الاثنين ٤ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٦
بقلم رانيا مرجية

قراءة في ديوان (أيقونة الحب) لسوزان دبيني

يعد هذا الديوان الثاني للشاعرة والإعلامية الفلسطينية ابنة ناصرة الجليل المعروفة بشفافيتها وصدق مشاعرها وكلماتها غير المتكلفة

التي تخترق القلب والروح والعقل معا دون سابق إنذار. وهو من إصدار قسم الثقافة العربية والقسم العربي في المجلس الشعبي للثقافة والفنون لسنة 2002

إن سوزان قد وفقت في اختيار عنوان الديوان فقد صنعت للحب أيقونة وتغنت به علانية وطواعية، فالحب مقدس عندها فكما أن للعذراء الطاهرة أيقونة في كل كنيسة وكنيسة رسولية وكما للسيد المسيح البار أيقونة وكافة القديسين في معظم كنائسنا في الشرق هكذا جعلت سوزان للحب أيقونة في قلبها وشعرها ووجدانها وتغنت به بعذب المعاني وأجمل الكلمات ولا أبالغ أبدا إن قلت إنها برعت في تصوير الحب الحقيقي الروحاني السامي فالحب بالنسبة لها قادر على كل شيء ويصدق كل شيء ويضحي بكل ما لديه في سبيل إسعاد الآخر

تقول سوزان في قصيدة أحبك بصدق

لكي احبك بصدق

علي أن أراك عاريا من ماضيك

من حاضرك.. من مستقبلك

علي أن المس الإنسان داخلك

وعليك أن تؤمن بتناسخ الأرواح

فأموت فيك.. وتموت فيّ

لنعود ونحيا من جديد

في رحم الحب نولد من جديد

عندها فقط

أقول لك بكل صدق

أحبك

والله على ما أقوله شهيد

نرى هنا أهمية الحب الحقيقي والوجداني عندها ونلتمس من شعرها الصادق هذا اللا متكلف أن للحب أيضا حياة وكرامة وان أجمل ما في الحب هو الغفران وطريق الحق والولادة من جديد فالحب يتجدد يوما بعد يوما ويكبر داخلها وداخل قصيدتها حبها مجاني فهي تحب الكل تعشق زوجها الفاضل نزيه تحب أولادها الأربعة عماد مروان جان ورامي تعشق وطنها فلسطين وذويها اللذان لم تراهم منذ 22 عام بسبب غربتهم في الولايات المتحدة. تحب أطفال العالم كما تتغني بالطبيعة والفضيلة والخير

مع كل قصيدة من قصائدها نلمس الجديد والعبر فهي لا تقرر نفسها أبدا بكل قصيدة توجه رسالة ودعوة عن أهمية الحب بحياة الإنسان فدون الحب والمودة والرحمة والعلاقات الإنسانية والاجتماعية الصادقة المتنورة لا معنى لحياتنا وتواجدنا

تحن سوزان الى أمها كثيرا كما حنّ من قبلها الشاعر الفلسطيني محمود درويش الى أمه وعبر عن ذلك من! خلال قصيدتة الرائعة احن الى خبز أمي أما شاعرتنا مرهفة الإحساس والرومانسية لأبعد الحدود بمشاعرها تحن الى أمها بكل جوارحها وتشتاق إليها كما لم تتعود أن تشتاق لحنانها وضمها وكلمة ماما تتمنى أن تعود الأيام بها الى الوراء فهي بحاجة الى حضن أمها وإنها تشعر بضياع بدون حبها

ففي قصيدة إليك يا أمي تقول قلبي لم بعد يحتمل بعدك... أنت الوطن يا أمي..... ليتك تعودين لتطفئي في قلبي النار

يحتوي الديوان على 100 قصيدة كل قصيدة تتميز عن الأخرى بإلقاء الضوء على جانب من جوانب حياتنا وأخيرا وليس آخرا نقول لسوزان الشاعرة والانسانة زيدينا إبداعا زيدينا واستمري بعطائك للأدب والشعر فمعاني القصائد التي تكتبيها تلقي الضوء على أهمية الإبداع في عصرنا هذا لما يغرسه من معاني سامية ونبيلة في قلوب ووجدان القارئين.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى