

لقد ماتت عبلة
"يَا دَارَ عبلة فِي الخَرَابِ تَكَلَّمِي"
فَاليَومَ عَنتَرُ صَارَ مِثلَ الأَجذَمِ
وَاليَومَ قَافِيَتِي تَوَقَّفَ نَظمُهَا
صَمَّتْ وَلَمْ يَزَلِ الكَلَامُ عَلَى الفَمِ
وَاليَومَ سَيفِي قَد تَنَكَّسَ عَهدُهُ
مَا عَادَ يُغرَسُ فِي فُؤَادِ الظَّالِمِ
خُضتُ الحُرُوبَ وَفِي يَدَيَّ كَمَائِنٌ
وَالكُلُّ يَخشَى مِن إِصَابَةِ أَسهُمِي
أَحبَبتُ عبلة وَالطِّعَانُ تُصِيبُنِي
وَظَنَنتُ أَنَّ الحُبَّ يَشفِي أَسقُمِي
إِنِّي أَنَا خَيرُ الفَوَارِسِ فِي الوَغَى
نَبضُ الشَّهَامَةِ كَانَ يَسرِي فِي دَمِي
أَفدِي بِرُوحِي أَرضَنَا وَبِلَادَنَا
أَحمِي الأَنَامَ مِنَ اللَّهِيبِ القَادِمِ
العَالَمُ العَرَبِيُّ بَاتَ كَنَعجَةٍ
فَرَّت تَحِيدُ عَنِ الطَّرِيقِ العَارِمِ
فَبِخَانِ يُونُسَ شُرِّدَتْ أَطْفَالُنَا
هَلْ بَاتَ يُشبِعُنَا شَرَابُ العَلقَمِ؟!
تَهجِيرُهُم جُرمٌ يَفُتُّ فُؤَادَنَا
"عَبَّاسُ" يَخْضَعُ للصَّفِيقِ المُجْرِمِ
وَالآنَ أَمرِيكَا تَبُثُّ سُمُومَهَا
فِي وَجهِ كُلِّ مُنَاضِلٍ مُتَكَلِّمِ
لُبنَان عِزَّتِنَا يَمُوتُ مِنَ الأسى
وَالكُلُّ يَعجَبُ مِن سُكُوتٍ دَائِمِ
أَوَكَيفَ نَهنَأُ يَا رِجَالُ وَنَحنُ مَنْ؟!
بَانَت مَذَلَّتُنَا أَمَامَ العَالَمِ
إِن تَسأَلُوا عَنَّا فَإِنَا هَا هُنَا
وَالكُلُّ يَسبَحُ فِي بُحُورٍ مِن دَمِ
مَا عَادَ يَنفَعُنَا الجِهَادُ إِذَا انحَنَت
كُلُّ العُرُوبَةِ تَحتَ رَأسِ الظَّالِمِ
القُدسُ ضَاعَت زَاهَدُوا فِي بَيعِهَا
أَينَ الكَرَامَةُ أَينَ رُوحُ المُسلِمِ؟
وَكِلَابُ إِسرَائِيلَ تَنهَبُ قُدسَنَا
وَالكُلُّ يَرقُدُ فِي الظَّلَامِ المُعتِمِ
مَا عَادَ عَنتُرُ يَستَلِذُّ قِتَالَكُم
وَدِيَارُ عَبلَةَ فِي الخَرَابِ الأَقدَمِ