
مؤسسة القدس الدولية توجه نداء شاملاً للأمة
الاستباحة الشاملة التي شهدها الأقصى على مدى شهور طويلة تهدد بالانتقال إلى مرحلة أخطر من التهويد تشمل المناداة بتأسيس كنيس فيه وبمحاولة تغيير حدوده للاطلاع على البيان على موقع المؤسسة
مؤسسة القدس الدولية توجه نداء شاملاً للأمة: الاستباحة الشاملة التي شهدها الأقصى على مدى شهور طويلة تهدد بالانتقال إلى مرحلة أخطر من التهويد تشمل المناداة بتأسيس كنيس فيه وبمحاولة تغيير حدوده.
مؤسسة القدس الدولية: الاحتلال يتعامل مع تصفية هوية الأقصى كجبهة موازية لحرب الإبادة في غزة وهذا يفرض على الامة بأسرها أن تتصدى لهذه التصفية.
مؤسسة القدس الدولية: نداؤنا للنظام الرسمي العربي والإسلامي: إذا كنتم تطالبون المقاومة الفلسطينية بتسليم سلاحها لتتخلصوا من أعباء الحرب في غزة، فما هي خطتكم لمواجهة تهويد المسجد الأقصى والخطوات الجارية لتحويله إلى هيكل؟
شهد المسجد الأقصى يوم الأحد 3-8-2025 استباحة غير مسبوقة منذ احتلاله، إذ سجّل مقتحموه الصهاينة رقماً قياسياً قارب الأربعة آلاف مقتحم، وتجولوا فيه بمزيج من الطقوس التوراتية الجماعية العلنية وحلقات الغناء والصراخ والتصفيق والرقص، خصوصاً بعد قرار الحكومة الصهيونية الأخير السماح للمستوطنين بالغناء والرقص داخل الأقصى، والذي يبني على قرار سابق في صيف العام الماضي 2024 بالسماح بالطقوس العلنية الجماعية ورعاية شرطة الاحتلال لها.
وقد شارك في هذا الاقتحام وزيران من الحكومة الصهيونية، وثلاثة نواب في الكنيست كلهم من حزب الليكود الذي يقوده بنيامين نتنياهو، وقد شارك أولئك المقتحمون السياسيون الخمسة في الطقوس والغناء ورفع الأعلام الصهيونية داخل الأقصى، ما يؤكد من جديد أن تهويد المسجد الأقصى هدف رسمي يتبناه الكيان الصهيوني بمختلف سلطاته ومؤسساته، وتشكل جماعات المعبد طليعته المتقدمة فقط.
ومع تكرار هذه الاستباحة على مدى شهورٍ مضت، والحصار المستمر للمسجد الأقصى، وما يترافق معها من منع المصلين من الوصول إليه وإبعادهم عنه وفرض الأطواق الأمنية وتحديد أعمار من يسمح لهم بالحركة، فإن الكيان الصهيوني حقق هدفه الانتقالي بفرض هوية يهودية موازية للهوية الإسلامية في المسجد الأقصى المبارك، وبات المسجد الأقصى مهدداً بالانتقال إلى مرحلة أخطر من التهويد تشمل تجسيد الحضور اليهودي بكنيس دائم أو بتغيير حدوده، على طريق الإحلال الديني الذي يتبناه، والذي يشكل المسجد الإبراهيمي نموذجاً شاهداً عليه.
وأمام ما يمر به المسجد الأقصى من تصفية لهويته تتزامن مع حرب الإبادة في غزة، واعتبار الاحتلال له كجبهة موازية لحرب الإبادة في غزة، وما يتهدده من انتقال لمرحلة تالية من الخطر، خصوصاً وأننا على أعتاب موسم العدوان الأسوأ والأخطر والذي يبدأ في 23-9 القادم ويمتد حتى 14-10-2025 فإننا نتوجه إلى الأمة العربية والأمة الإسلامية بالنداء التالي:
أولاً: نداؤنا إلى النظام الرسمي العربي: إن المسجد الأقصى قد بات ميداناً لحرب تصفية لا يجدي معها الاستنكار اللفظي؛ وإذا كانت دول عديدة عربية وإسلامية قد وقعت بيان "مؤتمر حل الدولتين" الذي يطالب المقاومة الفلسطينية بإلقاء سلاحها في وسط حرب إبادة، للمناورة والتخلص من أعباء هذه الحرب واستحقاقاتها، فما هي خطة هذه الدول وخطة النظام الرسمي بأكمله في مواجهة حرب التصفية على المسجد الأقصى؟ وفي مواجهة الخطوات الجارية لفرض هوية يهودية فيه والتي توشك أن تحوله إلى هيكل توراتي؟ ما هي خطتكم في مواجهة الإحلال الديني الجاري على الأرض؟
ثانياً: نداؤنا إلى جماهير القدس والضفة الغربية والأرض المحتلة عام 1948: لقد أطلق الاحتلال مرحلة تصفية قضية فلسطين منذ عام 2017، وقد بات يتبناها اليوم هدفاً للحرب الجارية، وهذا يعني أنها لن تقتصر على الإبادة في غزة وعلى تصفية هوية المسجد الأقصى، بل ستمتد إلى التدمير والقتل والتهجير، وإن خوضها من بوابة الأقصى اليوم هو الطريق الوحيد لخوضها كحرب متماسكة تتوحد فيها الجهود، حتى لا نخوضها متفرقين على كل مدينة وقرية وبيت، ورغم كل القيود والترهيب فإن هبةً شاملةً للدفاع عن الأقصى كفيلة بتغيير الموازين وقلب المعادلات، وإن من واجب الجميع نخباً وأفراداً المبادرة إلى خوضها، فالبديل عنها أسوأ بكثير.
ثالثاً: نداؤنا إلى جماهير الشعوب العربية والإسلامية: إن معركة المسجد الأقصى معركة وجود، معركة إرادة هذه الأمة التي إما أن تتحرر من بوابة الأقصى، وإما أن تبقى خاضعة لقوى الاستعمار والهيمنة وللنخب والبنى الوظيفية النفعية المتعاقدة معها، وإن ما يدفع المحتل للسعي نحو إبادة غزة هو مبادرتها لخوض هذه المعركة في مواجهة التصفية، وتجسيد إرادة الأمة بالانتصار للحق والسعي إلى تحرير نفسها ومقدساتها، ونداؤنا إلى النخب والعلماء والمفكرين اليوم بضرورة الثبات على الحق ونصرته، وعلى العمل بكل السبل لكسر الاستفراد عن غزة وللانتصار لهوية المسجد الأقصى المبارك، ومغالبة كل أسباب التقييد والعجز، والعمل على توحيد الصفوف بين قوى الأمة الفاعلة في هذه المعركة، والعمل على الالتقاء في معركة الأقصى ومواجهة الصهيونية رغم الخلافات الأيديولوجية والمذهبية والطائفية.