الأربعاء ٢٣ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٨
بقلم
معلقة أولى على جدران العروبة
أشكو إليك يا إلهي أمةًمزريةً أحوالُها .. مخيّبةلا عرباٌ عاربةٌ ..باتت .. ولا مستعربةتحتلُّ ما بين شعوبِ الأرضِ أدنى مرتبةتمشي على عكازةٍذليلةً عليلةً .. هامتُها محدودبةعن كلِّ أسبابِ الرقيِّ والمضيِّ ..والعلوِّ والسموِّ .. والإباءِ أضحت مضربةببؤسِ حالِها .. وما آلت إليهِ من هوانٍ معجبةقد رهنت بلادَهاوضيّعت أمجادَهاونصّبت مولىً لها .. جلادَهاماتت جراحُها .. فلم تعدْ تحسُّ أنهامحكومةٌ .. مكلومةٌ .. مظلومةٌشقيةٌ معذبةكلُّ سهامِ الغدرِ والحقدِ لها مُصوّبةمرت عليها ألفُ ألفِ تجربةلم تستفدْ لو مرةً من تجربةكأنها عديمةُ التفكيرِ ..أو ليسَ لديها ذرةٌ من موهبةالناسُ في بلادِهم تغيّرواتحرّروا تطوّروا تنوّرواولم تزلْ ترقدُ في قمقمِها معلبةعشرونَ شعباً أويزيدُ ..ضاعَ في وحلِ الضياعِ .. إسمُها ..تاريخُها .. أمجادُهالم يبقَ إلاّ جسمُهاخيراتُها حكرٌ على جلادِها مُطوّبةتائهةٌ .. ضلّت إلى برّ الرشادِ دربّهاللشرقِ مرةً تشدُّ رحلَها .. وغالباً مغرِّبةعما يدورُ تحتَها وفوقَهاوغربَها وشرقَها .. مُغيّبةمن قدميها أفلست .. لراسِهاتسرطنَ الإفلاسِ في إحساسِهاصارَ الهوانُ حجرَ الأساسِ في أساسِهاتنامُ كي تصحو ..على ذاتِ الحياةِ المُجدبةباعت فلسطينَ ومَن بها احتمىوفرّطت بالقدسِ .. بالأقصى .. بكلِّ مُنتمىوقبلَها .. غرناطةٌ وقُرطبةقد رضيت بالذلِّ والهوانِ والخناوأن توصفَ .. إرهابيةً مُخرّبةيا ويحَها كيفَ اكتست بعقدةِ النقصِكما لو أنّها .. عباءةٌ مُقصّبةربّاهُ ما عادت حياةُ منتمٍ إليها .. حلوةً وطيبةربّاهُ أخشى أن تكونَ استمرأتدونيةَ الشعورِ ..والإحساسُ بالقصورِ ..صارَ عندها هوايةً مُحبّبة