

كلاّ من حكمها، ومعانيها
كلا- حرف جواب مبني على السكون لا محل له في الإعراب.
تأتي (كلا) في الصور التالية:
* حرف زجْر وردْع للمخاطب على بطلان كلامه، وهذا المعنى أكثر ما ورد في القرآن
نحو: كلا سوف يعلمون، ثم كلا سوف يعلمون، كلا لو تعلمون علم اليقين- الهمزة، 3-5.
وقد زجر شاعر من يلمنه، فقال:
يقلن: لقد بكيت، فقلت:
كلاوهل يبكي من الطرب الجليد
(الطرب هنا بمعنى الحزن، والجليد الصبور)
أما في لغتنا اليومية، فإذا قال لك قائل:
أنت سرقت.
تجيبه: كلا!
ومنهم من يقول زيادة في الردع: حاشا وكلا!
في هذا المعنى نجد استنكارًا كذلك.
يتم الوقوف بعد (كلا) أحيانًا، والابتداء بعدها، نحو قوله تعالى:
كَلاَّ، سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ- مريم، 79.
*كلا-
حرف تنبيه أو استفتاح بمعنى ألاّ: كلا إن كتاب الأبرار لفي عِلّيين- سورة المطففين، 18، فالحرف هنا لم يُسبق بما يقتضي الزجر أو النفي:
كلا إن الإنسان ليطغى- العلق، 6-
*كلا-
حرف جواب لزيادة التأكيد (بمعنى حقًا)- أي بمعنى التحقيق، وهو في دلالة القسم: وَمَا هِيَ إلاَّ ذِكْرَى لِلْبَشَر، كَلاَّ وَالْقَمَرِ- المدّثّر، 30- 31.
*كلا-
حرف لنفي الجواب عكس (بلى)، فإذا قال لك قائل
هل قاطعت صديقك؟
– كلا!
نلاحظ أن الجواب فيه رد أو وقع أكثر من الجواب المجرد (لا)، ففي (كلا) زيادة النفي، وقيل لزيادة الكاف في الكلمة، نحو:
أطَّلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا * كلا سنكتب ما يقول- مريم 79.
أي أنه لم يطّلع ولم يتخذ العهد.
بعد تركيز هذه المادة الأبرز من المصادر اللغوية المختلفة أجد إن إجمال صور (كلا) يرد في معجم (لسان العرب)- فهو يذكر على لسان ابن الشُّمَيِّل:
"وروى ابن شُميِّل عن الخليل أنه قال:
كل شيء في القرآن "كلا" فهو ردٌّ يردُّ شيئًا ويثبت آخر".