الخميس ٢٥ آب (أغسطس) ٢٠١١
بقلم
لحظات فارقة
يدُكِ الحانيةُ في يدمشدودتين كأنهما متصلتانبجنةٍ معروشةٍ بالندىومسورةٍ بالضوءوأسرابٌ من الحنين تتدفقتنسربُ في أوردتِناتُعطينا براحاً للتحليقفحلّقي معي يا حبيبتيولنضرب بجناحينا تخومَ الخوفِنجتازُ المدى الأزرقَثم ندلفُ في عُشِّنا الصغيرِعلى ضَفةِ الغديرِحينها نُحس أنّ الكونَ كائنٌ شبحيٌّوالحواجزَ كلَّها هشيمٌما بين يدكِ الحانيةِويديناوَلْتني من رضابكِ علكَتَكِ اللينةَكنتُ ألوكَها فتتحللُ روحاً في رضابيحينها كانت شفتانا عنقودَ كَرْمٍيفيضُ على الكونِكل الكونِبدُوار العشق النبيلِأحبكِأحبكَفي ذات اللحظةِ صارتا نغماًكنت أتأبط يدَكِوأراقصكِ التانجوونغمض عينينا فتتفتح كلُّالأوتارِوتنام العصافيرُ ما بين الكرىوالحُلمِونبصر من بعيدٍ السماءَ تبكيحينما صرخنا معاً في خشوعٍ : يا اللهأنظري يا حبيبتيفي نهاية هذا الطريق نفترقُوفي خطوتنا إليه نحترقُوكنتِ تنامينَ تارةً بين كتفيوصدريفأتنفسُكِثم ألقي برأسيَ المتعبِ علىصدرِكِوصوتُ حليمٍ يتمتم :ليه نقول ان الفراق مكتوب علينا والحياة قدامنا؟فنطفيءُ ضوءَ الشمسِ فيغيمتنِا الصباحيةونستسلمُ لخلودٍ ينقرُ كلَّ خلايانابرعشةٍ وحلولٍحين بكينا معاًقلتُ : دموعُكِ لؤلؤ يلمعُسأتذوقُهاكيف يصبحُ البحرُ عذباً؟وكيف يتلونُ الشتاءُ بالوهج؟أيتها الساكنة بين يديّلا أحدٌ غيري هنافارتدي فستانَكِ الرماديَّومعطفكِ الأحمرَودعي رأسيَ بين نهديكِحتى إذا اغتَسَلتْ بدموعِكِارتجفت بنا الأرضُوأنبتت أنهاراً من الشوقِوالحنينِفلا بكاء بعد اليومفقطراتُ النهرِ ستسلمنا لعمقهثم نسكنُنصمتُفي دهشة ِالمثولِ السرمديِّوحين صار لزاماً أن نغفو قليلاًناديتُكِ بلهفةِ العاشقِ :خذي روحي معكِواتركي لي بسمةً وضاءةًوميثاقَ عشقٍ أبديٍّوبيتاً من قصبٍفإذا انتبهنا صرنا واحداًنخرجُ من نفس النبع الخصيب