الخميس ٢٥ آب (أغسطس) ٢٠١١
بقلم محمد ربيع هاشم

لحظات فارقة

يدُكِ الحانيةُ في يد
مشدودتين كأنهما متصلتان
بجنةٍ معروشةٍ بالندى
ومسورةٍ بالضوء
وأسرابٌ من الحنين تتدفق
تنسربُ في أوردتِنا
تُعطينا براحاً للتحليق
فحلّقي معي يا حبيبتي
ولنضرب بجناحينا تخومَ الخوفِ
نجتازُ المدى الأزرقَ
ثم ندلفُ في عُشِّنا الصغيرِ
على ضَفةِ الغديرِ
حينها نُحس أنّ الكونَ كائنٌ شبحيٌّ
والحواجزَ كلَّها هشيمٌ
ما بين يدكِ الحانيةِ
ويدي
 
ناوَلْتني من رضابكِ علكَتَكِ اللينةَ
كنتُ ألوكَها فتتحللُ روحاً في رضابي
حينها كانت شفتانا عنقودَ كَرْمٍ
يفيضُ على الكونِ
كل الكونِ
بدُوار العشق النبيلِ
 
أحبكِ
أحبكَ
في ذات اللحظةِ صارتا نغماً
كنت أتأبط يدَكِ
وأراقصكِ التانجو
ونغمض عينينا فتتفتح كلُّ
الأوتارِ
وتنام العصافيرُ ما بين الكرى
والحُلمِ
ونبصر من بعيدٍ السماءَ تبكي
حينما صرخنا معاً في خشوعٍ : يا الله
 
أنظري يا حبيبتي
في نهاية هذا الطريق نفترقُ
وفي خطوتنا إليه نحترقُ
وكنتِ تنامينَ تارةً بين كتفي
وصدري
فأتنفسُكِ
ثم ألقي برأسيَ المتعبِ على
صدرِكِ
وصوتُ حليمٍ يتمتم :
ليه نقول ان الفراق مكتوب علينا والحياة قدامنا؟
فنطفيءُ ضوءَ الشمسِ في
غيمتنِا الصباحية
ونستسلمُ لخلودٍ ينقرُ كلَّ خلايانا
برعشةٍ وحلولٍ
 
حين بكينا معاً
قلتُ : دموعُكِ لؤلؤ يلمعُ
سأتذوقُها
كيف يصبحُ البحرُ عذباً؟
وكيف يتلونُ الشتاءُ بالوهج؟
أيتها الساكنة بين يديّ
لا أحدٌ غيري هنا
فارتدي فستانَكِ الرماديَّ
ومعطفكِ الأحمرَ
ودعي رأسيَ بين نهديكِ
حتى إذا اغتَسَلتْ بدموعِكِ
ارتجفت بنا الأرضُ
وأنبتت أنهاراً من الشوقِ
والحنينِ
فلا بكاء بعد اليوم
فقطراتُ النهرِ ستسلمنا لعمقه
ثم نسكنُ
نصمتُ
في دهشة ِالمثولِ السرمديِّ
 
وحين صار لزاماً أن نغفو قليلاً
ناديتُكِ بلهفةِ العاشقِ :
خذي روحي معكِ
واتركي لي بسمةً وضاءةً
وميثاقَ عشقٍ أبديٍّ
وبيتاً من قصبٍ
فإذا انتبهنا صرنا واحداً
نخرجُ من نفس النبع الخصيب

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى