الخميس ٧ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٠
بقلم عاطف عاشور

قتلـتُ روحي

لم تـدركْ اللّهفَ حيـنَ صمَتَ لـم تجبِ
يا مــــن أردتُ له سعــــداَ على سغبي
تبقي الوحيــدُ الـذى أهـــــواه يسبقني
في ساحة الجَــــدِّ أو في مرتعِ اللعــبِ
أخافُ ممـــا أري في الأفقِ من كــدرٍ
عليـــكَ قلبي هفــا يا ليـــــنَ الزغــبِ
أتيـــتَ من عـالــــمٍ لا يستقيــــم بــهِ
حــالٌ كما حالنــــا في القصـدِ والكثـبِ
أخـــذتَ منِّى كثيــــرا كنــتُ أحسَبُـــهُ
سفيرَ حـــبِّ لنــا في دولــــةِ السُحُـبِ
طفقتُ أغسل ذنبـــــــا لســـــتُ فاعلَهُ
ورحـــتُ أطلبُ مفقــــــودا ولـم يغــبِ
أرتلُ الوردَ بعــــــدَ الـــوردِ في طمــع
صوتى الرجاءُ ورجعي خشيةُ الغضب ِ
رأيت كــف النوى يحتـج في صخـــب
فكيف همس الهوي يطغي على الصخبِ
جــزعــــتُ في أســــفٍ ممــــا ستقــرأه
في صفحة الخلقِ مما شــــــط عن أدبي
ومـــا أردت سوى الحسنى وما خلفــت
لكن سهــمَ النـــوى قد جـدَّ في الطلــبِ
فارحمْ فــــــؤاداً أضـرَّ بدربِ منفـعــةٍ
وظـــنَ يانع ما أهــداه من العطـــــبِ
يا مــن أمِلــــــتُ لـه دنيــــا تسيِّـــــدُهُ
وطاب فقـري سوي من درهمِ الخُطَبِ
قلــتُ:"السعــــادةُ فيهـا والأسـي دولٌ"
وما علمــــتُ بأنَّــا تـــــــوأمُ النََصَــبِ
غرسـتُ كـــرْمَـكَ من مشتـولِ أوردتى
وما شعرتُ دبيــبَ السُّـــمِّ في العِنـــبِ
لا تحـقـــــدنّ على كَـــفٍّ رواكَ ضنـىً
يكفيـهِ حزنـــــاً علي قتـــلاهُ بالنســبِ
يا من أعيــــشُ بهِ مـا عشتُ مكتويـاً
أحي كمَـيْتٍ، وموتى ليــسَ من سببِ
أعدتّـنى - فيــكَ- للدنيــا كما غــرضٍِ
عمــرا كعمـرى كأن السهم لم تصـبِ
تهلّـلَ البشـــرُ في عينِ الزمـانِ ومـا
رقت لحالي نيـــابُ الغــدرِ والكُــــرَبِ
قتلـــتُ روحي بحــبٍ بـات يجعلـنـــي
للجوع خبزاً ، ونـوراً للظـــــــلامِ نبي
رجــوتُ للقـــومِ مـا لا كنـــتُ أطلبـُــهُ
للنفس قصــداً ولا سهـــوا فيا عجبي
تحَـرَّقَ الجنـبُ من نيـرانهــمْ زمنـــــاً
ونشَّــذَ الحـزنُ من أشجانهــم طـربـي
كأن للدهــــــرِِ عهــــــدٌ ليـس يخلـفـُهُ
أن تأكـلَ النـارُ ميــــــراثي ومكتسبـي
كتبـــتُ للحــــبِ والأنــوارِ في مــــددٍ
فصادرَ الغدرُ في شُطّـــارِِهــــمْ كُتُبـي
هززت كل جــــــذوعِ الحي مصطبــرا
فمــا تســاقــــط إلا فاســـدُ الرطــــــبِ
ظننتُ دنياهمُ - في الخلقِِ- "عائشـة"
وإذ بهـــا – صاحبي – حمالةُ الحطبِ
تعصـي رســـولا أتى بالنــور ينشـرُهُ
كي ما تطيع بـه - جهـــــلاً - أبا لهبِ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى