الخميس ٢٦ حزيران (يونيو) ٢٠٢٥
بقلم عبد الهادي السائح

مواجِد ثائر

تشيَّعتُ في هذا الزمان و لم أزَلْ
أشايعُ عثمانًا و أهوى معاويَةْ

و ألمَحُ في كلِّ الشموعِ صبابتي
و أبصر في كلِّ المرايا هوانِيَهْ

بقِيَّةَ ما أبقى الزمانُ و هل سوى
حنايا طيوفٍ في مآقيكِ باقِيةْ

دعينيَ أهذي فالحنينُ مُواربي
إلى مُشجياتِ العَزْفِ أو بوحِ قافيَةْ
دَعِينيْ ففينا من كليبِ بنِ وائلٍ
شجونٌ و أحقادٌ إلى اليومِ ضاريَةْ

و ما زالتِ الأطلالُ فينا شريدةً
ثوى أهلُها دهرًا .. و ما زلتِ ثاويَةْ

دعينيَ أشكوكِ الجراحَ عميقةً
كعُمْقِ انشطاري أو تباريحِ غادِيَةْ
..
تُسائِلُني هل أنتَ منّا.. و قد دَرَتْ
بأنِّيَ لا مِنّا و لا مِنهمُ هِيَهْ

و تَعلَمُ ألّا حدَّ بيني و بينَها
و أنِّيْ بها غاوٍ كما هيَ غاويَةْ ..

ذرينيْ على أطلالِنا أرْشُفُ المسا
أعُدُّ انكساراتي على نبض دالية

ففي كلِّ ساحاتِ الحروبِ أرى دَمِي
نجيعًا و في كلِّ الحروبِ لوائِيَهْ

عهودٌ مَضَتْ .. أو ما مَضَتْ منذ عودتي
من الطَفِّ مكسورًا ، عهودٌ ثَمَانِيَةْ

أرى في شُقوقِ الأرضِ أطلالَ بسمَةٍ
و قد ذبُلتْ في خِدرها و أرانِيَهْ

و موؤودةً كالحُـلْم ما انبعثتْ سِوى ..
كما انبعثَ الجِنِيُّ من جَوفِ خابِيَةْ

و نحن الأسارى نرتجي من يُعيرنا
خلاصًا و نسعى و المقاديرُ ساعِيَةْ

يهُبُّ حُسَينٌ دمعةُ النورِ ثائرًا
بجفن الدُّجى، و الليلُ يغتالُ رائِيَهْ

تَضَرََّجَ وجْهُ الليلِ بالنورِ و انتشى
دمًا ففجاجُ الأرضِ للآن قانِيَةْ

و ينحازُ لِلَّيلِ الغَوِيِّ اغترابُهُ
فتفتحُ أزهارٌ منَ النورِ باكِيَةْ

أنا أوَلُّ الثُوّارِ يا راكبَ المدى
هُبوبي كأنسامِ الجَنوبِ يمانِيَةْ

و معجونةٌ بالشامِ أوجاعيَ التي
تركتُ صدًى للعاصفاتِ و آنية

و في كلِّ أرضٍ أينعَ الرُّمحُ من دمِي
صباحًا و فاضَ الوجْدُ مِن كلِّ ساقِيَةْ ..

يحاربُ قومِي الوافدينَ وقد سطَوا
عجاجُهمُ شرقٌ على كفِّ داهِيَةْ

سيدحَرُ قومي الليلَ عن صهواتِهِمْ
و ينهزمُ الآتون عن كل ضاحِيَةْ

و ينبلجُ الإصباحُ بالشرقِ رايةً
تليها أعاصيرٌ مِنَ الموجِ عاتِيَةْ

نعودُ كما كنا حواليكِ و المدى
عيونٌ، كأطلالي بغزة، دامية


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى