الاثنين ١٨ شباط (فبراير) ٢٠٠٨
بقلم
مغرورة مكابرة
مغرورة ٌمكابرةتخالُ وهماً أنها صارت منَ الجبابرةوأنها المبادرةوأنها تفعلُ ما تشاءُ وهيَ قادرةكأنها استولت على عمّانَ في " سلامِها "والقاهرةوبالخليجِ العربيِّ ظافرةكأنها في نزهةٍ مسافرةمغرورةٌ مكابرةتحلمُ بالسلامِ والتطبيعِ بعدَ كلِّ ماأتت بهِ من الفعالِ الماكرةكأننا صرنا بدونِ ذاكرةكأنها لم تغتصبْ بغدرِها البلادلم تذبحِ الشيوخَ والنساءَ والأولادكأنها لم تحرقِ الأقصى ..ولم تحرمْ من العبادةِ العبادكأنها ما شوّهت تاريخَنافي موطنِ الآباءِ والأجدادمغرورةٌ مكابرةقرصانُها يظنُّ نفسَه منَ القياصرةيقودُ قطعاناً من المستوطنينَالفالتينَ كالذئابِ الكاسرةتسوسُه عقليةُ السماسرةتاريخُه فصلٌ من الإرهابِ والدماءصبرا وشاتيلا استحالتاعليهِ لعنةً حلّت منَ السماءجرائمٌ لن تغتفرولعنةُ التاريخِ حلّتليسَ منها مهربٌ ولا مفرمغرورة مكابرةلكلِّ حقٍّ ناكرةبلادُنا .. سهولُها جبالُهاوديانُها شطآنُهامحفورةٌ في الذاكرةتظنُّ أنها غدت ناهيةً وآمرةوأنَّ أرضَنا .. يهودا أصبحت والسامرةشاءت أبت .. إنّا هناباقونَ فوقَ أرضِنابطولِنا بعرضِناكشوكةٍ في حلقِها .. في صدرِها .. في الخاصرةحتّى يعودَ الحقُّ وهيَ صاغرةمغرورةٌ مكابرةمهما تمادت لم تزلجموعُنا رغمَ العذابِ صابرةعازمةً .. حازمةً .. مثابرةينسابُ كالدماءِ في عروقِها الإصرارلا ترهبُ الإعصارَ ..لا تغيرُ القرارَ ..لا تهابُ لا تنهارفلم يزل أطفالُنا .. أشبالُنانساؤنا .. رجالُنايمارسونَ لعبةَ الرصاصِ والحجارويزرعونَ الأرضَ كلما عدا عادٍعلى أوطانِهم .. بالنارمغرورةٌ مكابرةعاشت على وهمِ انتصارٍ من عقودٍ غابرةفي لحظةٍ من الزمانِ عابرةلكنّها في عنفِها وعسفِهاوقهرِها وسرِّها وجهرِهاتعلمُ أنَّ شعبَنا الجبارَ ..كانَ قاهرَ الجبابرة