السبت ٢٨ حزيران (يونيو) ٢٠٢٥
بقلم محمد رمضان أمين

متى يا ليل تحملني؟

متى يا ليل تحملني إلى صبحٍ يفيض أمان؟
متى يهدأ الحزنُ الجريحُ ويغفو الجرحُ في غفران؟
متى تجفُّ دموعُ الغيمِ، ويضحكُ قلبُ هذا الكونِ بعد هوان؟
أنا سيفٌ بلا غمدٍ، وشمعةٌ تستنيرُ رغم انطفاءِ الزمانْ.
تصرخُ الريحُ في أذني، تقولُ: "لماذا تصمدُ رغم المآسي؟"
أجيبُ بصوتٍ ملؤه الإيمان:
"أنا الأرضُ التي لا تُباعُ ولا تُهانْ

أنا الغصنُ الذي لو انكسرَ يبني في الغيمِ أغصانْ.
أنا الروحُ التي تحملُ الأملَ وتُشعلُ الفجرَ بألوانْ."
يا ليلُ، مدَّ جبيني كوشاحِ سُهدٍ في عيونِ الغافلين،
واكتبْ معي ميثاقَ الحبِّ، لكلِّ قلبٍ ينزفُ حنينْ،
أغني للعابرينَ فوق طرقٍ من الشوكِ،
وأكتبُ للراحلين حكايا تنبتُ في روح السجينْ.
أيا نجومَ الليلِ، هل لنا أن نحلمَ بأفقٍ بلا سدود؟
أيا خيوطَ الشمس، هل لكِ أن تهزمي سيفَ القيود؟
أيا أرضي الحزينة، لا تبكي فجراً قد يعود،
لكِ منا ألف نبضٍ، وألف حبٍّ لا يموتْ،
لكِ منا وعدُ الأحرار، وأغنيةُ الخلاصِ والوعودْ.
أنا النهرُ الذي يجري، ولو جفت فيه عروقُ الحزنِ،
أنا الفجرُ الذي يشقُّ الصخرَ بحثًا عن بياضِ الورودِ،
أنا المقاومةُ، أنا القصيدةُ التي تصرُّ على الحياة،
ولو كُتبتْ بين أشلاءِ الموتِ والليالي السودْ.
أنا من تلك الأرض التي لا تموت،
أنا الذي يُقاوم الريح إذا استبدت، ويزرع الفجر لو كان بين القيود.
متى يا ليل تحملني؟ متى يا ليل تحملني وتمنحني نهاراً بلا بارود.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى