الخميس ٢٤ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٢٢
بقلم حسين صقور

من ذاكرة المهد «أرض البعل»

الشاعر والفنان حسين صقور (الفينيق)

في أحياء قلعتها
تخبو وتضيء.. ملاعب الطفولة
وعلى ضفاف شواطئها
تمتد حكايا عشق جريئة وخجولة
هي اللاذقية
تصحو مع الفجر من خلف التلال
وتتلألأ عند مشارف المغيب ...
كإحدى آيات الجمال
هي اللاذقية تتعالى بالحياة
مع صدى المعاول
مع دفق أنهارها والجداول
لتعانق أشجارها السماء
وتنبسط للبحر .. أساريرها ..
بعد كل عناء
هي وطن الأبجدية الأولى
رب الأرباب أيل
وعناة لازالت به مشغولة
هي وطن البعل يهطل على التلال
والنيروز يرقص فوق ربوعها والجمال
هي اللاذقية لاصقة بالحكايا
تتوق لنبش جذورها ..
فترى أوغاريت عالقة
بين أنقاض الشمرة فيها كما المرايا
تحكي لنا عن رب الأرباب أيل
وعن آلهة مخرت عباب المستحيل
بسلال السندس والمرجان
بحلي وملابس للنسوان
بالحنة بالتوت وبالعناب
هي اللاذقية عالقة في ذاكرة المهد
... وسكاكين المنقبين تقطع أوصالها
إلى اللحد
لتسرق رياحينها في وضح النهار
ولأكون أنا الشاهد في قصيدتي هذه
وقد وقع علي الخيار
لأقول كلمة حق ومستحق
حين صرنا وبقينا
نحاصر.. ذوي الأفكار الخلاقة والخيال
ثم نجلد ونقتل .. في دواخلنا الجمال
مخدوعين بترهات الحياة
حين شغلتنا الكراسي والمناصب والملذات
حينها ... وحينها فقط
سرق التاريخ الساكن فينا
حينها ..وحينها فقط
ضاع مستقبلنا وماضينا
حينها .. وحينها فقط
صار لكم يا سادتي القرار
مني الأفكار الخلاقة
و منكم حسن الخيار
يا سادتي الأتقياء و الأنقياء
لنزرع بذور المحبة في أرض البعل
في أرض السلام في المنبت في الأصل
لنغرس أشجار التين والزيتون
ما بين اللاذقية وشهبا والجزيرة وقاسيون
سينمو الحب مع البذرة الأولى
وستمتد جذوره إلى صيدا ومعلولا
حينها سيزهر الحب فينا
ليصير سرا من أسرار نبوتنا وتباهينا
تلك وصية الفينيق
فأرجو للضمائر بعد قصيدتي هذه أن تستفيق


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى