الثلاثاء ١٧ حزيران (يونيو) ٢٠٠٨
بقلم
فَالوَصلُ وَالصَّدُ فـي أَيامِنـا دُوَلُ
أَضَرَّكَ العِشقُ وَالأَشواقُ وَالخَجَـلُأَما تَبوحُ وَقَد أَزرى بِـكَ الأَمَـلُمِن غـادَةٍ لِبَنـاتِ الحَـيِّ فَاتِنَـةٍتَحنو عَلَيكَ وَقَيظُ الحُـبِ يَشتَعِـلُحَتّى كَأَنَّ مَهـاةَ الرَّبـعِ تَغبِطُهـاوَالرَّبعُ مُستَرسِلٌ فـي غَيِّهـا ثَمِـلُيُصَوِّبُ الطَّرفُ سَهماً لَيسَ يُخطِئُنامِن حُلوَةٍ بِدِماءِ القَلـبِ تَكتَحِـلُيُعَشِّقُ الوَصلُ مِنّي مُهجَةً خَضَعَـتلَها فَلَيسَ يُجاري وَصلَهـا رَجُـلُلَمّا تَغَنَّجُ تُـردَي لُـبَّ أَحكَمِنـاوَكَم نَبيتُ عَلى أَعتابِهـا شَكَـلُجادَت عَليَّ بِصَدٍ لَسـتُ أَعهَـدُهُعَهدي بِها لِرِداءِ الجـودِ تَشتَمِـلُجِئتُ القَصائِدَ لَيثاً حيـنَ أَنظِمُهـاما إِن صُعِقتُ لَدى الحَسناءِ أَرتَجِلُكَم كانَ يَشفَعُ لِلمَذبوحِ خِنجَرُهـاوَ اليَومَ يَشفَعُ في مَذبوحِها الغَـزَلُفَما تُجيبُ عَلى مـا بِـتُّ أَبعَثُـهُوَكَم تَلاقى عَلى أَبوابِهـا الرُّسُـلُإِن تَقضِ فينا بِحَقٍ لَسـتُ أَبرَحُـهُأَمّا قَضَيتِ بِظُلـمٍ لَسـتُ أَمتَثِـلُوَحُرَّةٍ بِلَهيـبِ الشَّـوقِ مُحرِقَـةٍتُجني وَتُحرَقُ في أَحداقِنـا المُقَـلُعَفيفَةٍ لا يُـرى مِنهـا مُؤَمَّلَكُـمخِمارُها كَسَوادِ اللَيـلِ مُنسَـدِلُذاكَ التَّغَنُـجُ إِذ كانَـت جُوَيرِيَـةًأَما وَقَد نَضَجَت يَغتالُهـا الخَجَـلُلَولا المُروءَةُ لَاستَرسَلـتُ مُقتَـدِراًأَبوحُ بِاسمِ مَهاةٍ مـا لَهـا مَثَـلُإِذاً تَقولُ كَما يَروي الضَريـرُ لَنـاوَيلي عَلَيكَ وَوَيلي مِنكَ يا رَجُـلُأَما تَكُفُّ تُناجـي كُـلَّ سَارِيَـةٍحَتّى شَكَتكَ بُطونُ الشِّعبِ وَالإِبِلُأَجمِل فَإِنَّ حُبَيلَ الشَّـوقِ مُنقَطِـعٌإِمّا لَدَيـكَ وَإِمّـا قَـدَّهُ الأَجَـلُأَكرِم فُـؤادَكَ لا تـورِدهُ مَسأَلَـةًفَلَستَ تَدري إِذا أُعطيتَ ما تَسَـلُكُفّي فَإِنَّ فُؤادي اليَـومَ مُنشَـرِحٌكَم يَستَطيبُ عَذاباً في الهَوى جَذِلُأَبكي عَلَيكِ وَما تِلكَ الدُّموعُ سِوىسَيلٍ فَيُخلَفُ في أَشواقِنـا طَلَـلُأَبكي وَأَعلَـمُ أَنَّ الجُـرحَ يَألَفُنـيوَأَنَّهُ لَيـسَ بَعـدَ اليَـومِ يَندَمِـلُاليَومَ يَزهَـدُ فـي جَنّاتِنـا وَغَـداتَراهُ يَشحَذُ فـي بَيدائِنـا الحَمَـلُلا تَفرَحَنَّ بِصَـدٍ قَـد أَلَـمَّ بِنـافَالوَصلُ وَالصَّدُ فـي أَيامِنـا دُوَلُما لي إِليكَ سَبيلٌ إِن قَفَلـتَ لَنـاقُم يا جَوادُ فَإِنّي اليَـومَ مُرتَحِـلُ