قالُوا سَلاماً
مِنْ أَيْنَ أَبْدَأُ يا تُرَى؟
فَالقَوْلُ فَوْضَى
وَالفِعْلُ صارَ ضَبابَ
وَعَلَى مَآذِنِ قَرْيَتِي
يَعْلُو النِداءُ
فَمَنْ يا تَرَى العُرابَ؟
قالُوا سَلاماً....
قُلْتُ....
سَلامَ الضَعْفِ لَعْنَةً وَعِقابٍ
وَكَيْفَ أَرْضَى سَلاماً؟
مِمَّنْ جَعَلُونا عَلَى أَرْضِنا أَغْرابٌ
تَعِبَ السُؤالُ، وَجاءَ الصَدَى بِالرَدِّ
ما هُناكَ جَوابٌ!
تَهَوَّدَتْ عُرُوبَتُنا
فَما عادَ يَجْمَعُنا سِوَى...
الصَرْفُ وَالإِعْرابُ
ماتَتْ عُرُوبَتُنا...
وَعَلَى قَبْرِها تَشْرَبُ الأَنْخابَ
ماتَتْ عُرُوبَتُنا يَوْمَ
رَهَناً سِلاحَنا لِلغَرْبِ.
فَغَدَوْنا كَلَيْث بِلا أَنْيابٍ
يَوْمَ اِرْتَضَيْنا سَلامَ النِعاجِ
وَعَدُوُّنا قَصّابٌ
صِرْنا نُتاجِرُ بِالقَضِيَّةِ
بِحَناجِرَ مَرْفُوعَةٍ كَحِرابٍ
فَإِذا ما حُمَّى الوَطِيسُ
قُلْنا... حَقُّ الرُجُوعِ سَرابٌ
لا تَلُومُونِي إِنْ كَشَفْتُ كَذِبَكُمْ
فَوَجْهُ الحَقِيقَةِ ما عَلَيْهِ أَعابَ