الأحد ١ نيسان (أبريل) ٢٠١٢
بقلم تركي بني خالد

متى يستقيم أمر الجامعات..؟؟

لا يخفى على أي مراقب حريص على مصلحة الوطن والأمة أن أوضاع الجامعات ومؤسسات التعليم العالي باتت مقلقة ولا تسر الخاطر. فالأحاديث عن العجز والفساد والترهل والعنف والسلوكيات غير المقبولة صارت على كل لسان، ولا يمكن التغاضي عنها أو إنكارها.

وفي ظل غياب مؤسسات فاعلة ومحايدة لضبط ومراقبة الجودة في العمل الجامعي، صار الوضع أكثر ضبابية مما جعل مصداقية التعليم العالي التي بناها أبناء وبنات الوطن على مر العقود الماضية محط تساؤلات وشكوك وقلق تدعو إلى الإحباط والسخرية.

ولكي يستقيم أمر الجامعات ويصلح شانها لا بد من إعادة النظر في ملف التعليم العالي كله ومراجعته من جميع جوانبه اخذين بالاعتبار خبرات الشعوب التي تفوقت علينا في تعليمها العالي والعام. ومن هنا يتوجب على جميع الجامعات أن تقدم للمجتمع الذي لم يعد غبيا ولا جاهلا بما يثبت رغبتها في التحسين والتطوير. ويكون ذلك من خلال خطة معلنه للتحسين الشامل مشفوعة بالأرقام والبيانات والجداول الزمنية والسياسات التي من شانها أن تنقل الجامعة إلى بر الأمان.

ولا بد لكل جامعة تدعي أو تشكو عجزا ماليا أو إداريا من إعلان نواياها وإجراءاتها على الملأ لكي تستعيد ثقة الناس الذين يرسلون أبنائهم وبناتهم ويرفدون تلك الجامعات بمصادر الدخل الذي لا يعلم احد كيف ينفق. ولا بد من تعريف المجتمع بأية توصيات وملاحظات تقدمها جمعيات أو منظمات أو وكالات الجودة المحلية آو الإقليمية أو العالمية سواء على مستوى الأداء المؤسسي أو مستوى البرامج الأكاديمية.

وعلى كل جامعة مشكوك في أمرها أن تثبت براءتها وحسن نواياها من خلال نشر تقارير للتقييم والتقويم الذاتي تبين فيها بالأدلة والوثائق المنشورة بجميع وسائط الاتصال الحديثة أن لديها النية الجادة والإرادة القوية لكسب ثقة الناس والمجتمع والدولة. ولكي تحصل الجامعات على شهادة حسن سلوك فان عليها أن تثبت أن لديها قاعدة براهين ملموسة وملاحق تفصيلية تبين أن جميع من لهم علاقة من طلبة وموظفين وإداريين وهيئات تدريسية أو بحثية و أصحاب العمل والخريجين وممثلي المجتمع المحلي شاركوا وكان لهم رأيا فاعلا في تقييم أداء تلك الجامعة.

وقد تحتاج الجامعات لضم ممثلين للطلبة وأرباب العمل والخريجين وهيئات المجتمع المحلي في مجالسها وبرلماناتها وهيئاتها من اجل الاستفادة الحقيقية من خبرات هؤلاء وتوفير التغذية الراجعة التي تسهم في رفع مستوى الأداء الجامعي. فلم يعد مقبولا أبدا أن تنكفئ على ذاتها على شكل أبراج عاجية تنتظر حلولا من الآخرين بدل أن تبادر هي بتقديم الحلول لمشكلات المجتمع.

ومن اجل أن تستعيد الجامعات العاجزة أكاديميا أو ماليا أو إداريا احترام المجتمع لها فان عليها أن تستعيد احترامها لنفسها أولا. عليها أن تكون محط تقدير طلبتها الذين إن كفروا بها تحولوا لا سمح الله إلى أدوات تخريب ومعاول عنف تهدم ولا تبني وقد سمعنا أو شاهدنا قصصا تدل على أن فيروس العنف وبكتيريا التخلف والجهل على وشك أن تستوطن الحرم الجامعي وتعصف بجماليته وهدوئه.

وعلى الجامعات أن تستدرك فورا ما فعلته وتفعله إداراتها المتعاقبة بهيئات التدريس والموظفين من سياسات وإجراءات تعسفية لا تخلو من فساد وإقصاء وتخبط فهؤلاء المدرسون والموظفون هم عماد الجامعة ودعائم بنيانها، ولا يجوز تجاهلهم وتجاوز حقوقهم لأنهم إن أشعروا بغربتهم عن رسالة جامعاتهم وفقدوا الانتماء لمؤسستهم تحولوا لا سمح الله إلى طوابير من المترهلين الذين يتسببون في العجز وسوء الأداء.

جامعاتنا هي أمل الأمة ولا يجوز العبث بها ودفعها إلى ما وصلت له من ترهل وعجز وقلة هيبة. لقد كثر شاكوها، وقل شاكروها، وما على المسئولين عنها إلا أن يعتدلوا أو أن يعتزلوا!!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى