

مَا مِنْ دَليلٍ عَلَى الْمَعْنَى سِوَى دَمِهِ
كَمْ رُوحِ طِفْلٍ تَهَادَتْ فِي سَمَا غَزَّةْ
سِرْبٌ مِنَ الدَّمْعِ وَالْأَحْرَارِ وَالْعِزَّةْ
أَعْلَى مِنَ الْمَوْتِ، مِنْ تَصْوِيبِ طَائِرَةٍ
مِنْ قَاتِلٍ فِي لَظَى الْمَشْفَى رَأَى عَجْزَهْ
أَبْقَى مِنَ الْوَهْمِ فِي مِفْتَاحِ خَارِطَةٍ
مِنْ نَجْمَةٍ فِي سَرَابِ الْوَقْتِ مُهْتَزَّةْ
أَقْوَى مِنَ اللَّغْوِ فِي حَرْبِ الْكَلاَمِ، وَمِنْ
صَدَى الْمَصَادِحِ لَا تَقْوَى عَلَى قَفْزَةْ
أَنْقَى مِنَ الضَّوْءِ فِي فُوسْفُورِ قُنْبُلَةٍ
مِنْ قَاصِفٍ لَمْ يُصَدِّقْ مُطْلَقًا فَوْزَهْ
أَرْقَى مِنَ الرَّعْدِ، دَوَّى فِي رُؤَى مَلِكٍ
فَصَافَحَ الْخِنْجَرَ المَغْرُوسَ فِي اللَّوْزَةْ
لَا أَرْضَ لِلْقَلْبِ إِلَّا الْقُدْسُ بَوْصَلَةً
مُحَاصَرٌ مُنْهَكٌ وَالرُّوحُ مُعْتَزَّةْ
مَا مِنْ دَلِيلٍ عَلَى الْمَعْنَى سِوَى دَمِهِ
كُلُّ اللُّغَاتِ سُدًى لَا وَصْلَ لَا هَمْزَةْ
نَهْرٌ مِنَ الدَّمِ وَالْأَشْلَاءُ صَارِخَةٌ:
’’ دَعِ الْقُلُوبَ تُصَلِّي نَزَّةً نَزَّةْ ’’
فَاضَ الشَّهِيدُ فَلَا يُحْصَى لَهُ عَدَدٌ
شَعْبٌ شَهِيدٌ تَعَدَّى بِالْفِدَى رَمْزَهْ
لَنْ يَقْتُلُوا حُلْمَ مَنْ أَفْنَوْا بِلَا سَبَبٍ
أَنَّى لِسَارِقِ حُلْمٍ أَنْ يَعِي لُغْزَهْ
لَنْ يُدْرِكُوا النَّبْضَ فِي كُوفِيَّةٍ خَفَقَتْ
كَمْ أَخْفَقُوا فِي اقْتِنَاصِ الْخَيْطَ وَالْغُرْزَةْ
طِفْلٌ بِغَزَّةَ لَمْ يَفْرَحْ بِلُعْبَتِهِ
طِفْلٌ بِلَا جَسَدٍ لَمْ يَقْتَرِفْ وَخْزَةْ
شَيْخٌ بِغَزَّةَ لَمْ يُكْمِلْ وَصِيَّتَهُ
’’ كَنْزِي فِلَسْطِينُ ..’’ أَخْفَى فِي الْحَشَا كَنْزَهْ
مِنْ تَحْتِ أَنْقَاضِهَا بِنْتُ الْحِصَارِ رَأَتْ
فَجْرًا، غُزَاةُ الْمَدَى لَمْ يَأْلَفُوا طَرْزَهْ