الاثنين ٣ آب (أغسطس) ٢٠٠٩
بقلم أحمد عادل عيَّاد

لَو دَخَلتُ الجَنَّة

دعوة للمناقشة

عنوان غريب .. أليس كذلك؟ ربما لا يكون غريبًا بقدر كونه غامضًا. نعم، هذا جيد على كل حال. فمثل هذه العناوين تشد القارئ وتدفعه للقراءة بتركيز واهتمام لكى يصل إلى معنى ومغزى العنوان. حسنًا، لا أريد الإطالة الآن. سأبدأ حالاً.

قال لى والدى وأنا صغير فى السن إن المسلمين يذهبون إلى الجنة بعد الموت، أى فى الحياة الآخرة، ويحيَون فيها بلا نهاية! ولكونى صغيرًا حينها تعجبت من فكرة المكوث فى مكان ما «بلا نهاية»، ولكنى عرفت أن السبب هو تعودنا فى الحياة الدنيا على وجود «نهاية» لكل شىء، ونهايتنا نحن هى الموت بلا شك (أقصد نهايتنا فى الدنيا)، ولذا من الصعب تصور وجود أى شىء بلا نهاية. «ماشى .. طب والجنه عامله ازّاى بقى؟». قال لى والدى حديثًا ما معناه أن الجنة فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. أى أن كل ما يمكن أن أسرح فيه بخيالى مهما بلغ من وسع وخصوبة لن يكون دالاً على حقيقة النعيم المُعَدّ لأهل الجنة، جعلنا الله منهم، قولوا آمين.

وأتذكر هنا قول أحد الدعاة أو الشيوخ، ولا أذكر مَن، حين قال إن الله تعالى عندما تحدث عن الجنة فى القرآن الكريم قال «مَثَلُ الْجَنَّةِ» أى أنه أعطى فقط مثلاً لها، لأن العقل البشرى الدنيوى لن يستطيع أن يتصور حقيقة الجنة ونعيمها مهما أوتى من قوة. فيجب أن يُعطَى مثلاً يقربها إلى ذهنه. أعجبتنى هذه اللفتة التى لم ألحظها من قبل.

وقال لى والدى أيضًا إن مَن يدخل الجنة يمكنه فعل أى شىء يريد فيها؛ فبمجرد التفكير فى الشىء يحدث فى التوِّ واللحظة، دون مشقة من ناحيتك ولا تعب! فمثلاً، إذا أردتَ الحصول على بطيخة وفقط فكرت فيها وجدتها أمامك. ما أروع هذا النعيم! وإذا أردتَ لقاء شخص ما وجدته حاضرًا أمامك حتى تقابله. الله الله. وكطفل صغير فتح هذا الموضوع فى ذهنى تخيلات كثيرة جدًا. ورغم عدم ضمانى دخول الجنة إلا أننى أخذت أعدد الأشياء التى سوف أتمناها وأنا هناك!

** *** ***

تختلف أمنيات الإنسان وطموحاته وأحلامه باختلاف المرحلة العمرية التى يعيشها، وباختلاف البيئة والظروف المحيطة كذلك. وأنا صغير تخيلت نفسى فى الجنة وأعدتُ الأمنيات التى سوف أفكر بها لتحدث فى الحال. كان من ضمن تلك الأمنيات، والتى لا تزال عالقة بذهنى حتى الآن لشدة غرابتها (ومتعتها كذلك)، أن أرجع بالزمن إلى العصر الفرعونى مثلاً وأعيش هناك ضمن الفراعنة لبعض الوقت، وأرى التاريخ الذى ندرسه حاضرًا حيًّا أمامى! ربما يستغرب أحدكم تلك الأمنية ويقول لى: وهل تترك كل نعيم الجنة والصحابة هناك وكل ذلك لتذهب وتعيش مع الفراعنة؟ أقول: ما المانع من التمتع بالجنة بكل الأشكال الممكنة؟ تذكروا أن الإقامة فى الجنة إقامة دائمة خالدة، لا نهاية لها؛ فلا بأس بقضاء بعض الوقت فى التاريخ!

وللعلم، لا زالت أمنية زيارة التاريخ عامة (ليس الفرعونى على وجه الخصوص، بل إذا شئنا الدقة أنا أعشق تاريخ الأندلس) أمنية هامة بالنسبة لى، بل ربما زادت بعد دراستى وقراءتى لتاريخ أمم وشعوب لم أكن أعرفها من قبل. فمن يعلم، ربما تمنيت وأنا فى الجنة ذات يوم أن أذهب وأعيش فى القرون الوسطى فى أوروبا، أو أن أذهب وأرى فلاسفة اليونان أمامى.

أما الآن، وأنا أكتب، فأتمنى حقًا لو دخلت الجنة أن أحضر حفلة «لايف» للشيخ محمد صديق المنشاوى وأتفاعل مع المستمعين، وأقول «اللاهات» أى «الله الله .. الله يفتح عليك»؛ وأحضر كذلك حفلات للمقرئين المشهورين مثل الشيخ عبد الباسط والطبلاوى ومحمد رفعت، تلك الحفلات التى أحب أن أسميها «سَلطَنَه». لا يمكننى أن أتخيل صراحة ما يمكن أن أفعله إذا استمعت إلى صوت الشيخ محمد رفعت من حنجرته إلى أذنى مباشرة، ونفس الوضع بالنسبة للشيخ المنشاوى! يا رب بس أدخل الجنه وانا ما اسيبش حاجه إلا واعملها.

يعنى مثلاً .. ممكن أطلب إنى أشوف جدودى اللى ماتوا قبل ما اتولد .. واعيش معاهم فتره .. أو مثلاً أرجع لعصرهم واشوف الحياه حتبقى ازاى .. واشوف كل شجرة العيله، اللى اعرفهم واللى ما اعرفهمش .. ويا سلام بقى لو طلبت إنى يبقى معايا فلوس بالملايين، واقوم رايح اتجوز واحده غير اللى رفضتنى فى الدنيا بسبب فقرى، وبعدين أجيب اللى رفضتنى دى واشغلها خدامه عندى فى البيت! ما كله حلال بقى فى الجنه، يعنى مش حاخد ذنب ع الذل اللى حاعيّش اسمها إيه دى فيه! أو بلاش .. عشان ما تزعلوش .. يبقى معايا ملايين واروح لنفس اللى رفضتنى فتوافق على الفور! أقوم شارى لها قصر كبير قوى وعربيه .. لأ طيّاره .. أو نعيش فى مركبه ع البحر .. وتقوم عاصفه فنبقى خلاص حنموت (طبعًا مافيش موت بس المغامرات حتبقى حلوه فى الجنه إن شاء الله) وبعدين العاصفه تهدى .. نظام «روبنسون كروزو» بقى .. كده يعنى..

أمنيات طفولية؟ ربما. ولكن إذا عرفنا أن كل ما تمنيناه فى الجنة وجدناه فى نفس اللحظة، أفلا نطمع حينها؟ يجب أن نطمع ونقول «هَلْ مِن مَزِيْدٍ؟». هناك أمنيات أخرى لدىّ، أكثر نضجًا وأعمق من بعض الأمنيات التى ذكرتها، ولكن يكفى ما ذكرت. وليست كل الأمنيات السابقة طفولية أو وهمية على الإطلاق، فأمنية لقاء الشيخ المنشاوى أعتبرها أمنية عظيمة حقيقية بالنسبة لى، وكذا أمنيات زيارة الماضى. دعكم إذن من أمنيات فتاة الأحلام!

يا رب أدخل الجنة بلا سابقة عذاب ولا مناقشة حساب...

وأنتم، لو دخلتم الجنة، ماذا ستتمنون؟
أنتظر رأيكم فى خواطرى وإجاباتكم على سؤالى...

دعوة للمناقشة

مشاركة منتدى

  • انا بحب العصر الجوراسي وأتمنى لما أروح الجنة إن شاء الله ارجع من بداية خلق الله للكائنات إلي نهايته وأشوف كل شئ حدث في الكون من بداية الإنفجار العظيم الي يوم القيامة وأشوف كل الحضارات والعصور وطبعا في الجنة مفيش نهاية يعني الوقت معايا وبعد كدة هتمنى إني ألاقي صحابي وألعاب معاهم بالأدوات الخطرة وأنط من الأماكن المرتفعة وأقفظ في المحيطات والبحار وأعيش مع الأسماك وأشوف الأسماك من العصور القديمة إلى العصور الحديثة وطبعا مش هموت واعمل كل اللي كان ممكن يأذيني في الدنيا هناك وأعمال كل اللي في مخيلتي اللهم اجعلنا من أصحاب جنتك وأصحاب رضوانك يا الله

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى