الجمعة ٦ حزيران (يونيو) ٢٠٠٨
بقلم كريم الصياد

كلماتُ أغنيةٍ قديمة

أعطني المرآةَ وانظرْ
إنني حالًا أكونْ
فوجوه السطحِ تَنظرْ
عندما نغضي العيونْ!
هل رأيتَ الوجهَ مثلي
غائمًا خلفَ السطوحْ
حين يخشى أن أراهُ
في تجلّيه القبيحْ؟
هل براك الربّ مثلي
من وجوهٍ سابقهْ
فتمنيتَ لسانًا
وحروفًا خالقهْ؟
أعطني المرآة وانظرْ
وتأملْ في السماتْ
هل أنا ثانٍ سيظهرْ
وأراهُ وهْو آتْ؟
 
هل عرفتَ القبحَ مثلي
وتمنيتَ تذوبْ؟
وطرقتَ الباب عمرًا
وتسوّلتَ القلوبْ؟
هل قبضتَ الطينَ يومًا
ونفختَ النفْسَ فيهْ
فقضيتَ النحبَ نفخًا
دونما أن تبتريهْ؟
أعطني المرآة أقبِلْ
ثم غادرْ في هدوءْ
إن وجهي لو تحللْ
فجأةْ..سوف تقيءْ!
 
هل خلقتَ الطينَ طيرًا
فتهاوَى حين حلّقْ؟
وكسوتَ العظمَ لحمًا
فتداعى، وتمزّقْ؟
هل سكبتَ البحرَ أزرقْ
فتسرّبْ
ومسحتَ الشمسَ وجهًا من ترابٍ
فتترّبْ
أعرفتَ اليأسَ مثلي
من برايا لم تصدّقْ
لم تكذّبْ
وعرفتَ الآن خلقًا ليس يُخلَقْ؟
أعطني المرآةَ أعرفْ
أنني لستُ بربّْ
وثماري ليس تُقطَفْ
وعبادي دون ذنبْ!
 
هل رمقتَ الموتَ مثلي
قادمًا بعد قليلْ
فتمطَّى في غداةٍ
وتمشَّى في أصيلْ
ثم جاءا
آسفًا إذ سوف يُرجي موعدي دون بديلْ؟
هل رأيتَ الموتَ ينأى
لو تدنّى
ثم يدنو
لو تناءَى؟
أحمقًا يَمضي صباحًا في سبيلٍ،
ثم يأتي ذات ليلٍ من سبيلْ
ثم ينسى كل يومٍ حين يأتيني الحذاءا!
وإذا أدعوه كي يشربَ شايًا يتأثّرْ
ويثرثرْ:
مثلما قالَ أقولْ
لم أغيّرْ
إنني أخشى السماءا.!
 
أعطني المرآةَ واقتُلْ
كل خوفٍ في الوجوهْ
فانعكاس الخوفِ يقتلْ
في المرايا خائفيهْ
إنني دون خلائقْ
دونَ موتٍ
كيفَ أحيا
كيف أُمليهم رسالاتٍ ووحيا
لو تأملتُ بخلقي دونَ خالقْ
كيف بالفقر الجبلّيّ أعادي
كلَّ شيءٍ
وأُفارِقْ؟
قد نفاني الربّ في الجوف وإني..
خفتُ من أن أتقيَّا
فألاقي الموتَ يبدو غيرَ لائقْ
أنا أسطورةُ قبحِ الإنسِ أمحو ذكرياتي
لن أروّي عطشي من دون ماءْ
إن فخّاري ملاه بشقوقي كلُّ طارِقْ
وسمائي لم تعد تمطرُ شَيَّا
وأنا كالإنس أبقى
سوف أبقى
وسأبري كلَّ خلقي للقبيحين كقبحي بيديَّا
أنتمي لكنْ بلا ابنٍ أو نساءْ
إن أرضي هي جنات نشوئي،
وسقوطي
في الفضاءْ
فخذِ النايَ فإني
سأغني
بين روحٍ ورداءْ
وسقوطي أبديَّا
سوف يبدو نحو أرضٍ
مثلَ أرضٍ
أسفلي
لكنْ..سماءْ!

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى