الثلاثاء ٢٨ آذار (مارس) ٢٠٠٦
الرسال الثانية إلى السيد الرجل :
بقلم نهاد بنعكيدا

لا أريد أن أتصور أن دموعي لا تعني لك شيئا

مرة أخرى إلتقينا ، لم تكن كعادتك ، ولم أكن على عادتي معك ، صممت هذه المرة على أن أكون امرأة أخرى ، من جنس آخر .... غير التي ألفتها وألفت عذوبتها ورومانسيتها واستكانتها أمامك، أن أكون شرسة متمردة " نوع من اللوك الجديد"، ربما لأنني اكتشفت بعد فوات الأوان أنك لست الرجل الذي تستحق صمتي وحنوي ونظراتي الثاقبة وأنا أمرر يدي على وجهك لأحفظ قسمات وجهك .

مسرعا ككل مرة ، افترقنا قبل أن نلتقي ، مواعيد عملك مرة أخرى ، فكرت في لحظة أنني احتاج لرجل متفرغ تماما ، عاطل عن العمل ، ضحكت لفكرتي البلهاء ......افترقنا ، ذهبت لتختفي عن انظاري ولكي نعود إلى حب الاسلاك التلفونية ، فكرت في ان اكتب رسالة شكر إلى اتصالات المغرب ، ربما لو لم تكن هذه الخدمة ما كان حبنا ليعمر ويعيش رغم البعد والمسافات.

لم أستطع أن أطبق الانفاس على دموعي وهي تتسرب من عيوني لتسقط كحبات الرمان الاحمر فوق ثوبي الاسود، بعثث لك برسالة على جوالك أخبرك فيها بأنني أقيم في دواخلي مأتما مأساويا لرحيلك .....لم تجب ولم تعتذر...... ولما تأخرت في الإجابة ظننت أنك عدلت عن الرحيل وأنك الان آت ....وفي هذه اللحظة تبحث عني بين صفوف المسافرين ونحن ننتظر حافلة السفر .....أترقب مجيئك ، أبحث عنك بين كل الوجوه الشاحبة من حولي ، ستأتي حتما ، كلما كبرت مسافة الانتظار ، كبر الامل في دواخلي وأنك آت لامحالة .

لا أريد أن أتصور أن دموعي لا تعني لك شيئا وانت الذي تخشى على عيوني من نسيم الصيف ، تتركني لبحر الدموع يغرقني ويقطع أنفاسي ، تأخرت كثيرا .....عاودت الاتصال بك.......لم تجب ، صعدت على جناح السفر ...رحلت ، لن أعود إليك ، لن أعود إلى نفسي، سأرحل.........سأبتعد ......لم تعد حبيبي......لن أكون حبيبتك إلى الأبد ....لن...لم ....لا ....رن هاتفي في لحظة كلها نفي وسخط وسأم ......:آلو حبيبتي كنت منشغلا كثيرا؟؟؟؟؟؟ لم أجب بل رقصت فرحا على إيقاع صوتك الجميل ، خجلت لفرحي ، ماهذا الغباء قبل قليل فقط أقسمت ألا أعود لحبك مهما كلف الامر ، وجدتني أجيب نفسي متلعثمة : لا......لن أعود إليه مهما كلف الامر لن أعود ....على الاقل اليوم ، لكن في الأسبوع المقبل سأعود .......حتما سيعود قلبي إليه./.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى