنن في تقبيل حبيبتك(الشمس ) الآتية إليك بطهر شيوخي .


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى