مَــراسِـيـمُ حُزْن
لأِجْــلِ احْـتِـوَاءِ الْـحُـزْنِ نَـنْـزِفُ بِالأَلَـم
وَفَــوْرَ الْـتِـئَـامِ الـرُّوحِ يَـنْـتَابُـنَا الْعَدَم
وَدُونَ انْـبِـثَاقِ الـنُّورِ سَـطْـوَةُ ظُـلْـمَةٍ
فَـمَا الـضَّوْءُ إِلاَّ بَـعْـضُ مَـا خَـلَّـفَ الْـعَـتَم
كَذَاكَ حَـنِـيـنِي لِـي وَبِـي غُـرْبَـةُ الأَسَـى
قَـصِـيدَةُ شِـعْـرٍ بَـعْـدُ مَا خَـطَّـهَـا الْـقَـلَـم
أُقَـاسِـي عِـنَادَ الْـبَـوْحِ مِـلْءَ كَآبَـتِـي
وَيَـجْـتَـاحُـنِـي الإِفْـصَـاحُ قَـسْـرا إِذَا انْـكَـتَـم
وَأَسْـكُـبُ خَـمْـرَ الْـبُـؤْسِ فِـي كَـأْسِ بَـسْـمَةٍ
وَإِنْ كَـانَ لاَ شَـيْءٌ دَعَـانِـي لِـمُـبْـتَـسَـم
كَـأَنَّ سِـيـاطَ الـذّنْـبِ قَـدْ لَـفَّ بَـعْـضَـهُ
عَـَلى ظَـهْـرِ عُـمْـرِي كَـي يـعِـيـثَ بِـيَ الـنَّـدَم
فَـمَا كَـانَ إِلاَّ أَنْ تَـمَـزَّقَ دُونَـهُ
وَأَلْـفَـيْـتُ ذَنْـبِـي بَـعْـدَ هَـذَا قَـدِ انْـفَـقَم
فَـأَنَّـى يَـتُـوبُ الْـحُـزْنُ بَـعْـدَ اعْتِـنَـاقِـهِ
إِيَّـاي، وَبَـعْـضٌ مِـنْـهُ أَدَّى لِـيَ الْـقَـسَـم
وَفَـاءً لِـهَـذَا الدَّمْـعِ قَـبْـلَ انْـهِـزَامِـهِ
وَوَعْـدا بِـنَـصْـرِ الْـجَـفْـنِ إِنْ كَـانَ مُـنْـهَـزَم
وَقَـدْ يَـيْـئَـسُ الْـمَـحْـمُـومُ مِـنْ فَـرْطِ سقمِـهِ
فَـأَنَّـى إِذَا الْـمَـحْـمُـومُ كَـانَ هُـو الـسَّـقَـم
تَـعِـيثُ بِـهِ الأَيَّـــامُ مِـــلْءَ تَـــبَــرُّمٍ
وَيَـغْـفَـلُ عَـن نـفْـسٍ تَـدَاوَتْ بِـذَا السَّأم
وَيَـعْـزِفُ لَـحْـنا لِـلْحَـيَـاة... وَمُـكْـرَها
يَـقُـودُ نَـشَـازَ اللَّـحْـنِ كَـي يـسْـتَـوِي الـنَّـغَـم