الثلاثاء ١٧ حزيران (يونيو) ٢٠٠٨
بقلم محمد أبو الفتوح غنيم

فَالوَصلُ وَالصَّدُ فـي أَيامِنـا دُوَلُ

أَضَرَّكَ العِشقُ وَالأَشواقُ وَالخَجَـلُ
أَما تَبوحُ وَقَد أَزرى بِـكَ الأَمَـلُ
 
مِن غـادَةٍ لِبَنـاتِ الحَـيِّ فَاتِنَـةٍ
تَحنو عَلَيكَ وَقَيظُ الحُـبِ يَشتَعِـلُ
 
حَتّى كَأَنَّ مَهـاةَ الرَّبـعِ تَغبِطُهـا
وَالرَّبعُ مُستَرسِلٌ فـي غَيِّهـا ثَمِـلُ
 
يُصَوِّبُ الطَّرفُ سَهماً لَيسَ يُخطِئُنا
مِن حُلوَةٍ بِدِماءِ القَلـبِ تَكتَحِـلُ
 
يُعَشِّقُ الوَصلُ مِنّي مُهجَةً خَضَعَـت
لَها فَلَيسَ يُجاري وَصلَهـا رَجُـلُ
 
لَمّا تَغَنَّجُ تُـردَي لُـبَّ أَحكَمِنـا
وَكَم نَبيتُ عَلى أَعتابِهـا شَكَـلُ
 
جادَت عَليَّ بِصَدٍ لَسـتُ أَعهَـدُهُ
عَهدي بِها لِرِداءِ الجـودِ تَشتَمِـلُ
 
جِئتُ القَصائِدَ لَيثاً حيـنَ أَنظِمُهـا
ما إِن صُعِقتُ لَدى الحَسناءِ أَرتَجِلُ
 
كَم كانَ يَشفَعُ لِلمَذبوحِ خِنجَرُهـا
وَ اليَومَ يَشفَعُ في مَذبوحِها الغَـزَلُ
 
فَما تُجيبُ عَلى مـا بِـتُّ أَبعَثُـهُ
وَكَم تَلاقى عَلى أَبوابِهـا الرُّسُـلُ
 
إِن تَقضِ فينا بِحَقٍ لَسـتُ أَبرَحُـهُ
أَمّا قَضَيتِ بِظُلـمٍ لَسـتُ أَمتَثِـلُ
 
وَحُرَّةٍ بِلَهيـبِ الشَّـوقِ مُحرِقَـةٍ
تُجني وَتُحرَقُ في أَحداقِنـا المُقَـلُ
 
عَفيفَةٍ لا يُـرى مِنهـا مُؤَمَّلَكُـم
خِمارُها كَسَوادِ اللَيـلِ مُنسَـدِلُ
 
ذاكَ التَّغَنُـجُ إِذ كانَـت جُوَيرِيَـةً
أَما وَقَد نَضَجَت يَغتالُهـا الخَجَـلُ
 
لَولا المُروءَةُ لَاستَرسَلـتُ مُقتَـدِراً
أَبوحُ بِاسمِ مَهاةٍ مـا لَهـا مَثَـلُ
 
إِذاً تَقولُ كَما يَروي الضَريـرُ لَنـا
وَيلي عَلَيكَ وَوَيلي مِنكَ يا رَجُـلُ
 
أَما تَكُفُّ تُناجـي كُـلَّ سَارِيَـةٍ
حَتّى شَكَتكَ بُطونُ الشِّعبِ وَالإِبِلُ
 
أَجمِل فَإِنَّ حُبَيلَ الشَّـوقِ مُنقَطِـعٌ
إِمّا لَدَيـكَ وَإِمّـا قَـدَّهُ الأَجَـلُ
 
أَكرِم فُـؤادَكَ لا تـورِدهُ مَسأَلَـةً
فَلَستَ تَدري إِذا أُعطيتَ ما تَسَـلُ
 
كُفّي فَإِنَّ فُؤادي اليَـومَ مُنشَـرِحٌ
كَم يَستَطيبُ عَذاباً في الهَوى جَذِلُ
 
أَبكي عَلَيكِ وَما تِلكَ الدُّموعُ سِوى
سَيلٍ فَيُخلَفُ في أَشواقِنـا طَلَـلُ
 
أَبكي وَأَعلَـمُ أَنَّ الجُـرحَ يَألَفُنـي
وَأَنَّهُ لَيـسَ بَعـدَ اليَـومِ يَندَمِـلُ
 
اليَومَ يَزهَـدُ فـي جَنّاتِنـا وَغَـدا
تَراهُ يَشحَذُ فـي بَيدائِنـا الحَمَـلُ
 
لا تَفرَحَنَّ بِصَـدٍ قَـد أَلَـمَّ بِنـا
فَالوَصلُ وَالصَّدُ فـي أَيامِنـا دُوَلُ
 
ما لي إِليكَ سَبيلٌ إِن قَفَلـتَ لَنـا
قُم يا جَوادُ فَإِنّي اليَـومَ مُرتَحِـلُ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى