الاثنين ١ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٤
بقلم ثائر زكي الزعزوع

قاب فراغين

أبجدية هذا النهار ثقيلة

أبت أن تستفيق

لعل القصائد سوف ترسم

للعاشقين غدا

خرائط هذا الخلاص

بل لعل بدايات حزني

ويأسي ستنشد أنشودة

حتى نودع ذاك القتيل الجميل.

ب-

بالأمس كانوا هنا

كنت أرى وجوه الجميع

وأسمع أصواتهم

وأحس بما سيفعلونه في الظلام

بالأمس كانوا هنا

وكانوا يعدون ضوءا ليخرج يوم جديد

واليوم قد رحلوا

ت-

تمنيت أن تكتبي لي رسالة حب

بل بضع كلمات

وربما أن ترسمي لي قلب حب صغيرا

وتلونيه بلون الشفق

تمنيت أن ألتقيك هناك

لكنك كنت هنا.

ث-

ثمة ما يشعلني

ويطفئني

ويشعلني ويطفئني

ثمة أنت خلف الباب

إذن

فأنا أشتعل

وأنطفئ.

ج-

جميل أن يكون كل شيء هادئا

قبل الغروب

وأن نكون دافئين وملتصقين

هكذا

وألاّ نسمع ثرثرة الباقين

وهم يلوكوننا بأفواههم

ثم يبصقوننا

يا الله...

كم هو جميل أن نكون هادئين تماما

قبل الغروب.

ح-

حين وضعت كفي على كفك

ربما لم أجد معاني للحب

أفضل من الصراخ

باسمك.

خ-

خلي الباب موارباً

فإني لا أطيق

ترك جناحيّ وحدهما في العراء.

د-

دائما....

يعود إليّ صدى صوتي

ولا يعود إليّ أحد.

ذ-

ذهب الشتاء بأهله

وجاء الصيف

ما الذي ضاع في الطريق؟

ربما ضاع من العمر

فصل الربيع.

ر-

رأيت فيما يرى النائم

نفسي طائراً

لي جناحان كجناحي طائر

ولي قلب يخفق بسرعة

مثل قلوب الطيور

رأيتني لا أستقر على قمة جبل

ولا على شجرة

رأيتني هارباً

من الصيادين الكثر.

ز-

زهرة في الحديقة

زهرة ذابلة وحيدة

في الحديقة

هذا ما أبقاه لنا

القادمون من وراء المحيطات

كي يباركوا بقاءنا على قيد الحياة

يا لهم

ويا لنا.

س-

سأعيد ترتيب المساء كيفما أريد

سوف أجمع من بقايا الأمس

ضحكات وألقيها هنا

على الفراش

كي تغرقي في الضحك

حتى يطلع الصباح

ثم بعد ذلك أنت حرة

إذا أردت أن ترحلي.

ش-

شرق...

مليئون به تماماً

ولكنه خال منا تماماً.

ص-

صلى دجلة والفرات

صلاتهما الأخيرة

ثم عقدا صلحاً

مع هولاكو.

ض-

ضيعي الحب

بل ضعيه

تحت أعشاب الحديقة

ذات مساء

صقيعي

سوف يبرز نبتة

مثل كل الزهور.

ط-

طار الغراب

محملا برسائلي

نعق الغراب

فهل سمعت نعيقه؟

لقد كان يقول لك:

كم أحبك....

ظ-

 ظهر القمر

 لا لم يظهر القمر

 أقول قد ظهر القمر ولقد رأيته

 لا.. لا.. لا

ها نحن مختلفون منذ مئات السنين.

ع-

علميني كيف أدق الباب

نعم علميني

وعلميني كيف أتلقى جوابك

نعم، علميني

وعلميني...

نعم، لا تخجلي علميني

فأنا مازلت صغيراً.

غ-

غنِّ

غنِّ

غنِّ

دعنا ننفق الوقت بالغناء

لم تعد قادرين سوى على

إطلاق أصواتنا.

ف-

فضاء بكل هذا الاتساع

لكل هذه الأسئلة

أية صورة تبدو ملائمة أكثر

كي تكون شعار التبدل

كي نزين بها الجدران

كي نضعها على الأشجار

لعل الوقت لم يحن بعد للتفكير بكل هذا.

ق-

قالت: خبئني أسمع أصوات خطاهم

تجتاح الأرض

خبئني...

وضعتها في كفي وركضت

ركضت...... ركضت

وأنا أسمع أصوات خطاهم

تجتاح الأرض.

ك-

كليل طويل

يمتد الماضي

ليغرقني في غيابته

هكذا تتبدل التواريخ

كل ثانيتين

رغم أنها ثابتة

وتبدو للوهلة الأولى

زئبقية

دائمة الحركة.

ل-

لثلاث سنوات مرت

كنت أرتب ذاتي

ولثلاث آتية أرتبها أيضاً

أضيف إليها

وأحذف منها

حتى تبدو كاملة

لكن الوقت يبللني

بما لا أعرفه من الأسئلة

ويتركني قاب فراغين.

م-

مدت يدها

قالت: امنحني لغة

لم أدر تماماً

إن كانت لغتي

صالحة لتقول لها:

خذيني.

ن-

نافذة غرفتي تطل على الحديقة

الحديقة تطل على العالم

العالم يطل على الله

الله يطل عليّ.

هـ-

هو...

يتجلى في تلك الوردة

أكون قريبا منه

حين أشم الوردة.

و-

وجدت فوق قصائدي

الغبار..

حاربته

طاردته

لكنه أوغل فيّ

عميقا...

أعمق من حبّ.

ي-

يا أنت...

سأوقف عقارب الوقت

لتنطلقي...

طيري بعيدا

إن اللغة الآن تضج بك

والمعرفة تدون نصاً

ليكون العقل إماماً.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى