الأحد ١١ آذار (مارس) ٢٠٠٧
بقلم مكرم رشيد الطالباني

قوس قزح

محمد أمين بنجويني

لو تحدثت الأيدي

مع الأيدي الأخرى

(1)
لو
 
لو تحدثت الأيدي
مع الأيدي الأخرى
لو أضاءت الأعين
مع الأعين الأخرى
لو نبتت القلوب في القلوب الأخرى
سيخلق الأمان والعشق والحياة
نعيماً
وتتزين الحدائق
وترتفع قهقهات سمفونية الضحك
إلى عنان السماء
(2)
القمر
يحلم أحد الفقراء
بأن القمر غدا
رغيف خبز
يحلم أحد الأغنياء بالقمر
متى يشترى قطعة منه
ليبني عليه غرفة للتجارة
ويحلم أحد الأطفال
أن القمر قد غدا أمه
والحواريات منهمكات في تجميلها
حلم العروسان
أنهما يتجهان في هودجهما نحو القمر
وذاقا طعم شهر العسل هناك
بدوري حلمت أن القمر
غدا جبيبتي وقد غطتها سحابة سوداء
(3)
أنا
طوال عمري
لم أؤذ أحداً
غير أنهم يلكزونني بالإبر يومياً
طوال حياتي
لم أطلق النار على أحد
غير أنهم يرمونني بالرصاص يومياً
طوال حياتي
ما ذبحت طيراً
غير أنهم يقدمونني قرباناً
كل لحظة
فهل هذا هو دعاء أمي
لازال يلاحقني ؟
هل هذا دعاء أمي
وقد تحقق جراء مشاكستي
أم إنني ملاك
تزول عني خطاياي جراء هذا التعذيب ؟
(4)
العيون
أعشق العيون كثيراً
حين تتلألأ كالنجوم
وكثيراً ما حللت ضيفاً على النجوم
وحدث مرة أن قامت نجمتان بإيوائي
وقامتا بهدهدتي بتلألأهما وكأنني طفل رضيع
وشدياني بشعاع نورهما
وبعد مضي فترة أصاب العمى العيون.. وغربت
وسقطت بدوري من السماء
وبعد ثلاث سنوات
حللت في مضيف نجمتين
أسعدتاني ليلاً
وقامتا تطمئناني فؤادي الجريح والمخطوف
وفجأة
أختبأتا خلف غمامة سوداء
كنت طيراً شريداً
وقعت في شرك صياد ماهر
ومنذئذ بدأت الحرب بيني وبين النجوم
النجوم هناك في الأعالي
منهن يضحكن إستهزاءاً بي
وأنا قابع على الأرض
وقد جن جنوني
لازلت ابكي وأولول
(5)
قوس قزح
حين أشاهد قوس قزح
أتذكر ربطة المهد
التي كانت والدتي تشدني وأخوتي وأخواتي بها
حين كنت طفلاً
عشقت القوس قزح
كنت صغيراً
حين كنت أراه فوق قمم الجبال
كنت أود التشبث به
لأرتقي إلى السماء
هل إن ذلك كان من اجل
أن أتحرر من لحد وقيود أربطة المهد
أم إن لون المهد ورباط المهد
مستمد منه !
(6)
اللحد والمهد
 
بين اللحد والمهد
تباين نسبي
المهد يقضي على هواء الحرية
والنفس والروح
واللحد يمتص جسدك
وجثتك وعظامك
لذا تجد الكورد عصبيو المزاج
أفظاظاً
لأنهم ذاقوا عذاب لحد المهد !
 
(7)
الروح
 
تسافر روحي مع الغيوم
حتى تصل إلى البلاد
على أمل
أن تتساقط من خلال
قطرة مطر
على مدينتا
كي يلهو بها الأطفال !
 
(8)
الشموع
 
الشموع
تشاركني البكاء
حتى الصباح
إنها تعطف علي بلهيبها
وفؤادي يعطف عليها
إنهن يذرفن دموعاً حمر
أما انا فأذرف دموعاً عفصي اللون
وكلانا نحترق
فغدون بدورهن شموعاً
أما أنا فقد استحلتُ فحماً !
محمد أمين بنجويني

ترجمة رشيد الطالباني


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى