الأحد ٢٤ آب (أغسطس) ٢٠٠٨
بقلم فاروق مواسي

محمود درويش.... أثر الغياب

نظمت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني ووزارة الثقافة ندوة ثقافية تحت عنوان (محمود درويش.. أثر الغياب) وذلك في مقر الجبهة في محافظة طولكرم, حيث تم خلال الندوة التطرق الى تجربة الشاعر محمود درويش ومسيرته الشعرية الغنية التي حملت الهموم والآمال الفلسطينية وشكلت حالة خاصة في النسيج الثقافي الفلسطيني والعربي.

وقد أدار الندوة الصحافي معين شديد الذي تحدث في بداية الندوة عن أثر غياب محمود درويش والخسارة الفادحة التي مني بها الشعب الفلسطيني برحيل هذا الشاعر الكبير حيث تحدث شديد عن مناقب محمود درويش الشعرية والوطنية واهم المراحل التي واكبت تجربة هذا الشاعر.

وتحدث في الندوة الكاتب محمد علوش سكرتير جبهة النضال الشعبي في محافظة طولكرم حول التجربة التي تفرد بها محمود درويش الذي يرحل في قمة العطاء وفي ذروة الحالة الشعرية التي لا تعرف التوقف معتبرا هذا الرحيل المدوي لشاعر الوطن والشعب والقضية والمشروع الوطني الذي حملت مضامين قصائده أوجاع وهموم الشعب الفلسطيني. انتقد علوش بعض الكتابات المشبوهة المسيئة إلى الشاعر درويش وتجربته والتي تحاول النيل منه حتى وهو ميت وقد اعتبر في كلمته رحيل درويش نكبة جديدة تضاف إلى سلسلة النكبات المؤلمة التي مرت وتمر على الشعب الفلسطيني وخصوصا وان الشاعر الراحل شكل طيلة مسيرته أنموذجا وعنوانا للثقافة الوطنية الديمقراطية والتقدمية وهو يحمل المشروع الثقافي منتصرا للخطاب الثقافي وجبهة الثقافة.

بدوره اعتبر عبد الفتاح الكم مدير مكتب وزارة الثقافة في طولكرم رحيل الشاعر الكبير محمود درويش انتكاسة كبيرة تعرض لها المشروع الثقافي الفلسطيني الذي كان محمود درويش احد أهم وابرز أركانه، مثمنا هذا الوفاء الكبير للشاعر الراحل من قبل الشعب الفلسطيني بمختلف اتجاهاته وشرائحه الاجتماعية، وأكد الكم أن وزارة الثقافة ومعها كل المثقفين الفلسطينيين ستظل وفية لإرث ونتاج محمود درويش حتى تظل نبراسا للثقافة الوطنية.

وقد تحدث في الندوة الدكتور فاروق مواسي الشاعر والناقد الفلسطيني الذي حضر خصيصا من باقة الغربية للمشاركة في هذه الندوة الخاصة عن الشاعر الكبير حيث تحدث مواسي بتوسع حول التجربة الشعرية لمحمود درويش وما أنجزه محمود درويش في ميدان الشعر والنثر مستعرضا ابرز المحطات في شعر درويش والتي واكبت محطات النضال الفلسطيني حيث شكل درويش كاريزما شعرية لها خصوصيتها وتفردها وقد استطاع أن يتبوأ مكانة كونية في شعره حيث ترجمت أشعاره إلى معظم اللغات الحية على مستوى العالم. وتحدث مواسي عن أثر غياب محمود درويش على المشهد الثقافي الفلسطيني والعربي والدولي ومن ثم قام د. مواسي بقراءة قصيدة (خبز أمي) لدرويش وتحليلها، كما قدم عرضا نقديا وتحليلا لقصيدة (الهدهد).

وقد حضر الندوة مجموعة من مثقفي وأدباء وشعراء محافظة طولكرم وجمهور من المؤسسات والمراكز الثقافية وأعضاء الجبهة في طولكرم وقد قرئت بعض القصائد للشعراء د. فياض فياض وإبراهيم تيم وقدمت مداخلات أغنت الندوة لكل من الشعراء والأدباء أديب رفيق محمود ولطفي كتانة ونصوح بدران وخضر سالم.

كما تحدث د. خليل حسونة من النرويج باتصال هاتفي ناعيا شاعر فلسطين الكبير، فقيد النص الجميل وفقيد الثقافة الوطنية ونقل تعازيه إلى كل المثقفين وكل الأصدقاء بهذا المصاب الجلل.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى