الأحد ٣١ آذار (مارس) ٢٠٢٤
بقلم أحمد محمد زيد

متطرّفون حتّى الموت

إلى أحرار العالم , الذين رسموا بدمائهم ملامحَ الطريق..

إلى أهل غزة, وقد أثبتوا أن العين لا تقاوم المخرز فحسب.. بل تنتصرُ عليه وتكسرُ رعونتَه ..
يقول تشي جيفارا ..

"لا تكنْ محايدًا فِي حبّ بلادِك ..
كنْ متطرّفًا حتّى الموتِ"
متطرّفونَ حتّى الموتِ
اللائذونَ إلى الحياةِ
فِرارَا ..
عَبرُوا حدودَ المفرداتِ
سُكارَى ..
لم يكتفُوا بالّليلِ
يغلقُ نصَّهُ ..
فتأوَّلُوا بينَ السُّطورِ
نهارا ..
دخلُوا البديهيَّاتِ
ثالثَ شهقةٍ للخوفِ ،
ثمَّ تقمَّصُوا الأفكارا ..
لمْ يلبثوا إلّا القليلَ
وإذْ بِهمْ ,
يتفجَّرونَ خلالنا
أنهارَا ..
يتلبَّسونَ الّلاشعورَ
مآذنًا ..
تتلو تراتيلَ الحياةِ
جهارَا ..
دخلُوا ثقافتَنا حقولاَ
هشّةً ..
فتجذَّرُوا في قاعِنا
أشجارَا ..
منحُوا الذُّهولَ هويتينِ ,
وفسَّرُوا
ماليسَ يقبلُ كنهَهُ استفسارَا ..
قالوُا:
ليغريَ الامتدادُ عبورَنا
سنعيدُ هندسةَ الجهاتِ
مرارَا ..
سنعيدُ ترتيبَ المكانِ
وربَّما ..
سنضِيفُ بحرًا
أو نزيلُ صحارَى ..
وسَنمنَحُ الأشياءَ
بُعدًا رابعًا ..
ونمدُّ للنجمِ البعيدِ
مدارَا ..
ونقولُ للغيماتِ:
قُمنَ إلى هُنا ..
واملأنَ مِنْ عَرقِ الجباهِ
جرارَا ..
وسنتركُ المارِّينَ عبرَ سطورِنا
يستقرِؤونَ الأحجياتِ
حيارى ..
لن يستطيعَ الوقتُ
يوقفُ نبضَنَا
فالمُسْتَحيلُ
يزيدُنا إصرارَا ..
همْ صَوتُ (جانْ داركٍ )
تقولُ : بلادُنا أمويةٌ ..
لن تتركَ الأمصَارَا ..
إنْ (أورْلَيَان ) تكشَّفتْ عن أرضِنا
حتى السَّنابلُ
قد تصيرُ عذارَى ..
قالوا:
سنقتلُ مرَّتين عدوَّنا
ونقيمُ بينَ رصاصتينِ
ديارَا ..
إنْ مَا أُسِرْنَا
في بواطنِ خوفِنَا ..
سنكونُ أحمقَ مايكونُ
أُسارَى
سيذوبُ غيمُ الخوفِ
عنْ أذهانِنَا
ويطيرُ بينَ الذّكرياتِ
بخارَا ..
وستسقطُ الأشباهُ
عن أسمائِنا
لِيُقالَ عنَّا كلُّنا
(جيفارا)
الخوفُ مَحضُ خطيئةٍ
تُوبُوا فقدْ كُنتمْ
بحقِّ نفوسِكُمْ كُّفارا ..
هذي الحياةُ دقيقة
فاستغفروا ..
من بعدها .. لن نقبلَ
الأعذارا ..
قد جبتُ آفاقَ القصيدةِ
نورسًا ..
ونحتُّ فوقَ ظلالِها تِذكَارَا..
واصطدْتُ
أسرابَ المجازِ جميعَها
وتركتُ غاباتِ الخيالِ
قفارا ..
فتلوتُ فاتحةً ملامحَ
وجهِهِمْ
وكتبتُ من أسمائِهم
أسفارَا ..
هم أجملُ الأشياءِ
حينَ تلوتُهم
خفضتْ جناحَيها الحروفُ
وقارَا ..
منْ حَيثما دخلوا القصيدةَ
أعشبَتْ
وتفتَّحتْ كلماتُها أزهَارا ..
وكأنَّ مذ فتنَ الربيعُ
نفوسَهمْ
حَمَلُوا على أكتافِهم
آذارَا ..
همسٌ من الغيمِ البعيدِ
يقولُ لي:
هذا الشتاءُ سيحملُ الأمطارا..
سيشيخُ طفلٌ ما
قبلَ آوانِهِ
وسيجعلُ الآتي الصغارَ
كبارَا ..
فلتنبئِ الزرقاءُ أهلي,
إننَّي
آنستُ في الوادِي المقدَّسِ
نارَا ..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى