الأحد ١٩ آذار (مارس) ٢٠٠٦
بقلم محمد دلة

مرثية النرجس

نرجسة مبتلة بالغار

مبتلة بالقار

يحني ذاكرة الظهيرة

ويثقل بحطام العبور

خيمة النصر

.......

هل خفت موازين الهزيمة

عاد

أمسه جمجمة مشطورة الى نزفين

تغرز صورتها في محاريب حصانه الغارب

وبين يديه تمتد

جنائز الغد

والمدينة

مبتورة الظلال مغتصبة

بالنياشين والمراسم كاملة الفجور

كارغفة الضياع والعتمة

تنضج في وحشتها جرادة الفجيعة

وتولم النفير

مصابيح تئن

تضيق عن أقدامها

أحذية الحقول

مبتلة بالعار

غربان خوذته الأخيرة

وبزته بقع الدمع في عناقد الطفولة

فمن يصل طينة الدفء بخطاه

من يعلق قرميد بيته بحبال النشيد

من ينفض تابوت الرماد

عن تعب الجمر

حفّروا بأزاميل النصر وجهه

مسلة أشلاء في عورة كل باب

إلا بابه

لم يحتمل

قهقهة صخور اللهب

تتنزل من حذوة المعركة .

اعصموه

من جيوش الوساوس

لا عاصم اليوم

من دروب تثقبها الطواويس والسنابل والسيوف المغمدة

في صدر المقبرة

انبشوا وجهه يا أبناءه الضائعين

واقتلعوا من محارة وجهه الصدئة

أحجار حزنه

اسرقوا من جفن البحيرة شفاعة خضرتها

المارقة من أزيز المشنقة

واحرثوها في مراهم زوجته اليابسة

فتشوا كل الأوسمة

يا بناته الكسيرات كسبع عجاف

لا أمطار من عسل الأبوة في سواعد قلبه

وحكمته الجيرية اهترأت

فتتتت غمارها مناجل العاصفة

أنفاسه

احترقت بيادر ناياتها

وقهوته

نيئة أجراسها

وهالها

يحفر الطلاسم فوق شاهد

الفجر


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى