الأحد ١٥ حزيران (يونيو) ٢٠٢٥
بقلم شهد السيد والي

قاوم لتصل إلى حريتك

سنحكي في هذه القصة عن العناء والمقاومة التي يجب أن تصل لها لتصل إلى نفسك وحريتك.

كان هناك شاب شجاع، قائد بلدته الصغيرة، يحب بلده كثيرًا ويحب شعبه، وشعبه يحبه لأنهم يعرفون أنه يوفر لهم كل سبل الراحة والأمان.

وفي يوم ما، خرج هذا الشاب من بلدته ليكمل دراسته خارج هذه البلدة، عامين فقط وسوف يعود لموطنه وبلدته ويصبح حاكماً لها.

وسرعان ما تهددت حالة هذه البلدة في غيابه، حيث جاء شخص غريب من بلد آخر أراد أن يحكمها ويحكم شعبه، ولكن رفض الشعب أن يحكمهم أحد غير هذا الشاب، حتى تمردوا عليه وبدأ في نصب المكائد لهم وبدأ بمنع الطعام والشراب عنهم وبدأ بسلب أبسط حقوقهم، وهٓجر البعض من موطنهم بعدما رفضوه ورفضوا حكمه، ولم يكتف بذلك، بل أدخل شعبه ليسكنوا هذه البلدة، مما جعل حال البلدة أكثر ظلمة بعدما كانت ضوءًا مفعماً بالحنان.

وظلت البلدة على هذه الحالة حتى عاد الشاب بعدما أنهى دراسته. عاد و عاد الأمل في قلوب شعبه معه. وعندما رأى حالة شعبه وقسوة الحاكم الذي سلب بلدته وأمانها، قرر مقاومته والصمود أمامه والإمساك ببلده وأهله وعدم التخلي عنهم.

وبدأ في محاربته، ولكن الحاكم بدأ في هدم كل البلدة وأراد نفي شعبه لكي يمتلك الأرض ويأخذها مكانًا لشعبه، فهو لا يريد غير أن يمتلك القوة ويرى الخوف في عيون شعبه منه، لم يرد أن يري منهم الاحترام والحب، وهذا أكبر دليل على ضعفه. حتى أنه كان قاهرًا لشعبه حتى أصبح شعبه مثله، لا يعرف غير القسوة.

فلما جاء الشاب وأعطى لكل الشعب الطعام ووفر لهم سبل الراحة والأمان، ولم يميز بين شعبه وشعب الحاكم، ولم يعاملهم على أنهم أعداؤه، أحبه حتى شعب الحاكم، ولكنهم لم يتكلموا خوفًا من الحاكم.

وذات يوم، أرسل الحاكم مساعده ليأخذ مالًا من كل الشعب، وإذا أعترض أحد ولم يعطيه مالًا يقوم بنفيه من البلدة. وعندما رأى الشاب هذا ورأى بكاء الشعب لأنهم لم يكن لديهم مال، قرر التعاون مع الشعب وأن يصبحوا يدًا واحدة لينتصروا عليه وبدأوا جميعًا في مهاجمته والصمود أمامه، وقرروا أن يحاربوه والوقوف أمامه.

ولكن الحاكم أرسل حراسه وجنوده ليقتلوا الشعب بأكمله، ولكن الشاب قال لشعبه: "توقفوا، فنحن لن نؤذي أحدًا، وليس لنا عداوة مع أحد إلا الحاكم. وأما جنوده وحراسه وشعبه، فهم ينفذون عملهم، وسوف يأتي يومًا ويفهمون أنهم يجب أن يختاروا جيدًا من يستحق الدفاع عنه ومن لا. وإذا أردتم المقاتلة والمدافعة عن هذا الظالم بإختياركم، فأنتم مثله ونحن إذا مستعدون للحرب معكم، ولكن خذوا القرار".

فتذكرت كل الجنود والحراس كيف كان يعاملهم الحاكم وكيف قُتل الكثير منهم حينما كانوا يخطأو في أمر ما قاله لهم، وأختاروا أن يقفوا في وجه الظلم بكل قوة وحسم، وكانوا مع الشاب وشعبه.

وبعد ما رأى شعب الحاكم شجاعة الجنود والحراس وشجاعة هذا الشاب وشعبه، قرروا أيضًا أن يأخذوا حقوقهم التي سلبها منهم هذا الحاكم الظالم، واجتمعت كل البلدة على هذا الحاكم حتى قتلوه وأخذوا حقهم من كل الظلم والقسوة التي عاشوها بسببه، وهنا انتهى الظلم ورسم طريق الأمل والحرية..وعرف الشعب أن القوة في الحب والتعاون لا في الظلم والرهبة

وأصبح الشاب حاكماً للبلدة واستقر الشعب أخيرًا وعاش بأمان وأمل وحرية وفهموا معنى الحفاظ على الوطن والتمسك به.

ربما رأيت هذه قصة لشاب عادي ولكنه لا يجب أن يكون شخصًا ليناضل. أحيانًا حتى الأوطان تناضل وتتقاوم الكثير لكي تبقى حرة مثل أوطاننا المحتلة وما يحدث فيها هذه الأيام في فلسطين ولبنان وغيرهما..ونتمني يوماً أن نحقق نحن أيضاً نصرنا ونقضي علي الظلم والقسوة والاضطهاد ونحيا بالحب والأمل والحرية


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى