
من يشتري أمي
بدعي محمد عبد الوهاب
سكوتٌ سكوتٌ سكوتٌ سكوتسأعرضُ بيعاً غزير العطاياكثير المزايا قليل العيوب..جئتُ إليكم.. أحْمل أمِّيففي راحتيَّوجهٌ جميلٌ وصوتٌ طروب ..بين يديْها.. تسري الحياهنيلٌ عظيمٌ يداوي القلوب..علي ضفتيْه سمعتُ الغناءرأيتُ النخيلَ وسرب الحمامِيُغازل عمداً شمس الغروب ..شربْتُ الوفاء كأساً عظيماًغرسْتُ الرماح بشتـَّى الدروب..أمرْتُ الشراع فكانت تـُلـِّبيوهذا لأنِّي.. ابنٌ لأمِّيففي عيْن أمِّيتموتُ الخطايا وتـُمْحي الذنوب...سكوتٌ سكوتٌ سكوتٌ سكوتجئتْ إليكم.. أحمل أميعلي مُقلتيْها يذوبُ الجمال ..علي وجنتيْها ملاكٌ يُضيئفدرْبُ الظلامِ لديْها مُحال..ٌلديها رداءٌ عتيقٌ قويمفكل الأماكن تريدُ المنال..وثوب المعالي وطُهر الليالييشارُ إليها تكون المثال.....ألا تسألوني لماذا أبيعففي مثل عرْضي يقلُّ المبيعومن أرضِ مصرَ تثورُ الرجال..ومن أجل مصر تـُسلُّ السيوفتـُسنُّ الرماح ويُرْجي القتال.....ألا تسالوني لماذا أُناديبصوتٍ خفيفٍ بصوتٍ حزين..ورعشُ الأنامل تـُفْشىِ السرائروفي القلب نبضٌ يُسمَّى الحنين..ألا تسألوني لماذا البكاءوصدُّ الرجالِ وضجْرُ النساءِفكلّ البضائع يُكشفُ عنهايلمسُ هذا طرفُ الرداءويحرقُ هذا حصنُ الرداء..ألا تسألوني حصيْت المزايافأين العيوب وصدق الشراء.....ألا تتركوني أوُهم نفسيأقتل عجزىأسكب دمعيفكيف لمصر أُوَافي العطاء..إني العيْبُ ولا عيْبَ فيهافمصرُ الجمالُ ونبْعُ الوفاء..إني العيْبُ ولا عيْبَ فيهافمصرُ الجمالُ ونبْعُ الوفاء.....
بدعي محمد عبد الوهاب