الأحد ٢٩ حزيران (يونيو) ٢٠٢٥
بقلم عاصم عليّ زيدان

فِلَسْطينُ ونخوةُ قحْطانَ

أَيَا فِلَسطينُ هلْ في الأفْقِ من أَمَلٍ
بِأَنّ نخوةَ قَحْطانٍ ستُؤويكِ !
دَكَّتْ مَعاقِلَهُ في حين غرَّته
رومٌ وإفرنجةٌ تبغي مَغانيكِ
إذْ نَصَّبوا قادةً للعُرْبِ ذائدةً
عن مَطْمَعٍ لَهُمُ لا عَنْ أراضِيكِ
تَأْبَى الضمائرُ أَنْ تَبْقَيْ مُعَذَّبةً
لكنْ قيودُ طُغاةِ العُرْبِ تُنْئِيْكِ
هَلْ تَسْمَعِيْنَ صُراخًا شَقَّ أَفئدةً
كَيْما يُعينَ ويَجلو شَرَّ مُؤذيكِ!
أَمْ دامَ وَقْرُكِ بعد الغدرِ مُنْعَطَفًا
يصُدُّ عنّا وقدْ أَمْلاهُ طاغيكِ؟
رَجَتْ شُعوبٌ وقدْ أَمْسَتْ مُنَكَّدَةً
فَرْجَ الأسَى فإذاْ حاميكِ سابيكِ
مهما دَعَتْكِ سَراةُ العُرْبِ باسِمةً
تُنْبِيكِ خَيْرًا فلا تُغْرَيْ بداعيكِ
ما جاءَ مبعوثُ عُرْبٍ في مُصالَحةٍ
إلّا ليحمي العِدَى سِرًّا ويُبْليكِ
وليسَ يبسِمُ طاغٍ من مُلوكِهمُ
إلّا لِيُنزِلَ دَمْعًا مِنْ مَآقيكِ
ولا يَمُدُّ يَمينًا في مُؤازرةٍ
إلّا لتطعنَ يُسراهُ بأهليكِ
ولا يَهُمُّ بِأَنْ يَسقيكِ آوِنَةً
إلّا لِيصنعَ سُمًّا ثُمّ يسقيكِ
أَشْقَىْ لَهُمْ من لَظَى النيرانِ في سَقَرٍ
مُرورُهُمْ بإِسارٍ منكِ مفكوكِ
أقوالُهُمْ طَرَبٌ أفعالُهُمْ كُرَبٌ
تَسوغُ سَمْعًا وفي الأَحْشاءِ تَكويكِ
ما سَلَّطَ الذِّئْبُ سُلطانًا على غَنَمٍ إلّا ضَمانًا لقانٍ طابَ مَسْفوكِ
حَذارِ من قادةِ الأعرابِ شَرُّهُمُ
شَرٌّ طَغَىْ في رَعاديدٍ مَماليكِ
ليسوا كأصْيدَ مَقْضِيٍّ أوامرُهُ
مِنْ مُسْتَقِلٍّ بِحُكْمٍ غيرِ مَشْروكِ
شَتّانَ بين زعيمٍ ماجدٍ بطلٍ
ودُمْيةٍ بين تَسكينٍ وتحريكِ
إذا لَقُوا أَجْنبيًّا جاء مُعْتَدِيًا
فَرُّوا كما فَرَّتِ الأَفْراخُ مِنْ دِيكِ
وبينَ شعبِهِمُ كالأُسْدِ ضاريةً
فشعبُهُمْ بين تنكيلٍ وتفتيكِ
يُفَقِّرونَ على عَيْنٍ رَعِيَّتَهُمْ
لِتلعقَ الترْبَ جُوْعًا كالصعاليكِ
يُجَهِّلونَهُمُ مَخْشاةَ فِكْرِهِمُ
أنْ يستنيرَ بدربٍ غيرِ مَسْلوكِ
بدربِ حُرّيّةٍ إنْ يدرِها عُبُدٌ
يُمْسِ الطغاةُ بِسِتْرٍ بعدُ مَهْتوكِ
فَيا لَحَظِّ طُغاةٍ سادَ مَجْدُهُمُ
مِنَ التحكُّمِ بِالجَوْعَى وبالنُّوْكِ
غُمَّى اللُّهاثِ وراءَ القُوتِ قدْ سَلَبَتْ
للعَقْلِ قُدْرَةَ تفكيرٍ وتَشكيكِ
فيهلكُ الشعبُ إذْ لا عقلَ بَثَّ بهِ
رُوْحَ الحياةِ لِيَسْمُوْ شَرَّ تُهْلوكِ
يا غَزُّ لا تَعْتَبيْ فالشعبُ منتظِرٌ
ويرقُبُ اللحظةَ المُثْلى لِيَأتيكِ
لَولا حُدودٌ كِلابُ الذُلِّ تحْرُسُها
لِيُفْرِدَ الضَّبُعُ الضاري بمنْ فيكِ
لَطارَ فِتْيانُنا كالصقْرِ في أُفُقٍ
يَهْوي مُدِلًّا على خافي أَفاعيكِ
وشِيبُنا احْتشدوا طُرًّا ونِسْوتُنا
لِيَلْحَقُوا بِبَنِيْهِمْ في نَواحيكِ
يَعْدُونَ وَسْطَ لهيبِ النقْعِ عَدْوَ فَتًى
نَشْوانَ في رَوْضةٍ غَنَّا ليَفدوكِ
ويَأْرَنُونَ مَجانينًا مُرَوِّعَةً
ليَسْفِكُوا دَمَ مُحْتَلٍّ يُعَنِّيْكِ
أَحْلى لَهُمْ مِنْ رُضابٍ أو جَنَى عَسَلٍ
هَشْمُ الجماجِمِ حَقًّا في أَعاديكِ
ومِنْ بَرودٍ يُروِّي غُلَّ أَفْئِدَةٍ
كَرٌّ يُسَوِّي بُنَى الغازي بِأرضيكِ
فَما انْتَشَىْ ثَمِلٌ مِنْ وَقْعِ سَكْرَتِهِ
كَما انْتَشَى مُدْرِكٌ ثاراتِ مُوْدِيْكِ
فَعادَ رَبْعُكِ مَأْهولًا فَما انْسَكَبَتْ
دُمُوعُ باكٍ على الأَطْلالِ يَرْثِيكِ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى